وأكد تقرير للهلال الأحمر التركي، أن نحو 78 في المائة من اللاجئين السوريين، ليست لديهم الرغبة في مغادرة الأراضي التركية، إلى أي مكان، حتى ولو سنحت لهم الفرصة للسفر إلى دولة أخرى، أو الرجوع إلى بلادهم.
وشارك 327 لاجئاً في التقرير الذي أجري في مدينة "أورفة شانلي" الحدودية مع سورية، خلال الفترة الممتدة بين 12 يناير/كانون الثاني إلى 12 فبراير/شباط الماضيين، وشملت الإحصائية شرائح متعددة من اللاجئين السوريين في تركيا.
وأجمع المشاركون على أن استقرار الوضع الأمني في تركيا، كان العامل الأساسي وراء رغبتهم في البقاء، بينما جاءت الخدمات والمساعدات الإنسانية في آخر القائمة، بالرغم من أن الغالبية منهم يواجهون صعوبات تتعلق بالإيجار الشهري للمنازل، واللغة التركية، وقلة فرص العمل، وفقدان أطفالهم فرصة التعليم، إلا أنهم متمسكون بالبقاء في المدن والبلدات التركية.
وأوضح التقرير أن 40 في المائة من اللاجئين السوريين في مدينة "شانلي أورفة"، جاؤوا إلى تركيا خلال الأشهر الستة الأخيرة، بينما يقيم نحو 30 في المائة في المدينة منذ أكثر من عام، ولفت إلى أن متوسط دخل الأسرة الواحدة يتراوح ما بين 20 و29 ليرة تركية في اليوم، أي ما يعادل 10 دولارات تقريباً، ويدفعون نحو 200-500 ليرة تركية كإيجار شهري للمسكن.
ويشار إلى أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا، بلغ 1.8 مليون لاجئ، يعيش 11 في المائة فقط منهم في مخيمات اللاجئين، مقابل 89 في المائة يعيشون في المدن التركية، وجاءت إسطنبول في صدارة المدن التركية كثافة بالسوريين، تلتها مدن أورفا وغازي عينتاب، وإقليم هاتاي جنوب البلاد.
ولقي 6 مواطنين سوريين على الأقل حتفهم، بعد غرق قارب كان يقل مجموعة من السوريين، بينهم نساء وأطفال، في بحر إيجه، خلال محاولته الوصول بطريقة غير قانونية من تركيا إلى جزيرة "ميدللي" اليونانية، صباح اليوم الخميس.
ووفقا لمعلومات مراسل "الأناضول"، لاحظت دورية لخفر السواحل التركي، خلال مرورها في بحر إيجه بالقرب من ساحل قرية غولبينار، التابعة لولاية تشانق قلعة التركية، غرق القارب الذي كان يقل المهاجرين غير الشرعيين.
ويحل عيد الفطر على ملايين اللاجئين السوريين هذا العام، كما في الأعوام الأربعة السابقة، على أمل أن يكون عيدهم الأخير خارج بلادهم، في حين يأمل آلاف الأطفال السوريين الذين ولدوا في بلاد اللجوء، أن يكون العيد المقبل أول عيد لهم في بلادهم.
فمع امتداد أمد الأزمة السورية التي اقتربت من عامها الخامس، شهدت بلدان اللجوء، وعلى رأسها تركيا، مولد آلاف الأطفال السوريين، الذين بلغ بعضهم الرابعة من عمره، من دون أن يرى بلاده رأي العين، وبالطبع بدون أن يحتفل بأي عيد في موطنه ووفق عادات أهله.
يقيم في ولاية قهرمان مرعش، جنوب تركيا، أكثر من 60 ألف سوري، وشهدت مولد حوالى 4 آلاف طفل سوري، منذ بدء الأزمة. قدم أطفال السورية "هناء علي" الثلاثة، إلى الدنيا في تركيا، ولم ير أي منهم تراب بلاده.
وتقول هناء إن أطفالها لا يعرفون عن بلادهم سوى ما يسمعونه في جلسات الكبار في المخيم، فالدنيا بالنسبة لهم لا تخرج عن حدود المخيم الذي ولدوا وقضوا فيه سنوات عمرهم القصيرة.