وتأتي هذه الحملة، بحسب أحد الناشطين، عقب الحادث المأساوي في المحافظة، والذي حصد خمسة أرواح جراء اصطدام شاحنة وسيارة نفعية تضم مشجعين؛ من بينهم أطفال، بالإضافة إلى 13 جريحاً في خضم الاحتفالات بتأهل المنتخب الجزائري للدور النهائي، عقب الفوز على منتخب نيجيريا، الأحد الماضي.
ولقيت الحملة صدى واسعاً لدى الجزائريين في مختلف الولايات، بحسب الناشط نور الدين بولفراق من منطقة الشقفة بجيجل، لافتاً إلى أنّ فرحة الشعب تحوّلت قبل أيام إلى حزن، ما جعله ينخرط رفقة عشرات الشباب في حملات توعية المواطنين عبر الدخول إلى المقاهي التي تشهد إقبالاً كبيراً من المتفرجين، فضلاً عن الشوارع وتوزيع مطويات على السائقين في محطات المسافرين أيضاً، تدعو إلى "عدم التهور في الاحتفالات، وتفادي الضغط إن قُدّر للجزائر أن تخسر النهائي"، بحسب قوله.
كما أطلقت مختلف وسائل الإعلام عبر التلفزيون والإذاعة، وإعلاميون على مواقع التواصل الاجتماعي، تنبيهات للجزائريين والعائلات والأطفال، ودعتهم إلى "التزام الهدوء والسير أفضل من استعمال السيارات والدراجات النارية، معتبرين "الأرواح أكبر وأهم من اللعبة والفوز".
Twitter Post
|
من جانبهم، عبّر لاعبو المنتخب الجزائري لكرة القدم، في تصريحاتهم لوسائل الإعلام الجزائرية، عن حسرتهم وتأسفهم للحادثة، كما وجهوا رسائل طمأنة وتوجيهات وتوعية للمشجعين الجزائريين، سواء داخل البلاد أو خارجها، وكذلك للمشجعين الذين سافروا إلى مصر.
كما أعرب المدرب الوطني الجزائري جمال بلماضي، عن تضامنه مع أسر الضحايا بعد فقدانها لأبنائها بسبب الاحتفالات. كما دعت عناصر النخبة الجزائرية من القاهرة، الجزائريين إلى الاحتفال بهدوء تام، دون إزهاق الأرواح والإضرار بالنفس، فهي "تبقى لعبة كرة قدم وفقط".
Twitter Post
|
ويعيش الجزائريون هذه الأيام على أعصابهم، بعدما تأهل المنتخب الجزائري لكرة القدم لنهائي كأس أمم أفريقيا التي تدور فعالياتها في مصر، لا سيما أنّ الجزائر لم تصل إلى هذا الدور المتقدم منذ 29 عاماً، أي منذ فوزها بكأس أفريقيا في العام 1990.
وبينما تتواصل دعوات التوعية للمشجعين، يعد الكثيرون الساعات قبل بدء اللقاء، وسط شد الأعصاب، حيث تعد مباراة، اليوم الجمعة، أمام المنتخب السنغالي، فرصة للجزائر في أن تحصل على اللقب الثاني لأمم أفريقيا بتاريخها.