وعد السلطات المغربية جاء بعد يومين من انتشار شريط فيديو يوثّق معاناة أكثر من 200 مهاجر تبخّر حلم عبورهم إلى إيطاليا بطريقة غير شرعية، فتم احتجازهم في ظل ظروف إنسانية مزرية في ليبيا.
وقال مصدر حكومي لوكالة أنباء "أسوشييتد برس" إن "عملية إعادة المهاجرين المحتجزين تستغرق وقتاً طويلاً، لكننا نبذل جهودنا لأجل ذلك ونضع الأمر في سلم أولوياتنا لضمان عودة المغاربة إلى وطنهم"، مشيراً إلى نجاح عملية سابقة أسفرت عن إعادة 200 مواطن مغربي كانوا محتجزين في ليبيا.
وتأتي هذه القضية بعد أن كشفت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن سوق الرقيق للمهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى في ليبيا، والمعاناة الإنسانية التي يعيشها المهاجرون العالقون في ليبيا، بعد فشلهم في العبور إلى أوروبا، ما أثار موجة سخط واحتجاجات دولية، أعلنت عقبها الحكومة الليبية عن فتح تحقيق في الموضوع.
ونقلت صحيفة "لوموند" الفرنسية عن موقع تيل كيل المغربي، الذي تمكن من التواصل مع المهاجرين المغاربة وأسرهم على الهاتف، أنهم كانوا قد ذهبوا إلى ليبيا، عن طريق الجزائر، على أمل الوصول إلى إيطاليا. وقالت العائلات إن أقاربهم دفعوا ما بين 40 و50 ألف درهم (3600 إلى 4500 يورو) للوسطاء المغاربة، قبل أن يتم احتجازهم كرهائن لشبكات الاتجار، مشيرة إلى أن المهربين المتورطين في هذه القضية هم من المغاربة ويعملون مع قادة شبكة للهجرة السرية في ليبيا.
وساقت شهادة مهاجر محتجز يقول "قامت العصابة باحتجازنا، واتصلت بمتزعم شبكة الهجرة السرية، وعرضت عليه بيعنا، وبعد مفاوضات بينهم اشترانا وخيّرنا بين دفع ضعف المبلغ الذي دفعه من أجل تخليصنا من العصابة، أو إعادتنا إليهم، فما كان منا إلا أن أذعنّا لشروطه، قبل أن يقتحم الجيش الليبي الدور التي كنا نقطنها في صبراتة، ويقوم باعتقالنا، ومن ثم ترحيلنا إلى مركز للاحتجاز".
وبحسب المصدر نفسه، فإن سبعة من المغاربة المحتجزين تعرضوا للضرب والتعذيب الشديد على يد مسؤولي المركز، بعد تسريب شريط فيديو يكشف معاناتهم داخل مراكز الاحتجاز.
Twitter Post
|
ويظهر شريط الفيديو الذي جرى تصويره في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، مهاجرين مكدسين في غرفة من دون نوافذ. وناشد مهاجر مغربي محتجز، تحدث نيابة عن عدد من المهاجرين الذين كانوا متجهين إلى الديار الإيطالية بطريقة غير شرعية، الملك محمد السادس "بالتدخل السريع في حق أبنائه المهاجرين الذين يعانون في السجون الليبية لأكثر من ستة أشهر وعددهم يفوق 260 شخصاً، وبالضبط في سجن زوارة التي يوجد بها مكتب السفير المغربي"، مشيراً إلى "وجود حالات تعاني أمراضاً مزمنة لضعف الإمكانات وقلة التطبيب". وأوضح المتحدث أنه "يجري ترحيل رعايا الدول الأخرى بمن فيهم مصر وتونس وبعض الدول الأفريقية، فيما نحن الجنسية الوحيدة التي لا تزال محتجزة هنا".
Facebook Post |
وتحت ضغط من الاتحاد الأوروبي، كثّف المغرب إجراءاته الأمنية على حدوده الشمالية، التي تواجه إسبانيا، ما دفع المهاجرين إلى اتخاذ طرق أخرى، ومنها عبور ليبيا إلى إيطاليا. ووفقاً للأمم المتحدة، فإن ما يقرب من 20 ألف مهاجر، ليسوا جميعاً من جنوب الصحراء الكبرى، محتجزون حالياً في مراكز الحكومة الليبية، يتعرضون للإيذاء والتعذيب والحرمان.
(العربي الجديد)