الأزمات النفسية إلى ارتفاع في العالم العربي. واقع غير مستغرب، وسط اللاستقرار الذي نعيشه في غياب الأمن والأمان وبينما تتوالى الأزمات المعيشية وغيرها. لكنّ الوضع ليس أفضل بكثير حول العالم، وقد كشفت منظمة الصحة العالمية أخيراً أنّ شخصاً واحداً من بين كلّ 10 أشخاص في العالم مصاب باكتئاب أو بقلق حاد. أضافت أنّ هذه الاضطرابات النفسية تكلف الاقتصاد العالمي سنوياً نحو 900 مليار يورو، لا سيما نتيجة ما تسببه من انقطاع عن العمل وما يترتب على ذلك من خسائر في الإنتاج.
يقول الطبيب المتخصص في الأمراض النفسية والعقلية الدكتور أنطوان سعد إنّ "بيانات منظمة الصحة العالمية القائلة بأنّ شخصاً واحداً من بين كلّ 10 أشخاص على مستوى العالم مصاب باكتئاب أو باضطرابات قلق وبأنّ الكلفة على الاقتصاد العالمي باهظة جداً، ليسا بأمر جديد. نحن ندرك أنّ ثمّة زيادة كبيرة في الأمراض النفسية في الآونة الأخيرة وأنّ الكلفة الاقتصادية المترتبة عليها مرتفعة". ويوضح لـ "العربي الجديد" أنّ "الاكتئاب مكلف اقتصادياً نتيجة التغيّب المستمر عن العمل، إذ إنّ الإنسان يفقد الرغبة في القيام بأي عمل. والتراكمات النفسية تجعل التعطيل عن العمل يمتدّ من جهة، فيما تخفف من الإنتاجية، فتؤدي بالتالي إلى خسارة اقتصادية وكلفة صحية أكبر". يضيف أنّ الأمر حلقة "إذا عالجنا المشاكل الصحية، نستطيع تحسين الاقتصاد، وعندها تنخفض نسبة الاكتئاب".
ويشير سعد إلى أنّ "لا اكتئاباً في البلدان التي تعيش صراعات مسلحة، بل ترتفع فيها نسبة القلق على المصير. الاكتئاب نجده في أغلب الأحيان في البلدان التي تعيش استقراراً أمنياً واقتصادياً، متل البلدان الاسكندنافية كالدنمارك والسويد وفنلندا".
من جهته، يتحدث المتخصص في علم النفس الدكتور نبيل خوري عن الأسباب التي قد تؤدي إلى ارتفاع في نسبة الأزمات النفسية في العالم العربي، قائلاً لـ "العربي الجديد" إنّ "زيادة نسبة الاكتئاب تعود إلى مجموعة عوامل مرتبطة ببعضها بعضاً نتيجة تداعيات الحروب والمجاعة والكوارث الطبيعية والأزمات الاقتصادية، وهو الأمر الذي ينعكس سلباً على نمط حياة الإنسان ومدى تواصله مع الآخرين، خصوصاً بفعل تزايد القلق على المصير نتيجة النزاعات المسلحة". ويوضح أنّ "المرء يعيش هاجساً دائماً نتيجة عدم استقراره في العمل وسط الأزمات الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة، حتى إنه لم يعد يستطيع الزواج بسهولة كما
في السابق، على خلفية الوضع المتدهور اجتماعياً واقتصادياً بالإضافة إلى المصائب من حوله والضغط النفسي المتراكم والتفكير في الهجرة والمصير المجهول".
اقــرأ أيضاً
يضيف خوري أنّ "نسبة الاكتئاب تصل إلى 33 في المائة في العالم العربي بحسب إحصاءات، بفعل الصراعات والأزمات السياسية التي تبقى من دون حلول. ويزداد بالتالي الإحباط عند الإنسان العربي. وكم من حالات انتحار سمعنا عنها أخيراً بالإضافة إلى حالات الإدمان على المهدئات التي وبكلّ أسف لا تؤدي إلى الشفاء الكلي من الأمراض النفسية، طالما أنّ الأسباب لم تعالج من الجذور". ويشدّد خوري على أنّ "التوعية ضرورية لاختيار العلاجات النفسية المناسبة".
ويتابع أنّ "لبنان على سبيل المثال، على الرغم من استقراره الأمني نوعاً ما، إلا أن الأزمات النفسية إلى ارتفاع لدى اللبنانيين بأكثريتهم، نتيجة غياب الحوافز والشعور الدائم بغياب دور الدولة الفاعل في تأمين مقومات الحياة الطبيعية في البلد".
في السياق ذاته، يشير الطبيب المتخصص في الأمراض النفسية والعقلية الدكتور سامي جاموس إلى أنّ معدل ارتفاع الأمراض النفسية يختلف من بلد إلى آخر، بحسب الظروف الحياتية والاقتصادية. ويقول لـ "العربي الجديد": "نعاني من غياب الإحصاءات الدقيقة سواء في لبنان أو في العالم العربي ككل. وتفيد بعض البيانات العلمية لدينا بأنّ 20% من الناس شعروا مرة واحدة بانهيار النفسي. أما الشعور بالقلق، فحدّث ولا حرج عن مدى ارتفاع نسبة المصابين به. والدليل زيادة إدمان الأدوية النفسية والكحول وأحياناً المخدرات". ويلفت جاموس إلى أنّ دراسات أخيرة بيّنت عدم اطلاع اللبنانيين والعرب عموماً على أهمية معالجة الأمراض النفسية، وهم يترددون في زيارة الطبيب النفسي المختص. يضيف: "لا ننسى أنّ إهمال العلاج النفسي مردّه أنه غير مغطى من قبل الشركات الضامنة، وهذا أمر يزيد عبئاً مادياً ثقيلاً على المرضى".
اقــرأ أيضاً
يقول الطبيب المتخصص في الأمراض النفسية والعقلية الدكتور أنطوان سعد إنّ "بيانات منظمة الصحة العالمية القائلة بأنّ شخصاً واحداً من بين كلّ 10 أشخاص على مستوى العالم مصاب باكتئاب أو باضطرابات قلق وبأنّ الكلفة على الاقتصاد العالمي باهظة جداً، ليسا بأمر جديد. نحن ندرك أنّ ثمّة زيادة كبيرة في الأمراض النفسية في الآونة الأخيرة وأنّ الكلفة الاقتصادية المترتبة عليها مرتفعة". ويوضح لـ "العربي الجديد" أنّ "الاكتئاب مكلف اقتصادياً نتيجة التغيّب المستمر عن العمل، إذ إنّ الإنسان يفقد الرغبة في القيام بأي عمل. والتراكمات النفسية تجعل التعطيل عن العمل يمتدّ من جهة، فيما تخفف من الإنتاجية، فتؤدي بالتالي إلى خسارة اقتصادية وكلفة صحية أكبر". يضيف أنّ الأمر حلقة "إذا عالجنا المشاكل الصحية، نستطيع تحسين الاقتصاد، وعندها تنخفض نسبة الاكتئاب".
ويشير سعد إلى أنّ "لا اكتئاباً في البلدان التي تعيش صراعات مسلحة، بل ترتفع فيها نسبة القلق على المصير. الاكتئاب نجده في أغلب الأحيان في البلدان التي تعيش استقراراً أمنياً واقتصادياً، متل البلدان الاسكندنافية كالدنمارك والسويد وفنلندا".
من جهته، يتحدث المتخصص في علم النفس الدكتور نبيل خوري عن الأسباب التي قد تؤدي إلى ارتفاع في نسبة الأزمات النفسية في العالم العربي، قائلاً لـ "العربي الجديد" إنّ "زيادة نسبة الاكتئاب تعود إلى مجموعة عوامل مرتبطة ببعضها بعضاً نتيجة تداعيات الحروب والمجاعة والكوارث الطبيعية والأزمات الاقتصادية، وهو الأمر الذي ينعكس سلباً على نمط حياة الإنسان ومدى تواصله مع الآخرين، خصوصاً بفعل تزايد القلق على المصير نتيجة النزاعات المسلحة". ويوضح أنّ "المرء يعيش هاجساً دائماً نتيجة عدم استقراره في العمل وسط الأزمات الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة، حتى إنه لم يعد يستطيع الزواج بسهولة كما
في السابق، على خلفية الوضع المتدهور اجتماعياً واقتصادياً بالإضافة إلى المصائب من حوله والضغط النفسي المتراكم والتفكير في الهجرة والمصير المجهول".
يضيف خوري أنّ "نسبة الاكتئاب تصل إلى 33 في المائة في العالم العربي بحسب إحصاءات، بفعل الصراعات والأزمات السياسية التي تبقى من دون حلول. ويزداد بالتالي الإحباط عند الإنسان العربي. وكم من حالات انتحار سمعنا عنها أخيراً بالإضافة إلى حالات الإدمان على المهدئات التي وبكلّ أسف لا تؤدي إلى الشفاء الكلي من الأمراض النفسية، طالما أنّ الأسباب لم تعالج من الجذور". ويشدّد خوري على أنّ "التوعية ضرورية لاختيار العلاجات النفسية المناسبة".
ويتابع أنّ "لبنان على سبيل المثال، على الرغم من استقراره الأمني نوعاً ما، إلا أن الأزمات النفسية إلى ارتفاع لدى اللبنانيين بأكثريتهم، نتيجة غياب الحوافز والشعور الدائم بغياب دور الدولة الفاعل في تأمين مقومات الحياة الطبيعية في البلد".
في السياق ذاته، يشير الطبيب المتخصص في الأمراض النفسية والعقلية الدكتور سامي جاموس إلى أنّ معدل ارتفاع الأمراض النفسية يختلف من بلد إلى آخر، بحسب الظروف الحياتية والاقتصادية. ويقول لـ "العربي الجديد": "نعاني من غياب الإحصاءات الدقيقة سواء في لبنان أو في العالم العربي ككل. وتفيد بعض البيانات العلمية لدينا بأنّ 20% من الناس شعروا مرة واحدة بانهيار النفسي. أما الشعور بالقلق، فحدّث ولا حرج عن مدى ارتفاع نسبة المصابين به. والدليل زيادة إدمان الأدوية النفسية والكحول وأحياناً المخدرات". ويلفت جاموس إلى أنّ دراسات أخيرة بيّنت عدم اطلاع اللبنانيين والعرب عموماً على أهمية معالجة الأمراض النفسية، وهم يترددون في زيارة الطبيب النفسي المختص. يضيف: "لا ننسى أنّ إهمال العلاج النفسي مردّه أنه غير مغطى من قبل الشركات الضامنة، وهذا أمر يزيد عبئاً مادياً ثقيلاً على المرضى".