وأعلن وزير قدماء المحاربين الجزائريين، الطيب زيتوني، وجود اتصالات مع الجانب الفرنسي لإعادة مفاوضات اللجان المشتركة بين الجانبين عن طريق وزارة الخارجية، والتي توقفت قبل الانتخابات الرئاسية الفرنسية، لإنهاء ملف جماجم المقاومين.
وأوضح زيتوني أن الحكومة الجزائرية مصرة على استعادة رؤوس المقاومين، واعتبر أن "مجرد تواجد هذه الجماجم في متحف الإنسان بباريس هو دليل على الجرائم التي اقترفها الاستعمار الفرنسي في حق الجزائريين"، وقال "فرنسا قامت بعمل لا تقره القوانين ولا الأديان السماوية. قطعت أعناق المقاومين ونقلتها إلى باريس، ووضعتها في متحف. هذه جريمة في حد ذاتها".
وكان الوزير الجزائري يرد على انتقادات وجهت للحكومة بالعجز عن استرجاع جماجم المقاومين، في حين نجحت فرنسا في نقل رفاة بعض الجنود الفرنسيين من مقابر في الجزائر إلى فرنسا.
وكشف المؤرخ الجزائري، علي فريد بلقاضي، للمرة الأولى عام 2011، عن العثور على بقايا جثث جزائريين قاوموا الاستعمار الفرنسي في القرن الـ19 في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في باريس.
وخلال فترة المقاومة الشعبية للاستعمار بين 1830 و1870 قام الجيش الفرنسي بقطع رؤوس المقاومين الجزائريين وأرسلها إلى باريس.
ويضم المتحف عددا كبيرا من الجماجم المحفوظة، بينها 36 جمجمة لجزائريين، بينهم 12 جمجمة لأبرز قادة المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي، ومنهم محمد لمجد بن عبد المالك، المعروف باسم "شريف بوبغلة"، والشيخ "بوزيان" قائد مقاومة الزعاطشة (بالجنوب الشرقي الجزائري)، و"موسى الدرقاوي"، و"سي مختار بن قويدر الطيطراوي"، و"عيسى الحمادي"، وكذا القالب الكامل لرأس "محمد بن علال بن مبارك" أحد مساعدي "الأمير عبد القادر الجزائري".
وبرر المسؤول عن قسم الأنثروبولوجيا في متحف الإنسان بباريس، آلان فرومون، الاحتفاظ بهذه الجماجم بأنه "لغايات بحثية"، ونفى فرومون لـ"العربي الجديد"، أن تكون جماجم المقاومين الجزائريين قد عرضت في المتحف للعموم، وأوضح أنها "محفوظة في خزانات حديدية لا يسمح لأحد بالوصول إليها".
وفي فبراير/شباط 2016، أطلق مثقفون جزائريون عريضة المليون توقيع لاستعادة جماجم المقاومين من فرنسا ودفنها في الجزائر، وفي نفس الفترة أطلقت منظمة "مشعل الشهيد" نداء إلى المثقفين والإعلاميين والمؤرخين والشخصيات "لاسترجاع جماجم أبطالنا حتى يتم دفنها كما يليق بمقام أصحابها مع رفاق السلاح".
وقالت المحامية المختصة في القانون الدولي، فاطمة الزهراء بن براهم، إن القوانين الفرنسية وكذا مواثيق الهيئات الأممية مثل اليونسكو، تسمح باسترجاع الجماجم ورفات هؤلاء الشهداء. ودعت بن براهم عائلات الشهداء للمساعدة بتقديم طلبات رسمية إلى السلطات الفرنسية لاسترجاعها، بعد أن اشترط متحف باريس الذي يحتفظ بالجماجم طلبات مقدمة من العائلات للبدء في إجراءات تسليم الجماجم.