بالترافق مع الاحتفال باليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ، تبرز إلى الواجهة أرقام تتعدى القلق على صحة العالم باتجاه ضرورة معالجة المشكلة من أساسها. فالتبغ، بحسب ما تؤكد منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، يؤدي إلى الوفاة.
الحقيقة هي بهذه البساطة. في المقابل، فإنّ الامتناع عن التدخين يقلّص مخاطر الأمراض التي يتسبب بها.
تنطلق منظمة الصحة في تحذيراتها الدائمة من حقائق ثابتة، تعيد تحديثها كلّ فترة. منها أنّ التبغ يقضي على نحو نصف من يتعاطونه. فالتبغ الذي يقتل كلّ عام نحو ستة ملايين نسمة حول العالم، تحذّر المنظمة من أنّ أعداد وفياته سوف تنمو عاماً بعد عام، لتصل في حال استمرار الوضع على ما هو عليه وعدم اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة التدخين، إلى أكثر من ثمانية ملايين وفاة سنوياً بحلول عام 2030.
في إحصائية أخرى مميزة، يتّضح أنّ التدخين توأم للفقر وما يرافقه من مشاكل اجتماعية. وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أنّ 80 في المائة تقريباً من المدخنين البالغ عددهم مليار شخص على الصعيد العالمي، يعيشون في البلدان منخفضة الدخل والبلدان متوسطة الدخل.
على صعيد الأرقام أيضاً، قد تثير قائمة الدول الأكثر تدخيناً حول العالم اهتمام اللبنانيين تحديداً في العالم العربي. بعد حلول لبنان في مرتبة متقدمة في قائمة أسوأ جوازات السفر في العالم، ها هو يحلّ الثالث في قائمة الدول الأكثر تدخيناً في العالم، مع 3023.15 سيجارة لكلّ مواطن لبناني سنوياً. المرتبة الأولى تحتلها مونتنيغرو مع 4124.53 سيجارة لكلّ مواطن سنوياً، والثانية بيلاروسيا مع 3830.62 سيجارة لكلّ مواطن سنوياً.
في القائمة نفسها، يظهر الأردن في المرتبة 18 عالمياً، والثانية عربياً، مع 1855.05 سيجارة لكلّ مواطن. وتظهر تونس في المرتبة 27 عالمياً، الثالثة عربياً، مع 1628.46 سيجارة لكلّ مواطن. أما الكويت فتحتل المرتبة 32 عالمياً، الرابعة عربياً، مع 1517.26 سيجارة لكلّ مواطن سنوياً. والسعودية في المرتبة 38 عالمياً، الخامسة عربياً، مع 1395.14 سيجارة لكلّ مواطن سنوياً.
أما الدولة الأفضل عربياً، فهي الصومال التي تحتل المرتبة 159 عالمياً مع 116.66 سيجارة لكلّ مواطن، بينما تحتل غينيا المركز 184 الأخير مع 14.96 سيجارة لكلّ فرد سنوياً.
تجدر الإشارة إلى أنّ التبغ في لبنان وعدد من الدول العربية الأخرى، لا يقتصر على السجائر فقط، بل يتعداها إلى ما هو أسوأ، خصوصاً مع الانتشار الكثيف جداً لتدخين النارجيلة بين الجنسين وبمختلف الأعمار.