أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية أن "الأوضاع الصحية للأسرى المرضى لا زالت قاسية وصعبة جدا، وأن محامي الهيئة في كل زيارة يتلقون شهادات صعبة وشكاوى عديدة من عدم تلقي المرضى منهم العلاج اللازم، إضافة إلى المعاملة السيئة والمهينة لهم من قبل الأطباء وخلال نقلهم إلى المستشفيات".
ووفق تقرير صادر عن الهيئة، اليوم الأربعاء، ذكر من بين الشهادات، شهادة الأسير نزار عزيز سلمان زيدان، من سكان رام الله والمحكوم بالسجن مدة 37 عاما ويقبع في سجن عسقلان. وأفاد محامي الهيئة كريم عجوة، أن الأسير زيدان يعاني من مشاكل صحية عدة، أبرزها مشاكل بالقلب، وأنه أجرى قبل عام عملية قسطرة، إضافة إلى معاناته من مشاكل بالرئة، ومشاكل في العمود الفقري، وهو لا يستطيع التحرك، ويمشي على عكازات.
واشتكى الأسير زيدان من المعاناة خلال النقل في البوسطة للعلاج، حيث تمتد رحلة النقل إلى ما يزيد عن عشر ساعات، ما يزيد من تدهور حالته الصحية، مشيرا إلى أن جميع العلاجات التي يتلقاها هي علاجات مسكنة ولا تعالج مشكلته الصحية.
وأوضح محامي هيئة الأسرى يوسف نصاصرة، أن الأسير مقداد محمد إبراهيم الحيح، المحكوم 16 سنة ونصف السنة، وهو من سكان بلدة صوريف، شمال الخليل، ويقبع في سجن إيشل الإسرائيلي، يعاني من الإصابة برصاصة في مجمع الأعصاب في الجهة اليمنى من الوجه، وأنه فقد السمع في هذه الجهة، ولا يأخذ سوى المسكنات التي تخدره وتبقيه نائما أو فاقدا للوعي.
ويعاني الأسير الحيح أيضا من خدر في الجهة اليسرى من جسمه، وأنه يطالب بإدخال طبيب أعصاب للاطلاع على وضعه الصحي بسبب الإهمال الطبي المتعمد وعدم المتابعة من قبل إدارة السجن.
أما الأسير علي فهمي إبراهيم دعنا، وهو من سكان القدس، المحكوم 20 سنة، ويقبع في سجن ريمون، فيعاني من مرض الشقيقة الذي أثر على الشبكة العصبية لديه، بحسب محامي الهيئة فادي عبيدات. وذكر الأسير دعنا أنه يعاني من مشاكل بالأمعاء منذ خمس سنوات، وكان يعاني من المماطلة في تقديم العلاج، إضافة إلى معاناته من فتاق، وانزلاق غضروفي منذ ثلاث سنوات.
ويطالب الأسير دعنا بالضغط لإدخال طبيب أعصاب خاص من أجل فحصه وإجراء العلاج اللازم له، وأوضح أنه "تقرر نقله إلى مستشفى سوروكا لإجراء فحوصات للأعصاب، ولكن تم إلغاء الفحص".
وذكر الأسير فادي سامي النمنم، من سكان غزة، المحكوم بالسجن سبع سنوات ويقبع في سجن ريمون، للمحامي فادي عبيدات، أنه يعاني من التهابات بالمفاصل منذ ثلاث سنوات، ويأخذ إبرة علاج أسبوعية، وفي حال لم يأخذ الإبرة يصاب بعدم القدرة على الحركة إضافة إلى آلام شديدة بمفاصل جسمه كلها، وعدم القدرة على النوم.
وقال الأسير النمنم إنه "يعاني من المماطلة في تقديم الإبرة أسبوعيا، مع تسويف مستمر من قبل إدارة السجن بحجة أن ثمن كل إبرة يزيد عن 1500 شيكل بالعملة الإسرائيلية".
ولفت محامي هيئة الأسرى لؤي عكة، إلى أن الأسير نبأ عمر محمد داود الصيفي، من سكان مخيم الدهيشة، القريب من مدينة بيت لحم، يقبع في سجن عوفر العسكري، ووضعه الصحي سيئ جدا، وهبط وزنه 16 كلغ ويتقيأ دماً، ويعاني من كتل دهنية على الكبد، وبحاجة ماسة لتدخل علاجي، ولا زال بانتظار نقله إلى المستشفى لإجراء الفحوصات والعلاج، خصوصا أنه لا يستطيع النوم من شدة الأوجاع.
وأكدت الهيئة أيضا أن 15 أسيراً فلسطينياً يقبعون في مشفى سجن الرملة، يعيشون ظروفاً صحية وحياتية سيئة للغاية، في ظل استمرار سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحقهم والاستهتار بحياتهم.
وأوضحت، في بيان ثانٍ لها اليوم الأربعاء، أن الأسرى المرضى هم: عصام الأشقر، محمد مراش، خالد شاويش، منصور موقده، معتصم رداد، بسام السائح، أيمن الكرد، أشرف أبو الهدى، ناهض الأقرع، حسين يوسف أحمد الحج دردون، عزت تركمان، صالح عمر عبد الرحيم صالح، معتصم أبو حديد، محمد أبو خضر، فيصل شاهين.
وأشارت الهيئة الفلسطينية إلى أن هناك 5 أسرى آخرين تطوعوا لخدمة رفاقهم من الأسرى المرضى ومساعدتهم في تلبية احتياجاتهم وهم: راتب حريبات، وأمجد السايح، وقتيبة الشاويش، وخليل شوامرة، وأحمد مطاوع.
وحذرت الهيئة من استمرار تدهور الأوضاع الحياتية والصحية للأسرى المرضى سواء على صعيد العلاج غير المتوفر بشكل كافٍ لكثير من المرضى، أو بسبب النقص الحاد في مقتنيات بقالة السجن "الكانتين"، وخاصة بعد حالة الاكتظاظ التي يشهدها مستشفى الرملة في الآونة الأخيرة بسبب زيادة عدد الأسرى المصابين.