يواصل الأساتذة المتدربون بالمغرب، مقاطعة الدراسة والاحتجاج، وكذا التعبئة الشعبية والدعوة للمشاركة المكثفة في مسيرة 20 مارس/ آذار الجاري.
وقال المنسق الإعلامي لتنسيقية الأساتذة المتدربين بالقنيطرة (غرب البلاد)، قاسم الرميشي، لـ"العربي الجديد"، إن "الاستعدادات متواصلة من أجل الدعوة إلى المشاركة في "مسيرة الصمود" يوم 20 مارس/ آذار الجاري، وأيضا تعبئة كل مكونات الشعب المغربي للنزول بقوة إلى الشارع، وتجديد المطالبة بإلغاء المرسومين الوزاريين وإحقاق الحق في قضيتنا".
وأضاف "دشنّا حملات إعلانية لدعوة كل المتضامنين وعموم المواطنين للمشاركة في المسيرة، وذلك عبر ملصقات وأشرطة مصورة، تشرح خطورة المرسومين محط النقاش على المدرسة العمومية ومجانية التعليم، وتدعو في الوقت نفسه المواطنين للانخراط المكثف في المسيرة الوطنية".
وتعليقا على التدخل الأمني العنيف بمدينة القنيطرة (غرب البلاد)، قال الرميشي: "أُصيب أزْيَد من خمسين أستاذة وأستاذا، نُقل منهم أربعون إلى المستشفى، حيث تم حصر أزيد من 9 إصابات خطيرة، على مستوى الرأس، وجروح وكسور، كما سجلت 31 إصابة متفاوتة الخطورة ألزمت المصابين الفراش".
وتابع "ما زلنا نتابع حالات المصابين عن كثب، من أجل إخضاعهم لتحاليل وفحوصات، واستصدار شواهد طبية لهم".
وفي السياق نفسه، ذكرت مصادر من التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين بالمغرب، أن تحركات كثيفة تجري حاليا داخل مختلف مراكز التربية والتكوين في كل المدن، من أجل الاستعداد لندوات محورها "قضية الأساتذة بين الخرق القانوني والإكراه البيداغوجي"، وأيضا من أجل تعبئة واسعة للمشاركة في أول مسيرة وطنية الأحد القادم، تنديدا بالمسار الذي أخذته قضية الأساتذة المتدربين والتعاطي معها وفق مقاربة أمنية، بعيدا عن حلول عادلة ومشروعة.
ويتوقع الأساتذة المتدربون أن يفوق عدد المشاركين في "مسيرة الصمود" أكثر من 40 ألفاً، رغم تأكيد الحكومة المغربية منع أي مسيرة "غير قانونية".
وينتظر أن تنطلق التظاهرة من ساحة مارشال (وسط الدار البيضاء)، في العاشرة صباحا. وأكدت النقابات التعليمية المشاركة، كما دعت المركزيات النقابية الأربع الأكثر تمثيلية كافة المواطنين إلى المشاركة الوازنة في مسيرة الأساتذة المتدربين.
وأكد جواد إيسر، عن التنسيقية المحلية بالدار البيضاء، لـ"العربي الجديد"، أن المسيرة ستنظم بمشاركة واسعة من الأساتذة ودعم أقارب وأسر الأساتذة المتدربين، والنقابات، من أجل المطالبة بإسقاط المرسومين الوزاريين اللذين لا يلزمان الأساتذة المتدربين، بالنظر إلى أنهما لم يصدرا في الجريدة الرسمية إلا بعد إمضاء الأساتذة لمحاضر الالتحاق بالمراكز.
وأضاف إيسر لـ"العربي الجديد": "هذه ليست معركة الأساتذة المتدربين وحدهم، بل إن الشعب المغربي بكل مكوناته معني بها، لأنها تستهدف المدرسة العمومية، ولهذا فعلى كل الفرقاء أن يعيدوا فتح هذه الملف وتدارس مآلاته".
من جهة ثانية، استنكر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي التدخلات العنيفة للعناصر الأمنية في حق الأساتذة المتدربين بالقنيطرة، واصفين الأمر بأنه "مجزرة حقيقية".
وشهدت صور التدخلات الأمنية وفيديو قصير مشاركة واسعة عبر صفحات الفيسبوك، ذيّلت بتعليقات تُدين مقاربة "العصا" في التعاطي مع هذا الملف. وطالب عدد من النشطاء "الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية والجمعوية بتشكيل لجان للنضال لمساندة الأساتذة المتدربين، والدفاع عن المدرسة والوظيفة العموميتين".
وسادت حالة من التوتر في صفوف الأساتذة بمختلف مدن المغرب، بعد الدماء التي أغرقت ثياب الأساتذة عقب التدخل الأمني بالقنيطرة.
وحسب مصادر من تنسيقية الدار البيضاء، فإن قوات الأمن تدخلت أيضا لفك اعتصام الأساتذة، لكن بشكل أقل حدة، حيث خلّفت حالتي كسر وإصابات هستيرية وإغماءات في صفوف الأستاذات.
ويعلّق الأساتذة المتدربون آمالا كثيرة على مسيرة الأحد 20 مارس/ آذار الجاري، فيما يستبعد مراقبون ومتتبعون أن تكون لهذه الخطوة أي نتيجة لملف طال انتظار حله، في ظل تشبث الحكومة المغربية بموقفها القاضي بتوظيف الفوج الحالي من الأساتذة المتدربين على دفعتين، على عكس ما يطالب به الأساتذة الذين يسعون إلى أن يتم توظيفهم دفعة واحدة، مع طرح المرسومين اللذين أثارا الجدل في الأوساط التربوية في البلاد، على طاولة الحوار، بهدف تعديلهما أو التخلي عنهما.
" style="color:#fff;" class="facebook-post-link" target="_blank">Facebook Post |