القضية تتفاعل في بريطانيا (فيليب هيوغن/فرانس برس)
كشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية اليوم، الثلاثاء، عن "ثغرة مروعة" في أمن الحدود مع تمكن ركاب قطار "يوروستار" السريع من الوصول إلى بريطانيا من دون إبراز جواز سفرهم، تتيح للإرهابيين والمجرمين استغلالها.
ونشرت الصحيفة تفاصيل رحلة مراسلها، غلين كيوه، عبر محطات قطار "يوروستار" من لندن إلى بروكسل في بلجيكا مرورا بمدينة ليل الفرنسية، والتي لم يضطر فيها إلى إبراز جواز السفر، أو التأكد من هويته، خصوصاً عند عودته إلى بريطانيا.
أثارت هذه القضية خلافاً بين شركة "يوروستار" ووزراء بريطانيين، أدّى إلى المطالبة بضرورة اتخاذ إجراءات فورية تمنع المجرمين والمتطرفين، بما في ذلك المقاتلون العائدون من سورية والعراق، من السفر إلى بريطانيا على متن قطارات "يوروستار" من دون التأكّد من هويّاتهم.
وتحرّكت وزارة الداخلية البريطانية لاتخاذ الإجراءات اللازمة. فقالت وزيرة الداخلية، أمبر رود، أمس الإثنين، إنّ التحقيقات كشفت عن عيوب خطيرة للغاية، متعهدة بحلّ هذه المشكلة.
وأوضحت أنّ الأمر في غاية الخطورة، وأن إجراءات فورية ستتخذ في هذا الشأن هذا الأسبوع، مؤكدة أن الوزارة تعمل على سدّ هذه الثغرة بالتعاون مع قوات أمن الحدود البريطانية وشركة "يوروستار".
ولفتت وزارة الداخلية البريطانية، بعد الكشف عن تلك الحقائق، إلى تكثيف التفتيش في محطّات "يوروستار"، بما في ذلك المحطات في لندن.
في المقابل، لم تبد شركة "يوروستار" اهتماماً لسد هذه الثغرة، ورفضت التأكّد من هويّة الركّاب في بروكسل والمتوجّهين إلى ليل شمال فرنسا، حتى في وقت الازدحام عند الساعة 17.56. ورأت أنّ باستطاعة الراكب البقاء على متن القطار المتوجّه إلى لندن ببساطة.
وهذا يعني أنّ باستطاعة أي شخص الوصول إلى وسط لندن من دون جواز سفر وبمبلغ 2.60 جنيه إسترليني هو سعر التذكرة. كما يسمح لجميع الركّاب المسافرين خصوصاً في وقت الازدحام، بالتنقل بحرية بين عربات القطار، بسبب التخلّي عن نظام الأمان الذي يلزم أولئك المسافرين إلى ليل بالبقاء في عربة واحدة مطوّقة رقمها 18 عادة. فعند هذه النقطة يتأكّد رجال الأمن من مغادرة الركاب القطار في مدينة ليل. بيد أنّ تلك الشروط تزول في وقت الازدحام، وفق ما نشرت "ديلي ميل".
وتزداد مخاوف استغلال إرهابيين لاتفاق شينغن، الذي يسمح بالسفر بين جميع أنحاء دول الاتحاد الأوروبي، باستثناء بريطانيا التي لم توقّع عليه.
وعلى الرّغم من كشف الصحيفة للثغرة، ترفض "يوروستار" تقديم أي حل حتى يوم أمس. وقال متحدّث بلسان الشركة إنّهم لن يغيّروا سياسات التفتيش لديهم، وإنّهم يعملون بموجب قانون وزارة الداخلية، وحين يتغيّر التشريع يتبعون الطريقة التي يتفق عليها. وأكمل أنّه حين استخدم مراسل "ديلي ميل" خدمة "يوروستار" فإنه سافر وفق هذا الاتفاق.
واتّهم النائب المحافظ عن مدينة دوفر، تشارلي إلفيكي، قوات الحدود البريطانية و"يوروستار" بأنهما يضعان الأرباح المادية قبل أمن وحماية البلاد. وقال: " اعتقدنا أنّ هذه الثغرة أغلقت منذ ستّ سنوات، لذلك من المهم إغلاقها هذه المرّة إلى الأبد".
أمّا فيليب هولبون، النائب المحافظ، فقال: "ينبغي وقف خدمة (يوروستار) حتى تثبت أنّها تلتزم بشروط دخول بريطانيا بالكامل". وأضاف أنّه "لا يوجد مبرّر لهذه الثغرة التي تترك أمن بريطانيا مهدّداً وتجعلها مرمى مفتوحاً للإرهابيين والمجرمين الذين يريدون استهداف البلاد".