يبدو أن حزب الشعب الدنماركي (يمين قومي)، ويعد ثاني أكبر الأحزاب البرلمانية، بات من النفوذ لدى حكومة يمين الوسط برئاسة لارس لوكا راسموسن بحيث يمرر ما يريده من قرارات وقوانين.
وآخر ما اقترحه "الشعب" هو قيام الجهات الرسمية بفحص 25 ألف موظف في مطاري كوبنهاغن وبيلوند (ثاني أكبر المطارات، يقع في وسط البلاد)، للتأكد "من أن هؤلاء الموظفين ليس بينهم من يتعاطف أو ينتمي للإرهاب".
يسيطر هاجس مطار بروكسل على اليمين الوسط الحاكم وداعميه، من حزب الشعب وغيره. ولكي لا تبدو المسألة مقتصرة على فئة دون أخرى فإن المقترح فحصهم من موظفي المطارين "للتأكد بأنه ليس بينهم من يؤيد داعش أو الحركة النازية".
كما أن اثنين ممن يطلق عليهم "محاربو سورية" قد عملا في المطار عام 2007، وأحدهم كحارس أمن مساعد في مطار كوبنهاغن. ويدور الحديث عن رواند طاهر ومحمد الشيخ اللذين يزعم بأنهما "احتلا مناصب رفيعة في تنظيم الدولة الإسلامية داعش"، وقتل رواند في السابع من ديسمبر/ كانون الأول 2015 باستهدافه بطائرة بدون طيار. بينما لا يزال محمد الشيخ وفقا لما تذكره الصحافة المحلية يقاتل في صفوف التنظيم. وتعتمد الصحافة على تقارير أميركية تقول بأنه "شارك في التخطيط لهجمات باريس".
ويبدو المقترح المقدم إلى وزير العدل، سورن بيند، بأن تقوم الأجهزة الاستخبارية الدنماركية، بفحص خلفيات الموظفين في المطارات والأماكن الحساسة. وتحمل الرسالة التي وجهت للوزير، والذي تقع تحت مسؤولياته الاستخبارات الدنماركية، أسئلة تستغرب "كيف لا يجري فحص إمكانية أن يكون الموظف بميول متشددة، فهؤلاء يشكلون خطرا لأنهم يعرفون نقاط الضعف في المطارات".
من جهته أصدر مطار كوبنهاغن، بياناً من خلال مدير العلاقات الصحافية، موضحاً أن "كل الموظفين في المطار، وخصوصاً في نقاط الأمن، يجب أن يكونوا قد نالوا موافقة الشرطة. ونطلب عادة من موظفينا جميعا تقديم شهادة حسن سيرة وسلوك وبأنه لم تصدر أحكام قضائية بحقهم. وحتى هؤلاء الذين يعملون في قطاع البناء في المطار يجب أن يحصلوا على تلك الشهادة من قبل دائرة المرور والبناء".
مدير العمليات السابق في جهاز الاستخبارات الدنماركية، هانس يورن بونيكسين، يقول إن "تحديثاً دائماً يجري على لوائح العاملين في المطارات من قبل الجهاز". ويضيف "في السنوات الأخيرة قام جهاز الاستخبارات بمراجعة قوية ومتصاعدة للموظفين في المطارين".
ويعتبر مطار بيلوند الثاني من حيث عدد المسافرين، وهو عقدة وصل بين دول الشمال والدول الأوروبية الأخرى. ويشبه في إجراءاته مطار بروكسل الدولي، حيث يتجول المسافرون بحقائبهم قبل تسليمها للوزن. ويطالب عدد من الساسة بأن "يجري تشديد الإجراءات المتعلقة بتفتيش المسافرين قبل الوصول إلى وزن الحقائب والحصول على بطاقة الصعود إلى الطائرة".