أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الخميس، عن الأسيرة وفاء مهداوي (56 سنة)، والدة الشهيد الفلسطيني أشرف نعالوة، من ضاحية شويكة شمال مدينة طولكرم، شمال الضفة الغربية، بعد اعتقال استمرّ 18 شهراً.
وقال غسان مهداوي، شقيق الأسيرة وفاء لـ"العربي الجديد": "إنّ الإفراج اليوم، جرى من حاجز سالم العسكري، المقام غرب جنين، شمال الضفة الغربية، بعد اعتقال استمرّ 18 شهراً وهي مدّة الحكم الذي صدر بحقّها، إضافة إلى دفع غرامة مالية بقيمة 45 ألف شيكل إسرائيلي (نحو 13 ألف دولار أميركي)".
وأضاف أنّ شقيقته وفاء نُقِلَت بعد الإفراج عنها إلى المركز الكوري الطبّي في جنين، وأُخذت منها عيّنة لإجراء لها فحص الكشف عن فيروس كورونا، ضمن الإجراءات المتّبعة بعد الإفراج عن الأسرى، موضحاً أنها ستتوجّه بعدها إلى منزلها في ضاحية شويكة شمال طولكرم، مع الحفاظ على ألّا يكون هناك أيّ احتكاك بين المشاركين. ومن أجل السلامة العامة والمزيد من الاطمئنان، ستلتزم الأسيرة المحرّرة الحجر المنزلي مدة 14 يوماً.
وأكّد مهداوي أنّ شقيقته وفاء بصحّة ممتازة، ومعنوياتها عالية، لكن اختلطت عليها حالياً مشاعر الفرح بالإفراج عنها، والألم من ذكرى استشهاد ابنها أشرف، وبقاء زوجها وليد نعالوة وابنها أمجد في الأسر، في سجون الاحتلال.
وكانت محكمة الاستئناف التابعة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، قد رفضت في العاشر من الشهر الماضي، الاستئناف الذي تقدّمت به النيابة العسكرية الإسرائيلية على القرار السابق بحكم مهداوي. وبعد رفض الاستئناف، حُدِّد موعد الإفراج عن الأسيرة بتاريخ 19 مارس/ آذار.
وقدّمت نياية الاحتلال الإسرائيلي في ديسمبر/ كانون الأول 2019، استئنافاً على الحكم الذي أصدرته محكمة إسرائيلية بسجن والدة الشهيد نعالوة لمدة 18 شهراً، وغرامة مالية قدرها نحو 13 ألف دولار أميركي، في محاولة لمنع الإفراج عنها بعد انتهاء مدّة حكمها.
وكان من المفترض الإفراج عن مهداوي في 19 من الشهر الماضي، لكن محكمة الاحتلال أجّلت قرار الإفراج، بحجّة عدم احتساب إدارة سجونها فترة "المنهلي" (الإفراج بعد انقضاء ثلثي الحكم) التي كانت تطبّقها سابقاً، إلى أن أُفرج عن الأسيرة الخميس.
ويأتي الإفراج عن مهداوي بعد مسلسل من جلسات المحاكم، التي امتدّت على نحو 30 جلسة واستئنافات، حيث ثُبِّت قرار المحكمة بحقّها، بعد رفض الاستئناف المقدّم من نيابة الاحتلال لمحاولة زيادة مدّة سجنها. وثُبِّتَت مدّة حكمها الحالية، بإدانة ضمنيّة، بتحميلها مسؤولية وجود سلاح مع ابنها أشرف.
وفي التاسع عشر من شهر مارس/ آذار الماضي، أصدرت محكمة إسرائيلية حكماً بسجن وليد نعالوة، والد الشهيد أشرف نعالوة، لمدة 18 شهراً، بشكل فعلي مع وقف التنفيذ لمدة 5 سنوات، و3 آلاف شيكل غرامة (نحو 800 دولار) بتهمة معرفته بوجود سلاح مع ابنه، دون أن يرى السلاح، ومن المتوقع الإفراج عنه في الخامس من الشهر المقبل.
في هذا الوقت، أصدرت محكمة الاحتلال قراراً بزيادة مدّة حكم الأسير أمجد نعالوة، شقيق الشهيد، سنة إضافية، مع غرامة تصل إلى 70 ألف شيكل (20 ألف دولار). وأفرج الاحتلال في وقت سابق، عن فيروز نعالوة، شقيقة الشهيد، وزوجها، بعدما بقيا لأشهر في زنازين التحقيق.
وهدم الاحتلال منزل عائلة الشهيد بعد تنفيذه العملية في مستوطنة بركان، المقامة على أراضي سلفيت شمال الضفة، في شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2018، التي قُتل خلالها مستوطنان، واستشهد أشرف بعد ذلك بشهرين في بيت كان يحتمي به، في شرق نابلس شمال الضفة.