تقدّم الحكومة الألمانية لكل لاجئ وطالب لجوء على أراضيها مبلغاً مالياً شهرياً، بالإضافة إلى سكن وغذاء مجانيين. مع ذلك، يجد معظم اللاجئين أنّ ما يحصلون عليه من مساعدات اجتماعية ليس كافياً، وأنهم كانوا يحلمون بما هو أكثر عندما قرروا الهرب إلى ألمانيا.
توقع هؤلاء أن يغرقوا بالأموال. وكانوا يبدون إعجابهم بما سمعوه عن نظام الضمان الاجتماعي وتأمين الحد الأدنى للمعيشة سواء للمقيمين على الأراضي الألمانية أو للاجئين، خصوصاً أنّ ألمانيا من أفضل الدول الأوروبية استقبالاً ومعاملة للاجئين.
يختلف المبلغ الشهري الذي يتلقاه طالب اللجوء من الحكومة الألمانية باختلاف الفئة العمرية. ويرتفع فور الحصول على حق اللجوء في ألمانيا، بالإضافة إلى إعطاء اللاجئ إمكانية تعلّم اللغة الألمانية في المعاهد المختصة مجاناً، ومن ثمّ مساعدته على الدخول إلى سوق العمل وتأهيله للاندماج في المجتمع الألماني.
في مراكز الاستقبال غالباً ما تقدم الحاجات الأساسية مثل الغذاء ومستلزمات النظافة والاستحمام. وهناك قسائم يحصل بها اللاجئون على الملابس. وأثناء النظر في طلب اللجوء يتلقى طالب اللجوء مصروفاً خاصاً لتلبية الاحتياجات الشخصية. وبالتالي، يحصل العازب على 143 يورو شهرياً، والمتزوج على 129 يورو له و129 يورو لزوجته. أما الطفل من عمر يوم إلى 6 أعوام فيحصل على 84 يورو. والطفل من عمر 7 إلى 14 عاماً يحصل على 85 يورو شهرياً. بينما يحصل الطفل من سن 15 إلى 18 عاماً على 92 يورو شهرياً.
في حال استقرار طالب اللجوء في أحد مراكز الإيواء تزداد قيمة ما يحصل عليه شهرياً. يحصل العازب عندها على 325 يورو، والمتزوج على 297 يورو له ونفس المبلغ لزوجته. أما الطفل من عمر يوم إلى 6 أعوام فيحصل على 211 يورو، بينما يحصل الطفل من 7 إلى 14 عاماً على 238 يورو، فيما يحصل الطفل من عمر 15 إلى 18 عاماً على 269 يورو.
تدفع هذه المساعدات من ميزانيات المقاطعات، خلافاً لتعويضات البطالة المدفوعة من الميزانية المركزية. ويحصل طالبو اللجوء على المبلغ نقداً من الدائرة التي سجلوا فيها. وحتى يحصل الواحد منهم على المبلغ المخصص له عليه أن يقدم مستند تسجيله في مركز استقبال اللاجئين الخاص به.
والمبالغ التي يحصل عليها طالبو اللجوء شهرياً تستمر حتّى حصولهم على حق اللجوء وهو ما قد يستغرق من ستة أشهر إلى سنة. وعند تحوله إلى لاجئ ولم يجد وظيفة بعد فإنه يستحق إعانة البطالة. فيحصل العازب على 399 يورو شهرياً بينما يحصل المتزوج على 720 يورو له ولزوجته بالمناصفة. أما الأطفال فيحصلون على مبالغ بين 230 يورو و300 يورو بحسب الفئة العمرية.
تقول ليال، وهي طالبة لجوء سورية في مدينة كولن الألمانية إنها تنفق راتبها الشهري على الطعام والملابس وبعض المستلزمات الخاصة. فهي تؤكد أنّ الطعام الذي يقدم لهم داخل المراكز لا يؤكل. تتمنّى لو تزيد الحكومة المبلغ الشهري لتستطيع أن ترسل بعض النقود لوالدها في سورية.
كذلك، لا يكفي المبلغ طالب اللجوء السوري خالد. فهو أيضاً يشتري طعاماً من الخارج. يقول إنّ بعض المأكولات المقدمة لهم "غريبة". كما يحتاج مبلغاً إضافياً لاشتراك الإنترنت لأنه الأمر الوحيد الذي يملأ وقته.
من جهته، يشتري وائل الهارب من مدينة حلب السورية السجائر والشوكولا وبطاقات شحن رصيد الهاتف، بالقسم الأكبر من المبلغ الذي يحصل عليه.
بينما يحاول علي الذي كان أستاذاً في اللغة العربية في بلده الأصلي ادخار ما يحصل عليه من مصروف شهري من أجل إرساله إلى زوجته وأولاده. يقول: "آكل مما يقدم لي هنا في المركز، وأحاول أن أشتري فقط ما هو ضروري. أولادي أحق بالمال الذي أحصل عليه".
اقرأ أيضاً: استطلاع: شكوك الألمان تتزايد إزاء استقبال المهاجرين