شهدت سواحل تونس خلال عطلة عيد الفطر طفرة في محاولات الهجرة السرية نحو السواحل الإيطالية، ورغم تمكن السلطات من إحباط عدد من محاولات الهجرة، تمكن 400 مهاجر من الوصول إلى إيطاليا.
وزاد إقبال الحالمين بالوصول إلى أوروبا عبر الشواطئ الإيطالية على قوارب الهجرة خلال فترة العيد بعد تحسن الأحوال الجوية، ورغم تكثيف قوات خفر السواحل والحرس البحري للرقابة إلا أن جحافل المهاجرين لم تتوقف.
ونقلت وكالة "أنسا" الإيطالية للأنباء عن الشرطة الإيطالية وصول نحو 400 مهاجر، أمس الأحد، يرجح أن جميعهم تونسيون، إلى سواحل جزيرة صقلية، وذكرت الوكالة أن المهاجرين كانوا يستقلون قارباً أنزلهم في الشاطئ الواقع جنوبي صقلية، قبل أن يعود أدراجه، فيما تولى خفر السواحل الإيطالي إطلاق عمليات بحث عن القارب.
وأكّدت صحيفة ''أغريينتو نوتيتزي" المحلية أن المهاجرين الذين نزلوا إلى الشاطئ فروا في مجموعات صغيرة، وطلبوا أحياناً المياه أو الصعود في السيارات، فيما جلس آخرون تحت الأشجار لأخذ قسط من الراحة.
وقدّر رئيس بلدية المنطقة أن جميع المهاجرين تونسيون، وذلك بعد أن تحدث إلى بعضهم، فيما أكد شهود أنه تم العثور على أحد قاربين استعملهما المهاجرون للوصول إلى السواحل الإيطالية.
وتلك المرة الأولى منذ سنوات التي ينزل فيها هذا العدد الكبير من المهاجرين على سواحل صقلية، وفي المقابل، غالباً ما تشهد السواحل الإيطالية وصول مهاجرين بأعداد أقل.
وفي السياق، تمكّنت وحدات خفر السواحل في معتمدية جبنيانة من محافظة صفاقس جنوب شرق تونس، فجر اليوم الإثنين، من إحباط عملية اجتياز للحدود البحرية على متن مركب صيد يحمل 14 شابا تونسيا تتراوح أعمارهم بين 20 و29 سنة من العاصمة تونس وصفاقس.
وأذنت النيابة العمومية بحجز المركب وإيقاف الشبان بتهمة تقصد اجتياز الحدود البحرية خلسة.
كما تمكنت الوحدات البحرية بنفس المحافظة، أمس الأحد، من ضبط 9 تونسيين قبل اجتياز الحدود البحرية خلسة على بعد حوالي 15 ميلا عن سواحل جزيرة لامبيودوزا الإيطالية، وبالقبض على المهاجرين تبين أن أعمارهم تتراوح بين 27 و37 سنة وهم من أصيلي محافظة المهدية المجاورة.
وقال محمد بن صوف، رئيس جمعية الصداقة التونسية الإيطالية، لـ"العربي الجديد"، إن تحسن الأوضاع المناخية، وتقليص حظر التجول، فضلا عن تخفيف الإجراءات لدى الجانب الإيطالي بعد تراجع انتشار وباء كورونا، شجعت الشبان على المغامرة في قوارب الموت نحو السواحل الإيطالية.
ولفت بن صوف إلى أن "ظاهرة الهجرة السرية تحتاج إلى حل جذري يقوم على مقاربة اجتماعية تراعي أوضاع المهاجرين الباحثين عن العيش الكريم، وعن فرصة في الجانب الآخر من المتوسط"، مؤكدا أن "الاستثمار وخلق فرص شغل يعد أفضل الحلول لتقليص هذه الظاهرة".
وبين أن المهاجرين، تونسيين وأجانب، أغلبهم من أفريقيا جنوب الصحراء، ولكنهم يشتركون في تردي أوضاعهم الاجتماعية، ما يدفعهم إلى الإقبال على المجازفة بحياتهم في سبيل حياة جديدة.