تشكّل مخلفات الحرب والآثار النفسية الناجمة عنها هاجساً لدى كثير من السوريين، وخاصة فيما يتعلق بانعكاساتها على الأطفال المولودين في المناطق التي تعرضت للحصار أو القصف من قبل النظام السوري والطائرات الحربية الروسية.
وفي هذا الصدد، تنظم منظمة "يدا بيد من أجل سورية"، جلسات للتوعية من مخلفات الحرب ومخاطرها في منطقة سراقب بريف إدلب، وتشمل هذه الجلسات "آثار الألغام ومخلفات الحرب، والجوانب الجسدية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية".
وتوضح المنظمة أن الانفجارات الناجمة عن التماس المباشر مع مخلفات الحرب والألغام تؤدي إلى قتل الأشخاص أو إصابتهم بتشوه أو أذية جسدية، وأبرز الإعاقات الناتجة عن هذه الإصابة تشمل بتر الأطراف والشلل، وفقداناً كاملاً أو جزئياً للبصر والسمع والحروق والجروح الخطيرة، أما الآثار النفسية فيعاني مصابو المُخلّفات المتفجرة عادة من خلل أو اضطراب نفسي ناتج عن صدمة الإصابة، أو الآثار الجسدية الناتجة عنها.
وفي السياق، قال رئيس المكتب الإعلامي في المجلس المحلي لمدينة سراقب، لـ"العربي الجديد" "الحرب التي عشناها ونعيشها صعبة جدا، استخدمت فيها شتى أنواع الأسلحة،
ونالت سراقب نصيباً كبيراً من القصف والدمار، والأطفال الذين عاشوا ويعيشون في ظل هذه الظروف تولد لديهم الخوف الشديد، حتى من سماع صوت الطائرة".
وأضاف "حالياً لا تتعرض المنطقة للقصف، لكن الأطفال يتذكرون باستمرار هذه الأحداث، فحتى عند عبور طائرات مدنية فوق مناطقنا، يشعرون بحالة خوف وهلع، وأحياناً لا يستطيعون النوم، ولا الذهاب إلى المدرسة، إذ يخافون من حدوث انفجار أو قصف الطائرات على الدوام".
وعن دعم المجلس المحلي للنشاطات والفعاليات الخاصة بالأطفال فيما يتعلق بآثار الحرب وتبعاتها أوضح "بالنسبة للمجلس المحلي هو خدمي ليس لديه إمكانات للدعم النفسي في مجال مخلفات الحرب وآثارها النفسية، لغياب الكادر، وبالطبع نحن نطلب من كل من لديه الخبرة الكافية أو القدرة على القيام بنشاطات التوعية القدوم، ونحن نسانده وندعمه دعما مطلقا".
من جهته، أكد المواطن السوري يوسف أبو جاد لـ"العربي الجديد": أنّ "الشرخ النفسي عند الأطفال أصبح كبيرا، إنهم يصنعون بنادق من خشب يلهون بها ويتحدثون عن قصف الطيران والمعارك وغيرها".
ولا تقتصر المشاكل الناجمة عن الحرب ومخلفاتها على شريحة الأطفال فقط، بل يعاني منها حتى الكبار من رجال ونساء، لما يرافقها من توتر أو ضغط مستمر على الأهل، وخاصة مع فقدان قريب بقصف لقوات النظام أو التعرض لإصابة. "فالحرب أصبحت جزءا من حياة الجميع في الشمال السوري المحرر، وتبعاتها سلبية بشكل كبير على الجميع وبحاجة لأعوام من الدعم لتزول"، بحسب ما أكد أبو جاد.