لطالما كانت المرأة اليمنية من الفئات الأكثر تضرراً على خلفية الحرب والفقر في البلاد. وتجد نساء كثيرات أنفسهنّ مضطرات إلى القبول بتعدّد الزوجات.
"قبلت أن أكون الثانية، وهذا أفضل من أن أبقى عانساً طوال حياتي. أشتي (أريد) تخفيف الحمل عن أسرتي، ونفسي يكون لي أطفال". هكذا دافعت الشابة اليمنية علياء محمد (اسم مستعار) البالغة من العمر 26 عاماً عن قرارها الذي اتّخذته قبل نحو عام عندما وافقت على الزواج من رجل متزوّج ولديه أطفال. وهي تشير إلى أنّها تعيش في منزل واحد مع الزوجة الأولى وأطفالها، تؤكد: "ما غصبني (لم يجبرني) والدي على هذا الزواج، لكنّني وجدت أنّ العمر يضيع والظروف المعيشية تسوء بسبب الحرب في اليمن، بالتالي فإنّها فرصة لا تعوّض". ولا تعبّر علياء عن ندم على خلفية زواجها من رجل يكبرها سناً ولديه أسرة، إلا أنّها تخشى من الأيام المقبلة. تقول: "تزوّجت قبل نحو عام وحياتي مستقرة على الرغم من المشكلات التي تحدث في البيت. لكنّ هذه المشكلات أفضل من البقاء بلا زواج طوال حياتي". تضيف: "فأنا توقّفت عن الدراسة في المرحلة الإعدادية، لهذا لا يمكنني العمل ولا مساعدة أسرتي التي تضرّرت من الحرب بشكل كبير".
بخلاف المتوقع، يُسجَّل تزايد في تعدّد الزيجات على الرغم من الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها اليمنيون بمعظمهم من جرّاء الحرب المستمرة في البلاد منذ أكثر من خمسة أعوام. وبحسب دراسة أعدّتها منظمة "أوكسفام" ومنظمة "كير الدولية" ومشروع "القدرة الاحتياطية المعنية بالمسائل الجنسانية" التابع للجنة الدائمة المشتركة بين وكالات الأمم المتحدة، فإنّ الصراع في اليمن أدّى إلى زيادة في عدد الرجال المتزوّجين من أكثر من امرأة واحدة. وقدّرت الدراسة نفسها أنّ ما بين ستة وسبعة في المائة من الزوجات اليمنيات هنّ في إطار زواج متعدّد. وبيّنت أنّ ثمّة أسراً تلجأ إلى "تعدّد الزوجات كآلية تكيّف تقليدية شائعة ومقبولة ثقافياً، للحماية ضدّ المضايقات خارج الأسرة وللحدّ من الضغوط الاقتصادية".
اقــرأ أيضاً
في سياق متصل، توضح طالبة متخصصة في علم الاجتماع في جامعة صنعاء، فضّلت التعريف عن نفسها باسم أمّ إيمان، أنّ "الزواج المتعدّد موجود بكثرة في اليمن، إلا أنّه تزايد في المناطق الفقيرة ليصير حلاً بالنسبة إلى أسر تجد صعوبة في توفير احتياجاتها". تضيف أنّ "ثمّة رجالاً في مناطق المهمّشين يعمدون إلى الزواج بأكثر من امرأة واحدة حتى يساعدنهم في توفير المال من خلال العمل في التنظيف أو التسوّل"، مشيرة إلى أنّ "هذا الأسلوب كان متبعاً في بعض المناطق اليمنية الريفية، فيتزوّج الرجل بأكثر من امرأة حتى يعملنَ جميعهنّ في الزراعة وتربية المواشي. لكنّ ذلك تراجع في خلال العقدَين الماضيَين، في حين أنّه ما زال قائماً في مجتمعات شديدة الفقر، بين المهمّشين على سبيل المثال". من جهة أخرى، تقول أمّ إيمان إنّ "ثمّة أسراً تقبل بتزويج بناتها لرجال متزوّجين من أخريات نظراً إلى احتياجها للمهر بعد تضرّر أوضاعها المعيشية نتيجة الحرب". وتلفت إلى أنّ "أسراً كثيرة ترفض فكرة عمل بناتها حتى يومنا هذا، وثمّة مناطق يتعامل أهلها مع الفتاة التي لم تتزوّج أو تأخّرت في الزواج بأسلوب شفقة، الأمر الذي يدفع بعضهن إلى القبول بأيّ رجل يتقدّم للزواج حتى لو كان متزوجاً ولديه أسرة".
أمّا الناشطة المجتمعية آلاء ياسر فتقول إنّ "الحاجة من أبرز العوامل التي جعلت الأسر تقبل بتزويج بناتها في سنّ مبكرة ولأشخاص متزوّجين. هي في حاجة إلى تخفيف العبء المعيشي من دون اعتبارات أخرى". وبالإضافة إلى الفقر، ترى ياسر أنّ "جهل شريحة واسعة من اليمنيين ساهم في اختزال الزواج في المتعة المشروعة واعتبار ذلك حقاً طبيعياً يمارسه الرجل من دون النظر إلى عوامل أخرى واجب توفّرها حتى تُحفظ حقوق الزوجة في مثل هذا النوع من الزيجات". وتلفت إلى أنّ "العادات والتقاليد تتحكم في مستقبل نساء كثيرات، علماً أنّهنّ اليوم يواجهنَ كذلك عوامل اقتصادية وسياسية تقرّر مصيرهنّ".
بالنسبة إلى الناشطة الحقوقية هالة العولقي، فإنّ "تعدّد الزوجات مسألة لها أسبابها ودوافعها وأوجهها المختلفة"، مشيرة إلى أنّ "فقر أسرة المرأة يكون غالباً أحد أسباب تزويجها برجل متزوّج من قبل، خصوصاً إذ كان ميسور الحال أو مغتربا في خارج البلاد". لكنّ العولقي تجزم بأنّ "الرجل متعدد الزوجات لن يستطيع قطعاً أن يكون عادلاً وقادراً على تلبية كلّ حقوق زوجاته". تضيف: "وأنا كمدافعة عن حقوق الإنسان والمرأة تحديداً، أومن بأنّ التعدّد يضرّ بحقوق المرأة من النواحي الصحية (الجسدية والنفسية) والاقتصادية، وأعتقد بأنّه من الصعب ضمان المساواة بين امرأتَين تتشاركان الرجل نفسه".
اقــرأ أيضاً
وفي مقابل هذه الآراء، ثمّة من يؤكد أنّ تعدّد الزوجات قد يكون إيجابياً وحلاً لمشكلات كثيرة في مقدمتها العنوسة وأرامل الحرب. من هؤلاء أشرف الملحاني الذي يقول إنّ "الحرب خلّفت عدداً هائلاً من الأرامل، كثيرات منهنّ لديهنّ أطفال، وهذا يدفع بعض الرجال المتزوجين إلى الزواج بهنّ، وعادة ما يكونون من أقاربهنّ أو من العائلة نفسها". يضيف أنّ "الأرملة تقبل غالباً أن تتزوّج بشخص متزوّج بواحدة أو أكثر، لأنّ هذا يضمن لها حياة كريمة بحسب ظنها".
بخلاف المتوقع، يُسجَّل تزايد في تعدّد الزيجات على الرغم من الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها اليمنيون بمعظمهم من جرّاء الحرب المستمرة في البلاد منذ أكثر من خمسة أعوام. وبحسب دراسة أعدّتها منظمة "أوكسفام" ومنظمة "كير الدولية" ومشروع "القدرة الاحتياطية المعنية بالمسائل الجنسانية" التابع للجنة الدائمة المشتركة بين وكالات الأمم المتحدة، فإنّ الصراع في اليمن أدّى إلى زيادة في عدد الرجال المتزوّجين من أكثر من امرأة واحدة. وقدّرت الدراسة نفسها أنّ ما بين ستة وسبعة في المائة من الزوجات اليمنيات هنّ في إطار زواج متعدّد. وبيّنت أنّ ثمّة أسراً تلجأ إلى "تعدّد الزوجات كآلية تكيّف تقليدية شائعة ومقبولة ثقافياً، للحماية ضدّ المضايقات خارج الأسرة وللحدّ من الضغوط الاقتصادية".
في سياق متصل، توضح طالبة متخصصة في علم الاجتماع في جامعة صنعاء، فضّلت التعريف عن نفسها باسم أمّ إيمان، أنّ "الزواج المتعدّد موجود بكثرة في اليمن، إلا أنّه تزايد في المناطق الفقيرة ليصير حلاً بالنسبة إلى أسر تجد صعوبة في توفير احتياجاتها". تضيف أنّ "ثمّة رجالاً في مناطق المهمّشين يعمدون إلى الزواج بأكثر من امرأة واحدة حتى يساعدنهم في توفير المال من خلال العمل في التنظيف أو التسوّل"، مشيرة إلى أنّ "هذا الأسلوب كان متبعاً في بعض المناطق اليمنية الريفية، فيتزوّج الرجل بأكثر من امرأة حتى يعملنَ جميعهنّ في الزراعة وتربية المواشي. لكنّ ذلك تراجع في خلال العقدَين الماضيَين، في حين أنّه ما زال قائماً في مجتمعات شديدة الفقر، بين المهمّشين على سبيل المثال". من جهة أخرى، تقول أمّ إيمان إنّ "ثمّة أسراً تقبل بتزويج بناتها لرجال متزوّجين من أخريات نظراً إلى احتياجها للمهر بعد تضرّر أوضاعها المعيشية نتيجة الحرب". وتلفت إلى أنّ "أسراً كثيرة ترفض فكرة عمل بناتها حتى يومنا هذا، وثمّة مناطق يتعامل أهلها مع الفتاة التي لم تتزوّج أو تأخّرت في الزواج بأسلوب شفقة، الأمر الذي يدفع بعضهن إلى القبول بأيّ رجل يتقدّم للزواج حتى لو كان متزوجاً ولديه أسرة".
أمّا الناشطة المجتمعية آلاء ياسر فتقول إنّ "الحاجة من أبرز العوامل التي جعلت الأسر تقبل بتزويج بناتها في سنّ مبكرة ولأشخاص متزوّجين. هي في حاجة إلى تخفيف العبء المعيشي من دون اعتبارات أخرى". وبالإضافة إلى الفقر، ترى ياسر أنّ "جهل شريحة واسعة من اليمنيين ساهم في اختزال الزواج في المتعة المشروعة واعتبار ذلك حقاً طبيعياً يمارسه الرجل من دون النظر إلى عوامل أخرى واجب توفّرها حتى تُحفظ حقوق الزوجة في مثل هذا النوع من الزيجات". وتلفت إلى أنّ "العادات والتقاليد تتحكم في مستقبل نساء كثيرات، علماً أنّهنّ اليوم يواجهنَ كذلك عوامل اقتصادية وسياسية تقرّر مصيرهنّ".
بالنسبة إلى الناشطة الحقوقية هالة العولقي، فإنّ "تعدّد الزوجات مسألة لها أسبابها ودوافعها وأوجهها المختلفة"، مشيرة إلى أنّ "فقر أسرة المرأة يكون غالباً أحد أسباب تزويجها برجل متزوّج من قبل، خصوصاً إذ كان ميسور الحال أو مغتربا في خارج البلاد". لكنّ العولقي تجزم بأنّ "الرجل متعدد الزوجات لن يستطيع قطعاً أن يكون عادلاً وقادراً على تلبية كلّ حقوق زوجاته". تضيف: "وأنا كمدافعة عن حقوق الإنسان والمرأة تحديداً، أومن بأنّ التعدّد يضرّ بحقوق المرأة من النواحي الصحية (الجسدية والنفسية) والاقتصادية، وأعتقد بأنّه من الصعب ضمان المساواة بين امرأتَين تتشاركان الرجل نفسه".
وفي مقابل هذه الآراء، ثمّة من يؤكد أنّ تعدّد الزوجات قد يكون إيجابياً وحلاً لمشكلات كثيرة في مقدمتها العنوسة وأرامل الحرب. من هؤلاء أشرف الملحاني الذي يقول إنّ "الحرب خلّفت عدداً هائلاً من الأرامل، كثيرات منهنّ لديهنّ أطفال، وهذا يدفع بعض الرجال المتزوجين إلى الزواج بهنّ، وعادة ما يكونون من أقاربهنّ أو من العائلة نفسها". يضيف أنّ "الأرملة تقبل غالباً أن تتزوّج بشخص متزوّج بواحدة أو أكثر، لأنّ هذا يضمن لها حياة كريمة بحسب ظنها".