كشفت مصادر مصرية عن تلقي الصحف والمواقع الإلكترونية والقنوات التلفزيونية تعليمات من جهازي المخابرات العامة، والأمن الوطني، بمنع نشر بيان أصدره الأزهر الشريف صباح اليوم السبت، يتضامن فيه مع المضطهدين دينياً حول العالم، بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للتضامن الإنساني.
وأكدت ثلاثة مصادر لـ"العربي الجديد"، أن رؤساء تحرير الصحف والمواقع الإخبارية، وعدداً كبيراً من الإعلاميين، تلقوا رسالة من ضباط بارزين في المخابرات والأمن الوطني عبر تطبيق "واتسآب"، تشدد على "منع نشر بيان الأزهر"، مبررة القرار بالعلاقات الجيدة التي تجمع بين النظامين المصري والصيني، على الرغم من أن بيان الأزهر لم يُشر صراحة إلى معاناة أقلية "الأويغور" المسلمين في الصين.
وقال أحد المصادر إن "الصحف والمواقع الإلكترونية التزمت التعليمات الواردة من أجهزة الأمن، حتى أن موقع (مبتدأ) المملوك لشركة تابعة للمخابرات العامة، الذي نشر الخبر قبل صدور التعليمات، حذفه في الساعات الأولى من صباح اليوم".
وسبق أن تعرض مئات من الطلاب الأويغور لحملة توقيف واسعة من قبل الشرطة المصرية بغرض ترحيلهم إلى بلدهم استجابة لطلب السلطات الصينية، حيث تضخ بكين أموالاً في مشاريع البنية التحتية المصرية، وبلغ حجم التجارة بين البلدين 13.8 مليار دولار في عام 2018.
ودعا الأزهر الشريف في بيانه، جميع دول العالم إلى التضامن مع "المضطهدين دينياً" بمناسبة اليوم العالمي للتضامن الإنساني، الذي يوافق 20 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، متمنياً أن يأتي على العالم يوم يكون شاهداً على تمتع الجميع بالحريات الدينية التي أقرتها القوانين الدولية.
وقال البيان: "ندعو جميع الدول إلى النظر إلى مواطنيها، والقاطنين على أرضها على اختلاف دياناتهم، وتنوعهم، على أنهم ثروة بشرية ينبغي الاستفادة منها، فمن المؤسف أن نرى في عالمنا المعاصر مشاهد اضطهاد بسبب الدين، أو العرق، أو اللون".
وشدد بيان الأزهر على أهمية اليوم العالمي للتضامن الإنساني في التذكير بمبادئ السلام والرحمة، والعيش المشترك، واحترام التنوع والتعددية الدينية، وإرساء قيم المواطنة والتسامح والتكافل، ونبذ العنف والقتل والتمييز والاضطهاد الديني، مؤكداً أن الأديان جاءت لسعادة البشرية، وليس تعاستها وتمزيقها.
Twitter Post
|