توتر
لكن الحلّ يكمن في أنّ الجميع ينتظرون لقاحاً ضد الفيروس الذي ظهر في الصين في ديسمبر/كانون الأول. ونظراً للجهود المبذولة، يمكن أن يكون اللقاح متوافراً بحلول سنة 2021 كما أعلنت الوكالة الأوروبية للأدوية، أمس الخميس. لكن مدير الاستراتيجية لدى الوكالة الأوروبية، ماركو كافاليري، قال إنّه احتمال ينمّ عن "تفاؤل"، بحسب "فرانس برس".
وهناك حالياً أكثر من مائة مشروع في العالم، وأكثر من عشر تجارب سريرية للقاحات، لمحاولة إيجاد علاج للمرض. لكن منظمة الصحة العالمية قالت إنّ "هذا الفيروس قد لا يختفي أبداً"، حتى في حال التوصّل إلى لقاح. والمعركة بين المختبرات تثير توتراً في مجالات أخرى. فمن جانب الأبحاث، أثارت تصريحات لمجموعة "سانوفي" لصناعات الأدوية عن إعطاء الأولوية في توزيع اللّقاحات للولايات المتحدة، استياء الأوساط السياسية الفرنسية، بما فيها الحكومة، لأنّ هذا البلد استثمر مالياً لدعم أبحاث الشركة. واعتبر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أنّ اللّقاح المحتمل لوباء "كوفيد-19" يجب ألا يخضع "لقوانين السوق". فيما قالت المفوضية الأوروبية "إنّ الحصول عليه يجب أن يكون منصفاً وعالمياً".
وشدّدت أكثر من 140 شخصية، بينها رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، ورئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، في رسالة مفتوحة، على أنّ اللّقاح أو العلاج لـ"كوفيد-19" يجب أن "يقدّم مجاناً للجميع".
وفي ما يخصّ تجربة "ديسكوفري" السريرية التي أطلقت في أوروبا، في نهاية مارس/ آذار للتوصّل إلى علاج في ظلّ عدم وجود لقاح، فإنّها تراوح مكانها كما أعلن باحثون. وخلصت دراستان جديدتان نشرتهما مجلة "بي ام جاي" الطبية البريطانية إلى أنّ عقار هيدروكسي كلوروكين لا يبدو فعالاً في معالجة "كوفيد-19".
قطع العلاقات
في واشنطن، وجّه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اتّهامات جديدة إلى الصين بإخفاء معلومات حول حجم الوباء على أراضيها. وأكّد ترامب أنّ الصينيين "كان بإمكانهم وقف" تفشي الوباء. وأشار إلى أنّه لا يريد التحدّث إلى نظيره الصيني، شي جين بينغ، في الوقت الحالي، مهدداً "بقطع كلّ العلاقات". وتؤكّد الصين أنّها نقلت كلّ المعلومات حول الوباء بأسرع وقت ممكن إلى منظمة الصحة العالمية ودول أخرى، بينها الولايات المتحدة.
كذلك تتّهم واشنطن النظام الصيني بأنّه حاول قرصنة الأبحاث الأميركية حول اللّقاح، فيما ردّت بكين واصفة هذا الاتهام بأنّه "تشهير".
وفي انتظار توصّل الأبحاث إلى نتيجة، تواصل الحكومات تخفيف إجراءات العزل. ففي اليابان رُفعت حالة الطوارئ في غالبية المناطق، فيما بقيت في طوكيو وأوساكا. في أوروبا التي تتكبّد حصيلة عالية بالوفيات، مع أكثر من 162 ألفاً و600 حالة وفاة حتى الآن، عاد الأطفال الفنلنديون إلى المدارس. والجمعة فتحت المطاعم والمقاهي أبوابها مجدداً، في سيدني. في الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضرراً من الوباء، مع 85 ألفاً و813 وفاة، بينها حوالي 1800 في 24 ساعة، أُعيد فتح الشواطئ المحيطة بلوس أنجليس في ولاية كاليفورنيا، من دون السماح للناس بوضع مناشفهم على الرمل أو اللّعب بالكرة الطائرة. كذلك قرّر رئيس بلدية المدينة فرض وضع كمّامة وقائية خارج المنزل.
في المقابل، مدّدت العاصمة واشنطن، حيث يتأخّر تراجع الوباء، عزل السكّان حتى الثامن من يونيو/ حزيران. وفي المجموع، سُجّلت 300 ألف و140 وفاة في العالم (من بين أربعة ملايين و403 آلاف و714 إصابة).
تحسّن في روسيا
في روسيا، أعلن الرئيس فلاديمير بوتين أنّ الوضع الوبائي يتحسّن في البلاد، مع تراجع عدد الإصابات اليومية إلى ما دون 10 آلاف لأول مرة منذ بداية مايو/ أيار. وفي اليونان أعلنت الحكومة أنها ستعيد فتح الشواطئ الخاصة السبت، قبل الموعد المحدد سابقاً، مع وضع قواعد تباعد صارمة، ويأتي ذلك بعد قرار مماثل بفتح الشواطئ العامة. في ووهان، البؤرة الأولى للوباء، كان الناس يصطفّون الخميس للخضوع لفحص كشف الفيروس بسبب قلق بعد ظهور إصابات جديدة. في أفريقيا التي نجت نسبياً من الوباء الذي أودى بحياة 2500 شخص في القارة، تدلّ مؤشّرات على أنّ هذه الحصيلة أقلّ بكثير من الواقع، إذ يثير الارتفاع الكبير في عدد الوفيات لأسباب غامضة، معظمها في شمال نيجيريا، مخاوف من انتشار واسع للفيروس، مع انتشار أمراض أخرى، في هذه المنطقة التي تعدّ من الأفقر في العالم. وسجّل جنوب السودان الخميس أول وفاة بفيروس كورونا، فيما حذّرت وكالات إغاثة من حصول ارتفاع حاد في الإصابات، ووصول العدوى إلى مخيمين للنازحين كبيرين ومكتظين.