تسببت المواجهات العسكرية بنزوح نحو 9 آلاف عائلة باتجاه ريف إدلب الشمالي، مع توقعات بارتفاع العدد خلال الأيام القليلة المقبلة، في ظل أوضاع إنسانية مأساوية حيث لا مأوى ولا مساعدات ولا رعاية طبية.
وقالت مصادر محلية من بين النازحين من ريف إدلب، لـ"العربي الجديد"،"هربنا من بلدتنا ومثلنا أهالي البلدات المجاورة وممن كانوا في مخيمات النزوح، جراء العمليات العسكرية والقصف الكثيف لمناطق المدنيين من قبل الطيران ومختلف أنواع الأسلحة".
وأضافت "خرج الكثير منا بما يرتدي من ثياب فقط، لم نحمل معنا ما يعيننا على معاناة النزوح، لا مواد غذائية ولا خيام، فغالبيتنا بالأساس عائلات فقيرة لم تبق لها الحرب شيئا، حتى أراضينا لم نعد نزرعها".
ولفتت إلى أن "العائلات لا تجد مكانا تلجأ إليه، لا منازل أو مخيمات تتسع للأعداد النازحة خاصة أن كل يوم هناك عائلات جديدة، والمنظمات المحلية لا تملك الإمكانايت المطلوبة لتقدّم المساعدة، وهناك شبه غياب للمنظمات الإنسانية، كل ما نطلبه اليوم خيمة والقليل من المواد الغذائية ومواد التدفئة، فالأجواء باردة وبيننا أطفال ونساء وكبار في السن، لا ذنب لهم أنهم من هذه البلاد".
وقال مسؤول مخيمات سنجار بريف إدلب واصل الدياب، لـ "العربي الجديد"، إنّ "الوضع في ريف إدلب كارثي فأكثر من 70 في المائة من سكان بلدات ومخيمات النزوح في ريف إدلب الجنوبي، نزحوا خلال الـ10 أيام الماضية من بلدات إعجاز وقطرة وسرمدا".
وأضاف أن "الأعداد زادت عن 9 آلاف عائلة، وهي مرجحة للارتفاع كذلك، غالبيتهم العظمى يفترشون الأرض ويحاولون الاحتماء تحت الشجر، في حين تشهد المنطقة هطول أمطار غزيرة ودرجات حرارة منخفضة".
وناشد الدياب في نهاية حديثه "جميع المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي، بتقديم مساعدات إسعافية للنازحين في ريف إدلب، وخاصة الخيام والمواد الغذائية، محذرا من كارثة إنسانية إذا بقي النازحون في العراء في ظل هذا الطقس البارد".