ياسر الخضر الذي يعمل ممرضاً، وهو من سكان الغوطة الشرقية يقول لـ "العربي الجديد"، إنّ "الأوضاع تزداد مأساوية مع اشتداد الحصار من قبل قوات النظام والمليشيات التي تساندها"، مشيرا إلى أن هناك نحو 1500 حالة سوء تغذية منها 300 في وضع حرج جداً يهدد حياتهم.
ويفرض النظام حصاراً على الغوطة الشرقية منذ أكثر من 4 سنوات، وهو ما أدى إلى كوارث إنسانية تعاقبت على نحو نصف مليون مدني، فضلاً عن المجازر التي أدت إلى مقتل آلاف المحاصرين أبرزها مجزرة الكيميائي في عام 2013.
وأوضح ياسر الزين من مدينة دوما لـ "العربي الجديد" أنّ سعر كيلوغرام من الخبز في الغوطة وصل إلى ألفي ليرة (4 دولارات)، مضيفاً: "اضطر الأهالي إلى طحن الذرة والشعير (في حال توفرهما) من أجل صنع الخبز". وتابع أن سعر الكيلوغرام من القمح يصل إلى ألفي ليرة، والذرة إلى نحو 1300 ليرة، والسكر إلى 6500 ليرة، والأرز إلى 2500 ليرة، وأن "هذه أرقام فوق طاقة أغلب المحاصرين في الغوطة الشرقية".
وأشار الزين إلى أن هناك حالات إنسانية كثيرة بحاجة للإجلاء لتلقي العلاج في مشافي دمشق "لكن النظام يرفض"، ووفق مصادر طبية فإن نحو 600 مريض بحاجة للإجلاء الفوري.
وأوضحت المصادر أن هناك 559 مريض سرطان في الغوطة، من بينهم 50 حالة بحاجة لإجلاء فوري للعلاج في دمشق، بحسب الزين الذي أكد أن هؤلاء معرضون للوفاة في حال عدم تلقيهم علاجاً فورياً.
في السياق، دخلت قافلة مساعدات أممية منذ أيام إلى بلدات في جنوب دمشق، تتضمن مواد غذائية، وسللاً صحية، إضافة إلى أغطية وألبسة شتوية. وأشار الناشط رائد الدمشقي لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ القافلة دخلت إلى بيت سحم، وببيلا ويلدا، وتضمنت 7000 سلة غذائية، و4000 سلة صحية.
ويعدّ الوضع الإنساني في جنوب دمشق أفضل إذا ما قورن بمثله في مدن وبلدات الغوطة الشرقية في دمشق التي تتعرض لحصار خانق لإخضاع المعارضة المسلحة اعتماداً على سلاح الحصار الذي يفتك بالمدنيين.