واختارت الحملة وسم " ارحموا ترحموا في الفلوجة "، التي لاقت صدىً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وعدد من الفضائيات العراقية والعربية منذ عدة أيام، وسجلت استجابة من المواطنين بشكل غير مسبوق.
وقال الناشط، حذيفة الفلوجة، إنّ" الحملة دخلت يومها الثامن ولاقت استجابة كبيرة من الأهالي وتفاعلاً واضحاً على مواقع التواصل الاجتماعي، ووصل عدد المتبرعين إلى 66 متبرعاً حتى اليوم ".
وأضاف الفلوجي لـ"العربي الجديد": هدف الحملة حثّ أصحاب العقارات السكنية والتجارية على خفض أو إعفاء المستأجرين من دفع الإيجارات لعدة شهور قادمة، بسبب ما يمر به الأهالي من ضيق العيش بعد عودتهم إلى المدينة ".
وتضمنت الحملة نشر صور المتفاعلين والمستجيبين من أصحاب العقارات والمتبرعين، لحث الجميع على الاقتداء بهم والتفاعل معهم، وشملت إجراءات أخرى في المدينة كترميم الحفر في الشوارع وإنارتها وصباغة الأرصفة.
وكشف الناشط المدني، أبو بكر خالد العزاوي، على صفحته بالفيسبوك أنّ" هناك ثلاث حملات أخرى لترميم وطمر الحفر، وإنارة شوارع المدينة وتشجيرها، وصباغة الأرصفة ".
وبيّن العزاوي أن " هناك حملة كبيرة أخرى لدعم الأرامل والأيتام في المدينة، ستنطلق قريباً ضمن حملات التكافل الاجتماعي الواسعة ".
ولاقت الحملة تفاعلاً إعلامياً من عدد من الفضائيات العراقية والعربية عبر كتاب وإعلاميين وناشطين من المدينة، ووصلت كذلك إلى مشارف الموصل لإغاثة النازحين من العمليات الجارية شمال البلاد.
وكان الشيخ، عبد المنعم الفياض، أحد رجال الدين في الفلوجة، أول من أطلق هذه الحملة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وذكر أن" أحد المتبرعين والمتفاعلين مع الحملة يملك محلاً تجارياً لبيع المواد الغذائية قام بتمزيق سجل خاص بالديون أعفى كل المدينين له ".
ولفت الفياض إلى أن "عدداً آخر من أصحاب المحلات التجارية قاموا بتمزيق سجلات الديون الخاصة بهم، وأعفوا جميع المدينين لهم، لتضامنهم مع هذه الحملة الواسعة في المدينة ومساعدة الأهالي في التخفيف عن كاهلهم "، فيما تبرع عدد كبير من أصحاب العمارات السكنية والتجارية بإعفاء المستأجرين من دفع الإيجار لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر، وأقدم آخرون على تخفيض أسعار الإيجارات التي ارتفعت بشكل غير مسبوق في المدينة عقب عودة النازحين إليها مؤخراً.
وشملت الحملة جمع وتوزيع سلال غذائية للنازحين من الموصل تبرع بها عدد كبير من أهالي مدينة الفلوجة وتجارها، واتجهت الحملة نحو الموصل لتوزيع المساعدات الغذائية على النازحين.
وقال الناشط، عمر المحمدي، إنّ" الحملة لم تشمل الفلوجة فقط بل أبى الأهالي على أنفسهم إلاّ أن يغيثوا إخوانهم من نازحي الموصل، ووصلت الحملة إلى مخيمات النازحين في الموصل، وتم توزيع ما تبرع به الأهالي من مواد غذائية وإنسانية على النازحين هناك ".
وتابع المحمدي:" تأتي هذه الحملة بعد أن شهدت مدينة الفلوجة ارتفاعاً غير مسبوق لأسعار السلع وإيجارات المنازل والمحلات التجارية، التي أثرت على المواطنين العائدين من مدة نزوح طويلة استمرت لنحو ثلاث سنوات ".
وأقدم عدد كبير من أصحاب المنازل المستأجرة على إعفاء المستأجرين من دفع الإيجار لثلاثة أشهر قادمة، تخفيفاً عنهم بعد أن أنفق الأهالي كل ما يملكون خلال مدة النزوح الطويلة الماضية.
من جانبها، قالت الكاتبة والناشطة، بشرى الدليمي، على صفحتها بفيسبوك، إنّ" المبادرة أطلقها الشيخ عبد المنعم الفياض، وهي تستحق التقدير وساهمت بالتخفيف عن أهالي الفلوجة وإعفاء الكثير من المستأجرين من دفع إيجارات المنازل والمحلات التجارية ".