وتراجعت مظاهر قدوم رمضان في العالم الإسلامي بشكل ملحوظ، فالمساجد مغلقة، وصلاة الجماعة معلّقة، حتى أن الأسواق لا تشهد الزحام المعتاد بسبب المخاوف من انتشار فيروس كورونا، وقيود متباينة فرضتها الحكومات على التنقل، وعلى التجمعات، في إطار محاولات مكافحة الوباء.
في مصر، أعلن مفتى البلاد، شوقى علام، أن الجمعة هو أول أيام شهر رمضان، وقال فى بيان: "استطلعت دار الإفتاء المصرية هلال شهرِ رمضان المبارك بعد غروب شمس اليوم الأربعاء، بواسطة اللّجان الشرعية والعلمية، وقد تحقَّق لدينا عدم ثبوت رؤية هلال شهر رمضان، وقد وافق ذلك الحساب الفلكى أيضًا. وعلى ذلك تُعلن دار الإفتاء أن يومَ الجمعة هو أول أيام شهر رمضان".
في تركيا، تعتمد الحكومة التقويم الفلكي والأقمار الصناعية لاستطلاع هلال رمضان، على عكس كثير من الدول العربية التي تعتمد الرؤية الشخصية. وبالتالي، فمن المعروف مسبقاً أن أول أيام شهر رمضان في تركيا سيكون الجمعة.
وأعلنت دار الفتوى في لبنان، أن "يوم غد الخميس هو المُتمّم لشهر شعبان، وبذلك يكون أوّل أيّام شهر رمضان المبارك هو يوم بغد غد الجمعة".
وفي إيران، أعلن عضو لجنة الاستهلال في مكتب المرشد الإيراني، علي رضا موحد نجاد، أن بعد غد الجمعة سيكون المكمل لشهر شعبان، وأن يوم السبت القادم هو أول أيام رمضان في إيران.
ونقلت وكالة "إرنا"، عن موحد نجاد، أن 100 فريق تتحرى الخميس الهلال في أنحاء إيران، وأن "الخبراء يرون رؤية الهلال يوم الخميس غير ممكنة، ولا يختلفون في ذلك، وبالتالي فإن الجمعة سيكون الثلاثين من شعبان، والسبت المقبل هو أول أيام شهر رمضان".
وقال المسؤول الإيراني إن "فرق الرصد والتحري سترسل نتائج تحرياتها بعد غروب يوم الخميس، إلى لجنة استهلال مكتب المرشد الإيراني الأعلى، وبناء على هذه التقارير سيعلن موعد حلول الشهر الفضيل".
وفي السعودية وقطر ودول عربية أخرى، تقرر استطلاع هلال شهر رمضان غدا الخميس، رغم أنه اليوم الثلاثين من شعبان، ويعني ذلك على الأغلب أن أول أيام رمضان سيكون الجمعة.
Twitter Post
|
وفي إطار الوقاية من فيروس كورونا، قررت السلطات السعودية، الأربعاء، إقامة صلاة التراويح في الحرمين الشريفين، وتخفيفها إلى خمس تسليمات (10 ركعات)، مع استمرار تعليق حضور المصلين، وتخفيف قيود حظر التجول خلال أيام شهر رمضان.
Twitter Post
|
ودعا مفتي لبنان، الشيخ عبد اللطيف دريان، الأربعاء، مسلمي بلاده إلى إقامة الصلاة في شهر رمضان داخل المنازل، إلى حين انتهاء تفشي فيروس كورونا، وقال في خطاب: "يعز علينا أن نستقبل شهر رمضان المبارك والمساجد مغلقة أبوابها بسبب تفشي كورونا".
ودعت منظمة الصحة العالمية إلى "إلغاء التجمعات الاجتماعية والدينية"، بما في ذلك "في الأماكن المرتبطة بالأنشطة والفعاليات الرمضانية، مثل أماكن الترفيه والأسواق والمتاجر". لكنها أوضحت أن ذلك لا يعفي المسلمين "الأصحاء" من الصيام "كما فعلوا في السنوات السابقة".
Twitter Post
|
وفي آسيا، حيث يعيش أكثر من مليار مسلم، يصعب فرض وتنفيذ إجراءات السلامة الصحية، وأحياناً يكون للشعائر الدينية الأسبقية على أي اعتبار آخر. ففي باكستان، أقنع الأئمة السلطات بعدم إغلاق المساجد.
وفي بنغلادش، ضربت الشخصيات الدينية بتوصيات السلطات الصحية عرض الحائط، ففي حين دعت الحكومة إلى الحد من التجمع داخل المساجد، ردد إمام ينتمي إلى إحدى جمعيات الأئمة الرئيسية في البلاد أن "الإسلام لا يجيز فرض قيود على عدد المصلين".
وفي إندونيسيا، أكبر بلد إسلامي من حيث عدد السكان، يذهب الملايين إلى بلداتهم وقراهم في رمضان، لكن الحكومة حظرت السفر خوفًا من زيادة الإصابات بكورونا.