ارتفعت أسعار الأدوية بشكل ملحوظ في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، شمال شرقي سورية، وخاصة في صيدليات منبج والقامشلي.
وقال سامي الفيصل، الذي يعمل مندوباً لمبيعات الأدوية، لـ"العربي الجديد"، إنّ أسعار الأدوية ارتفعت بشكل عام، بما يشمل كل أصناف الأدوية بحكم استيراد المواد الأولية من خارج البلد، واصفاً هذا الارتفاع بالطفيف، كما أشار إلى أن الأسعار تحدد من قبل وزارة الصحة في حكومة النظام السوري.
بدوره، أوضح الصيدلاني دارا فرج، من مدينة القامشلي، لـ"العربي الجديد"، أن الأدوية الوطنية لم يحصل فيها ارتفاع كبير، لكن أسعار شحنها ارتفعت بشكل واضح، لافتاً إلى أن الأدوية الأجنبية ارتفع سعرها كونها مرتبطة بالدولار، وتحدث عن بعض الأدوية التي تعاني الصيدليات من نقص فيها، كالمضادات الحيوية، ومنها الأوغمنتين.
وأشار فرج إلى أن نسبة ارتفاع الأسعار لا تخضع لمقياس حقيقي، فهناك فروقات بين محافظة وأخرى، "فكريم ميبون المعالج للحروق في دمشق يبلغ سعره 5900 ليرة سورية (11.45 دولارا أميركيا)، بينما في القامشلي يبلغ سعره 7 آلاف ليرة سورية (13.59 دولارا أميركيا)، وهذا كله أثر على حركة البيع هنا، كما ارتفع سعر الشحن الذي يدفعه الصيدلي على الأدوية بنسبة 10 بالمائة، وهناك توقعات برفع أسعار الأدوية خلال الفترة المقبلة من قبل أصحاب المعامل".
من جهته، قال أبو حسين (65 عاما)، من مدينة القامشلي، لـ"العربي الجديد": "أنا مريض بسرطان البروستات، وأعاني كثيرا لعدم وجود مركز معالجة أمراض السرطان هنا، لذلك أضطر للسفر إلى دمشق للحصول على الدواء، وعندما يتعذر عليّ الأمر، أشتري الدواء من الصيدليات أو تجار الدواء بثمن مرتفع جدا، ويصل ثمن علبة الدواء الواحدة إلى 35 ألف ليرة سورية، علما أنه في دمشق مجاني، لكنه يصرف حصريا للمريض.
وتحدثت يسرى أم عيسى (50 عاما)، من مدينة منبج، عن التفاوت في أسعار الأدوية، خاصة المتعلقة بالدم قائلة: "أتناول مضادات تخثر الدم (مميعات) بشكل يومي، إلى جانب أدوية ضغط غير متوفرة، وإن وجدت فأسعارها غير ثابتة، ويختلف السعر من صيدلية لأخرى وأحيانا تفقد، فألجأ لأدوية بديلة".
أما الشاب أحمد الموسى (30 عاما)، فقد قال لـ"العربي الجديد"، إنه تعرض لحادث سير ولم يستطع الذهاب إلى المشفى الوطني لتلقي العلاج، كونه مطلوبا للجيش، والنظام يعتقل كل من هو مطلوب للاحتياط أو هو في سن الخدمة الإلزامية، مشيراً إلى أن "الكثير من الناس يتلقون العلاج في المشافي والعيادات الخاصة، ولا توجد رقابة على الأطباء والمشافي هناك، وتصل أسعار العمليات الجراحية أو المعالجة لمبالغ كبيرة".
وتبقى الفئة الأكثر تأثراً بارتفاع أسعار الأدوية، هي فئة المرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة كأمراض القلب والشرايين والسرطان والسكري، كونهم بحاجة دورية لهذه الأدوية ولا يستطيعون إيجاد بدائل أقل ثمناً نظراً لمحدودية الدواء في الأسواق السورية في الوقت الحالي، ما يزيد الأعباء والضغوطات عليهم.