دعا مشاركون في مؤتمر "الحماية والمسؤولية في ميانمار" الذي نظمه "تحالف الروهينغا الحر" في نيويورك، إلى محاسبة المسؤولين عن الإبادة الجماعية والمجازر المرتكبة منذ سنوات بحق أقلية الروهينغا المسلمة في إقليم أراكان غربي ميانمار.
وشارك في المؤتمر الذي عقد خلال الأسبوع الماضي، علماء ومبعوثون أمميون ونشطاء ولاجئون، بهدف تسليط الضوء على محنة مسلمي الروهينغا، ودعوة العالم للضغط على ميانمار لوقف هجماتها ضد الأقلية المسلمة، وشدد المؤتمر على أن موجة الانتهاكات والعنف التي يتعرض لها الروهينغا ليست جديدة، إلا أنها بدأت بالتصاعد منذ 25 أغسطس/ آب 2017، لدرجة أنها وصلت إلى مستوى "الإبادة الجماعية".
وانتقد المشاركون عدم اتخاذ أية خطوات دولية للحيلولة دون وقوع الإبادة الجماعية والمجازر بحق الأقلية المسلمة، محذرين من أن يؤدي الصمت الدولي إلى جرائم مشابهة لاحقا، كما أكدت ناشطات مشاركات في المؤتمر، أن جيش ميانمار يستخدم العنف الجنسي والاغتصاب كسلاح ضد النساء من مسلمي الروهينغا. "العديد من النساء ممن تعرضن للاغتصاب، تم إحراقهن عبر إلقائهن في النار أمام أطفالهن".
وقال عزيم إبراهيم، الباحث بمركز السياسات العالمية: "أشرت في كتاب لي حول مسلمي الروهينغا، إلى المجازر والاضطهادات منذ ما يقارب 40 عاما، والتجاهل الدولي للمجازر، وعدم اتخاذ خطوات رادعة". ودعا إلى تسليم المسؤولين عن ارتكاب الجرائم والإبادة الجماعية هناك إلى العدالة لمحاسبتهم على ما ارتكبوه من جرائم.
وحذر إبراهيم من أن "الظروف التي يعيش فيها الروهينغا قد تدفعهم إلى تبني الأيديولوجيات المتطرفة، ومن الضروري انتباه المجتمع الدولي لهذه المشكلة. في حال لم تتم محاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة في ميانمار، فإن ذلك سيؤدي إلى ارتكاب جرائم ومجازر جديدة".
وقال ثون خين، رئيس "منظمة الروهينغا البورميين" التي تتخذ من بريطانيا مركزاً لها، إنه لا يملك جنسية بسبب القانون الصادر في ميانمار عام 1982، والذي حرم نحو 1.1 مليون مسلم روهينغي من حق المواطنة، كما تعرضوا لسلسلة مجازر وعمليات تهجير، ليتحولوا إلى أقلية مضطهدة في ظل أكثرية بوذية وحكومات غير محايدة.
وتابع: "بصفتي مسلما أراكانيا ناجيا من الإبادة الجماعية، أرى أنه من الواجب على الجميع حول العالم الدفاع عن حقوق مسلمي الروهينغا لأننا نواجه مجزرة وإبادة جماعية بكل معنى الكلمة في القرن الـ21".
ومنذ 25 أغسطس/ آب 2017، تشن القوات المسلحة في ميانمار ومليشيات بوذية حملة عسكرية ومجازر وحشية ضد الروهينغا في أراكان، وأسفرت الجرائم المستمرة منذ ذلك الحين عن مقتل آلاف الروهينغيين، حسب مصادر محلية ودولية متطابقة، فضلا عن لجوء قرابة مليون منهم إلى بنغلادش، وفق الأمم المتحدة.
وتعتبر حكومة ميانمار الروهينغا "مهاجرين غير نظاميين" من بنغلادش، فيما تصنفهم الأمم المتحدة بـ"الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم".
(الأناضول)