أسقطت العاصفة "إليانور" التي تضرب منذ الأربعاء مساحات واسعة من أوروبا، العديد من الضحايا، وخلفت دماراً كبيراً وفوضى في حركة النقل في بعض المناطق وانقطاع التيار الكهربائي عن عشرات الآلاف من السكان، فيما أصدرت هيئة البيئة البريطانية 20 تحذيراً من فيضانات، وتم رفع حالة التأهب في عدد من الدول.
وتسببت العاصفة بمقتل متزلج فرنسي يبلغ 21 عاماً، جراء سقوط شجرة في موريللون في جبال الألب الفرنسية، حيث أجبرت ظروف الطقس الخطيرة الكثير من المنتجعات على إغلاق أبوابها.
وقال مايكل برنييه المتحدث باسم الدفاع المدني لوكالة "فرانس برس"، إن أكثر من 12 شخصاً، من بينهم أربعة في حالة خطرة، أصيبوا في أنحاء فرنسا جراء العاصفة، التي يعدها خبراء الأرصاد الجوية الأعنف في ثماني سنوات.
وعلى ساحل منطقة الباسك الإسبانية (شمال)، قُتل شخصان بعدما جرفت الأمواج زوجين، على ما أفاد مسؤولون، في حين توجهت فرق الطوارئ لإنقاذ شخص ثالث حاول مساعدتهم على النجاة.
وفي جزيرة كورسيكا الفرنسية في البحر المتوسط، سجلت هبات من الرياح تزيد سرعتها على 140 كيلومتراً في الساعة، ما ساعد في تأجيج النيران في حرائق الغابات التي سببتها سقوط خطوط الكهرباء. وجرح ثلاثة أشخاص في هذه الاضطرابات الجوية في الجزيرة.
وفي المملكة المتحدة، أصدرت هيئة البيئة 20 تحذيراً من فيضانات في أجزاء كبيرة منها بسبب العاصفة إليانور، وقد طُلب من سكان المناطق الرئيسية في إنكلترا واسكتلندا، فضلاً عن أجزاء أصغر من ويلز، اتخاذ تدابير لحماية أنفسهم.
بدوره، أصدر مكتب الأرصاد الجوية تحذيرات جديدة من الرياح العاتية في معظم إنكلترا، وقال إنه من المتوقع حدوث مشاكل أخرى بعد العاصفة.
ووفقاً للمكتب، كانت هناك تأخيرات في حركة النقل البري والجوي والبحري، ويمكن أن تحدث انقطاعات أخرى في التيار الكهربائي، عندما تصل الرياح إلى 75 ميلاً في الساعة من جنوب غرب إنكلترا.
ووصلت العاصفة "إليانور" إلى القارة الأوروبية بعدما ضربت إنكلترا وإيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا، فيما تم إغلاق أحد أكبر السدود المتحركة في العالم "ثايمز باريير" لحماية لندن من الفيضانات.
وقال خبير الأرصاد الجوية بيكي ميتشل "شهدنا بعض الأمطار الغزيرة في أنحاء جنوب بريطانيا مصحوبة بصقيع، ورعداً وبرقاً".
وضربت رياح عاتية تبلغ سرعتها 160 كلم/الساعة ويستمورلاند في شمال غرب بريطانيا حيث تسبب انقلاب مركبات وشجر، في إغلاق طرق سريعة رئيسية.
وفي لينك بوسط سويسرا، جرح ثمانية أشخاص حين أدت الرياح العاتية إلى انقلاب عربة قطار، فيما أصيب شخص جراء سقوط شجرة في قرية هيش في جنوب هولندا.
Twitter Post
|
إلى ذلك، أجبرت الرياح العاتية السلطات على إغلاق المطارات في ستراسبورغ وبازل-مولوز على الحدود بين فرنسا وألمانيا وسويسرا، قبل أن يعاد فتحهما لفترة قصيرة بعد ذلك.
وفي مطار شارل ديغول في باريس، تأخرت 60 بالمائة من الرحلات المغادرة صباح الأربعاء وثلث الرحلات القادمة، فيما تم تغيير مسارات عدة رحلات أخرى قبل أن تتراجع شدة الرياح قليلاً.
وأحدثت الرياح كذلك حالة من الفوضى في خدمات القطارات في عدة مناطق فرنسية إثر سقوط أشجار وخطوط كهرباء وغيرها.
Twitter Post
|
وبقي نحو 225 ألف منزل في أنحاء فرنسا دون كهرباء وسط توقعات بحدوث فيضانات "كثيفة" على سواحل الأطلسي.
وأغلق برج إيفل الذي يستقبل عادة ستة ملايين زائر كل عام أمام الزوار صباح الخميس، بسبب العاصفة قبل أن يفتح لاحقاً. كما أغلقت كل حدائق باريس ليوم واحد الأربعاء، خشية سقوط جذوع الأشجار على المارة.
وفي ايرلندا، قالت شركة الكهرباء إن الخدمة أعيدت إلى 123 ألف مشترك، فيما لا تزال الكهرباء مقطوعة عن 27 ألفاً آخرين.
وفاضت الشوارع في غالواي على الساحل الغربي بالمياه بعدما تجاوزت الأمواج العالية الحواجز البحرية، ما استدعى نشر نحو 25 جندياً لتعزيز جهود مكافحة الفيضانات.
ورُفعت درجة التأهب في بلجيكا وأجزاء من إسبانيا إلى المستوى "البرتقالي" وهو الثالث من أربعة ودعا المسؤولون السكان إلى توخي الحذر.
ورغم تراجع الرياح مع حلول منتصف اليوم، تلقى عمال الإغاثة في بروكسل نحو 70 اتصالاً من أنحاء المدنية، تحديداً بعد سقوط عدة أشجار.
وفي هولندا، ألغيت 252 من نحو 1200 رحلة في مطار سخيبول في أمستردام، فيما أغلقت طرقات رئيسية وخطوط قطارات.
وأغلقت السلطات الهولندية لأول مرة كافة حواجز العواصف الخمسة على ساحل بحر الشمال، حسب ما أعلنت وزارة النقل.
Twitter Post
|
كذلك، اضطربت حركة النقل الجوي في مطاري فرانكفورت وزيورخ، بينما دعا المسؤولون السويسريون إلى تجنب السير في الغابات.
وأعلنت محطة "آر تي اس" التلفزيونية أن الكهرباء قطعت عن نحو 14 ألف منزل في عدة مناطق سويسرية. وأغلقت معظم مراكز التزلج في سويسرا والألب الفرنسية، حيث بلغت سرعة الرياح 250 كلم/الساعة.
و"إليانور" هي العاصفة الرابعة التي تضرب أوروبا منذ بداية ديسمبر/ كانون الأول، بعد آنا وبرونو وكارمن.
(فرانس برس، العربي الجديد)