يخشى أهالي المنطقة منزوعة السلاح في ريف إدلب من التوجه إلى أراضيهم الزراعية بسبب استمرار النظام في قصف المدن والبلدات في المنطقة التي تضررت مزارعها، خصوصا الأشجار المثمرة وحقول القمح والعدس.
وقال مروان حمدو، من بلدة جرجناز، في ريف إدلب الجنوبي، لـ"العربي الجديد"، إن "الأشجار المثمرة في المنطقة بحاجة إلى التقليم والرعاية وتنظيف محيطها من الأعشاب الضارة، وكذلك حقول القمح والعدس في كافة البلدات، لكن هذا صعب لأن الأهالي الذين لم ينزحوا من المنطقة يخشون العمل في الأرض الزراعية بسبب القصف المستمر، ويصعب إدخال جرارات لحراثة الأراضي أو رش المبيدات الحشرية".
وتابع حمدو: "كثير من الأهالي نزحوا بالفعل إلى مناطق بعيدة، ومنهم من يقيم في مخيم أطمه على الحدود السورية التركية في ريف إدلب الشمالي الغربي، ووصولهم إلى المزارع للعمل خطر حاليا، في حين أن الأراضي الزراعية بحاجة لعناية يومية، وبالتالي فإن الضرر سيكون كبيرا في هذا الموسم".
وأوضح نايف أبو محمد أن العمل في الأراضي الزراعية في بلدته بريف حماة الشمالي يعتبر مخاطرة غير محمودة العواقب، مؤكدا أن "قوات النظام ليست لديها أدنى مشكلة في استهداف المزارعين خلال عملهم، وهذا أمر يثير رعب الأهالي، وكثير منهم أحجم عن زراعة أرضه".
وأضاف لـ"العربي الجديد": "في الوقت الحالي بلدات كفرنبودة وكفرزيتا خالية تقريبا من السكان، وهي بلدات غالبية سكانها مزارعون كانوا يقضون معظم أوقاتهم في الحقول. تضررت أشجار الفاكهة بشكل كبير بسبب الأمطار وانعدام الرعاية، والقمح المزروع أصيب بمرض الصدأ، وأعتقد أنه لا يمكن حصاده في الوقت الحالي، وكذلك زراعات الكمون في الأراضي المحيطة".
وفي تقريره الأسبوعي، الصادر أمس الإثنين، أكد فريق "منسقو الاستجابة" أن عدد النازحين من المنطقة منزوعة السلاح بلغ 197 ألفا موزعين على أكثر من 35 ناحية في الشمال السوري وصولا إلى منطقة عفرين، مؤكدا استهداف قوات النظام لـ83 نقطة في إدلب وريف حماة الشمالي، وأن عدد الضحايا تجاوز 296 شخصا، بينهم نساء وأطفال، فضلا عن دمار كبير في البنية التحتية ومنازل المدنيين.