وقالت وزارة الحج والعمرة السعودية، إن وفد الحج الإيراني رفض التوقيع على الاتفاقية، متمسكاً بمطالب لا يمكن القبول بها، وأن "السعودية قيادة وحكومة وشعباً ترحب وتتشرف بخدمة ضيوف الحرمين الشريفين من الحجاج والمعتمرين والزوار من كافة الجنسيات"، وأنها "تعتبر ذلك من أهم واجباتها الإسلامية".
وقالت الوزارة، في بيان اليوم، إنها دعت رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية، سعيد أوحدي، للقدوم إلى السعودية لبحث ومناقشة ترتيبات شؤون ومتطلبات حجاجهم القادمين لأداء مناسك الحج لهذا العام، وبناء على ذلك التقت الوزارة بوفد شؤون الحج في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتاريخ 14 أبريل/نيسان الماضي، وتم خلال اللقاء بحث كافة الأمور المتعلقة بالزيارة وشؤون الحج الإيراني.
وأضاف البيان: "وفد شؤون الحج الإيراني رفض التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات الحج هذا العام، معللاً ذلك برغبته في عرضه على مرجعيته في إيران، ومبدياً إصراراً شديداً على تلبية مطالب، بينها أن تمنح التأشيرات لحجاجهم من داخل إيران، وإعادة صياغة الفقرة الخاصة بالطيران المدني فيما يتعلق بمناصفة نقل الحجاج بين الناقل الجوي الإيراني والناقل الجوي السعودي، مخالفة للمعمول به دولياً، وتضمين فقرات في المحضر تسمح لهم بإقامة دعاء كميل ومراسم البراءة ونشرة زائر، وهي تجمعات تعيق حركة بقية الحجيج من دول العالم".
وأكد البيان أن "الوفد الإيراني غادر السعودية يوم 19 أبريل/نيسان، بدون التوقيع على محضر الاتفاق لترتيبات حجاجهم، مع العلم أن وزارة الحج والعمرة رحبت، وأوضحت للوفد الإيراني أنه فيما يتعلق بمنح التأشيرات للحجاج الإيرانيين، فإنه بالإمكان الحصول على تأشيرات الحج إلكترونياً من خلال "إدخال بيانات حجاجهم باستخدام النظام الإلكتروني الموحد لحجاج الخارج".
وأضاف "في كل عام توجه وزارة الحج والعمرة الدعوة إلى جميع المسؤولين عن شؤون الحج في الدول العربية والإسلامية والدول ذات الأقليات الإسلامية، للقدوم إلى المملكة لبحث ومناقشة ترتيبات ومتطلبات شؤون حجاجهم، إذ يصل عدد هذه الدول إلى أكثر من 78 دولة، ومن بين هذه الدول الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وفيما يتعلق بتوقف قدوم المعتمرين الإيرانيين، قال البيان: "تنوه وزارة الحج والعمرة إلى أن السلطات في السعودية لم تمنع مطلقاً المعتمرين الإيرانيين من القدوم، وأن المنع حدث من قبل الحكومة الإيرانية، إذ يتخذون ذلك وسيلة للضغط على حكومة السعودية".
من جهته، قال وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني، علي جنتي، الخميس، إن "الظروف غير مهيأة" ليؤدي الإيرانيون الحج إلى مكة المكرمة في نهاية الصيف الحالي، متهماً السعوديين "بالتخريب".
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، عن جنتي، الذي تتولى وزارته شؤون الحج، أن "الظروف غير مهيأة وفات الأوان الآن". وأضاف أن "التخريب جاء من السعوديين".
وفي العام الماضي، قتل نحو 2300 شخص، بينهم أكثر من 450 إيرانياً، في تدافع كبير في الحج، واتهمت طهران حينذاك الرياض بأنها "غير مؤهلة لتنظيم الحج".