هرب الآلاف من سكان القرى؛ خوفاً من "بوكو حرام"، إلى حوض بحيرة تشاد، ويعاني معظمهم من انعدام الأمن الغذائي.
وبحسب تقارير أممية، فقد تسبّبت هجمات "بوكو حرام"، إضافة إلى مقتل المئات من سكان حوض بحيرة تشاد وحرق العديد من قراهم، في ظهور موجة لجوء داخلية وخارجية، كانت أسوأ نتائجها انعدام الأمن الغذائي.
وحذّر برنامج الأغذية العالمي من أنّ 5.6 ملايين شخص يعانون الجوع، في المناطق المتضرّرة من هجمات "بوكو حرام"، في كلّ من نيجيريا والكاميرون وتشاد والنيجر، بينهم 2.8 مليون نازح داخلي وخارجي.
وتضاعف الهيئات الإنسانية أنشطتها؛ خشية حلول موسم القحط قبل موعده المتوقع. وفي الأسابيع الأخيرة، وفّر برنامج الأغذية العالمي مساعدة غذائية للآلاف من النازحين الجدد، في كل من تشاد والكاميرون.
وقالت مديرة برنامج الأغذية العالمي في تشاد، ماري آلن ماك غروارتي، إن عدداً من السكّان يعيشون لأسابيع "على الذرة فقط"، مضيفة "بدأنا بتوزيع الغذاء في خمسة مواقع، حيث تبدو الاحتياجات أكثر أهمية، ونسعى للوصول إلى مواقع أخرى، ما يحتّم علينا قطع 300 كيلومتر في الرمال ذهاباً وإياباً، لعدم توفر الطرقات، نتطلّع إلى التقدّم بشكل أسرع، بيد أنّ التحدّيات هائلة".
من جانبه، قال محافظ منطقة بحيرة تشاد، أدوم فورتي: "الوضع الغذائي والأمني للاجئين والنازحين في المنطقة، وإن كان مستقراً نسبياً في الوقت الحالي، إلا أن الأشهر المقبلة ستكون صعبة، بسبب موسم القحط، وهي الفترة الفاصلة ما بين انتهاء استهلاك المحصول الزراعي للعام الماضي واستنزاف احتياطيات الحبوب والمحصول المقبل، ما يتوجب استمرارية الإجراءات والمساندة الغذائية".
وأطلقت منظمة "فيستا أفريكا" للتضامن غير الحكومية، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، رسمياً في نجامينا، عملية "من القلب" لمساعدة ضحايا "بوكو حرام".
وقال رئيس لجنة تنظيم العملية، نوكي دجيدانوم :"نهدف إلى دعم أكثر من 75 ألف لاجئ، ما يتطلب جمع ما لا يقل عن 40 مليون دولار".
وأمام خطر انعدام الأمن الغذائي، يخطّط برنامج الغذاء العالمي، في الفترة المقبلة، لتكثيف مساندته لمنطقة حوض بحيرة تشاد، والرفع من عدد اللاجئين المستهدفين بالمساعدات من 600 ألف منتفع إلى نحو 750 ألف شخص.
ولتغطية الاحتياجات المستعجلة لمئات الآلاف من النازحين والمجتمعات المضيفة لهم في حوض بحيرة تشاد، يحتاج برنامج الأغذية العالمي، حتى يوليو/تموز القادم، إلى 75 مليون دولار، وهو مبلغ لا يمتلك منه الصندوق الذي يعتبر من بين أكبر المنظمات الإنسانية في العالم، سوى نصفه، ما قد يعيق قيامه بأنشطته على نطاق واسع، بحسب مراقبين.