نزل المرشحون في الجزائر خلال حملتهم الانتخابية للانتخابات التشريعية المقررة في الرابع من مايو/أيار المقبل إلى المقاهي لتقديم برامجهم الانتخابية ومعها وعود بتحسين معيشة المواطن الجزائري.
"إنهم يعرفون من أين تؤكل الكتف"، على حد تعبير سعيد بودالي (29 سنة) لـ"العربي الجديد"، فالمقهى بالنسبة للجزائري هو المكان الوحيد الذي يجد فيه الشباب وخصوصاً العاطلين عن العمل ضالتهم، وهو أفضل مكان يمكن من خلاله استقطاب العشرات، والفضاء المفتوح للتعبير خصوصاً خلال الحملة الانتخابية.
شخصيات سياسية ورؤساء أحزاب تحاول "دغدغة" المشاعر الجزائرية بالدخول إلى المقاهي الشعبية وارتشاف فنجان قهوة مع الشباب وتبادل أطراف الحديث معهم، وطرح موضوع العمل وتحسين مستوى المعيشة، بالتطرق إلى البرامج التي يقدمونها خلال الحملة الانتخابية.
رئيس حزب تجمع أمل الجزائر، عمار غول، تنقل بين عدة مقاه شعبية عبر مختلف الولايات التي زارها خلال حملته الانتخابية وارتشف فنجان القهوة، بل لعب دور بائع أكواب القهوة بتقديمها للزبائن، وتجاذب أطراف الحديث مع الشباب، وبابتسامته المعهودة وعباراته الرنانة قال لبعضهم: "الجزائر بلدكم وأملكم ونحن سنخدمكم"، بحسب تصريحات متفرقة لبعض الشباب الذين تهافتوا لأخذ صور السيلفي مع رئيس الحزب الذي تقلد عدة مناصب وزارية سابقاً، واستطاع أن يكسب شعبية كبرى بروحه المرحة.
من جانبه عرّج رئيس حركة مجتمع، عبد الرزاق مقري، على الأماكن الشعبية والمقاهي والأحياء القديمة، والأسواق وفضل المقهى هو الآخر لأنه "الفضاء المفتوح لعامة الشعب والمتاح لإسماع برنامجه"، بحسب تصريح الأستاذ في العلوم السياسية، ندير فلاحي، لـ" العربي الجديد"، مضيفاً أن "المقاهي في الجزائر هي أكبر تجمع يضم مختلف الشرائح والمستويات والأعمار وخصوصاً فئة الشباب".
ووضح أن الساسة وخصوصاً في الحملات الانتخابية يفضلون المقاهي لأنها تجذب مختلف المستويات وغير مكلفة، فعوض أن ينظم المرشحون تجمعات جماهيرية في القاعات، يتنقل المعنيون إلى المقاهي الشعبية والأماكن العامة للقاء الناخبين بهدف "استقطابهم واستمالتهم نحو حزب دون آخر"، يضيف المتحدث.
أغلب المرشحين في الجزائر، ارتأوا المرور عبر المقاهي الشعبية والترويج لبرامجهم الانتخابية من خلال التعاطي وجهاً لوجه مع الشباب الجزائري، خدمة لصورة "البساطة والتواضع وكسب ود الناخبين"، حسب إفادة الإعلامي، فاروق بختي، لـ"العربي الجديد"، وهي من الصور التي تتكرر خلال الحملات الانتخابية، مضيفاً أن المرشح يبحث عن توسيع قاعدته الشعبية وكسب استعطاف الناخبين من خلال التواصل المباشر معهم والاستماع إلى انشغالاتهم ومحاولة "إقناعهم" بالبديل لوضعية الشباب خصوصاً.
من جانب آخر، لفت المتحدث إلى أن "المرشحين من مختلف الأطياف الحزبية شعروا بحجم لامبالاة الجزائريين بالانتخابات وخصوصاً التشريعية، وأن هناك مخاوف من العزوف عن الانتخابات، وهو مادفع بكثير منهم وخصوصاً في المدن الداخلية إلى التوجه نحو الفضاءات العمومية التي تضم العشرات، وخصوصاً المقاهي والأسواق من أجل تسويق برامجهم والتأثير في الناخبين".