عادت الصلوات الجماعية في كنائس الداخل الفلسطيني، خصوصاً في ساحاتها، قبل أسبوع، بشكلٍ حذر وتدريجيّ، نظراً للتعليمات الجديدة التي نُشرت من قبل وزارة الصحة التي وافقت على عودة الصلوات الجماعية، شريطة ألاّ تكون في مكانٍ مغلق كالكنائس والجوامع والكُنُس.
واحتفلت الكنيسة اللاتينية في الأراضي المقدّسة، الأحد، بـ"طلعة العذراء"، وهو الاحتفال السنوي الذي يقام في مدينة حيفا، إذ يجري نقل تمثال مريم العذراء من كنيسة مار يوسف للاتين في البلدة التحتا إلى أعلى جبل الكرمل، وبالتحديد إلى دير وكنيسة مار الياس أو "ستيلا ماريس"، أي نجمة البحر التابعة للرهبنة الكرمليّة اللاتينيّة.
وتعتبر هذه المراسيم من أهم المراسيم السنويّة في حيفا، بالإضافة إلى احتفالات عيد مار الياس الحيّ في شهر يوليو/ تموز من كلّ سنة. ونظراً للظروف الحاليّة التي يمر بها العالم أجمع بسبب تفشي وباء كورونا، حثّت الرهبنة الكرمليّة الجماهير على عدم المشاركة في مراسيم اليوم أو الاقتراب من التمثال، والاكتفاء بالمشاهدة من شرفات البيوت وإضاءة الشموع والبخور وترنيم الترانيم الخاصة بالمراسيم.
أما بخصوص الصلوات الجماعيّة أيام الأحد، فتمت الموافقة من قبل وزارة الصحة على الصلاة الجماعية لعدد لا يزيد عن 19 شخصاً وفي مكان مفتوح، وذلك تخوفاً من نقل العدوى، ومع الاحتياط المطلوب لمنع نشرها.
وفي مدينة يافا، عادت الصلوات الجماعيّة المحدودة إلى كنائس اللاتين والروم الكاثوليك والأرثوذكس قبل بضعة أيام، كلّ بحسب تعليمات البطريركيّة المسؤولة عن الكنائس، إذ يصلي المؤمنون أبناء كنيسة اللاتين في مكانٍ مفتوح، أما في باقي الرعايا، فتجرى الصلوات في داخل الكنائس مع التحفّظات المطلوبة، إذ منع كبار السن من الرعيّة الأرثوذكسيّة من الصلاة في الكنيسة خوفاً على صحّتهم.
وفي حديث مع الأب بولس أرملي، كاهن رعيّة الروم الكاثوليك في يافا والرملة وحرفيش، قال: "ما زلنا تحت الخطر من هذا الفيروس الخطير، وهي مرحلة صعبة موبوءة منذ زمن الصوم إلى الآن. أعرف عطش الناس إلى الصلاة والمناولة بشوق، لكنّ الظروف الصعبة الحالية تمنعنا في الوقت الراهن عن الرجوع إلى الحياة الطبيعية اليومية، لممارسة أشغالنا وأعمالنا ولقاءاتنا، إن كانت مع عائلاتنا أو أصدقائنا أو كنائسنا، لكن بنعمة الربّ، سمحت وزارة الصحة، وبإصدارها التعليمات الجديدة، قرر المطارنة ورؤساء الكنائس فتح الكنائس فقط لتسعة عشر شخصاً مع الكاهن والمرنمين". وأنهى الأب بولس قائلاً: "نصلي ونرفع صلاتنا إلى الله بأن يرفع عنا هذا الوباء وأنهى الآب بولس قائلاً: "نصلي ونرفع صلاتنا إلى الله بأن يرفع عنا هذا الوباء لنعود إلى حياتنا الليتورجية (الجماعة) والكنسية بنعمة الروح القدس".
وفي مدينة الرملة، تمّت الصلوات خارج الكنيستين اللاتينيّة والأرثوذكسيّة طبقاً لتعليمات وزارة الصحة، التي تسمح بصلاة 9 أشخاص داخل بيوت العبادة لا أكثر (لأنّ العدد الرسمي لإقامة صلاة يهوديّة في الكنيس هو 10، والوزارة قرّرت ذلك عمداً وليس بالصدفة وذلك لمنع إقامة الصلوات الجماعيّة داخل الكُنُس)، ما عدا الكنيسة الإنجيليّة التي ما زالت مستمرة في بث الصلوات والتأملات عبر "فيسبوك" و"واتساب" خصوصاً مع القسيس صموئيل فانوس.
وفي مدينة الناصرة، تقام الصلوات الجماعيّة في ساحة الكنيسة، بحسب التعليمات، إذ يشترك فقط 19 شخصاً، بغض النظر عن عمرهم. ويترأس الصلوات الأب مروان دعدس، كاهن رعيّة اللاتين. أما في بلدة الرينة فما زالت الصلوات مستمرة عن بُعد في الكنائس.
وفي باقي المدن في الجليل فإنّ الأمر مماثل، ما عدا مدينة عكا الساحليّة، إذ صرّح لـ"العربي الجديد" الأب توفيق بو مرعي، كاهن رعيّة مار يوحنا المعمدان للاتين في البلدة القديمة، أنّه ما زالت تقام الصلوات من بُعد عبر موقع "فيسبوك" وذلك بسبب عدم وجود مناطق وساحات مفتوحة. الحال نفسها في بقية الكنائس في البلدة، إذ تمّ التوافق على ذلك بين جميع كهنة الكنائس هناك. وأضاف أنّ الكنيسة ستبقي "أبوابها مفتوحة لكلّ شخص يريد الخدمة مني، ونأمل أن تنتهي هذه الفترة، لتُقرع أجراس الكنائس من جديد لمناداة المصليّن إلى الكنيسة".
أما في مدن بيت جالا وبيت لحم وبيت ساحور، التابعة لحكم السلطة الفلسطينيّة، فقد أزيلت الحواجز، لكنّ الصلوات الجماعيّة لم تعد بعد، إذ يكتفي كلّ كاهن رعيّة بزيارة الأحياء وإقامة الصلوات هناك لعدد قليل من الناس.