شقت العراقية شادية حسن بنجاح طريقها في مهنة تبديل زيوت السيارات، التي تعتبر حكراً على الرجال في العراق عموماً وإقليم كردستان على وجه التحديد، وبفضل خبرتها وكفاءتها، فقد كسبت ثقة زبائنها.
وتقول شادية حسن (40 عاماً) لـ"العربي الجديد": "إن فكرة ممارسة هذه المهنة راودتني بعد أن شهدت مدن كردستان خصوصاً في السليمانية تزايداً ملحوظاً في أعداد النسوة اللواتي يقدن السيارات، ما دفعني إلى العمل في هذا المجال"، مبينة أن وجودها في عملها ساهم بجذب النسوة إلى محلها.
وتمتلك شادية حسن محلاً لتبديل زيوت السيارات في مدينة السليمانية، وهو المحل الأول الذي يدار من قبل امرأة، في مهنة لا تزال ممارستها حكراً على الرجال، لكن شادية تمكنت من كسر هذا الاحتكار ووظفت عدداً من النساء للعمل معها.
وتشير حسن إلى أن المرأة قادرة على ممارسة هذه المهنة شرط أن تمتلك المعلومات الكافية عن أنواع وطبيعة مكائن السيارات والزيوت الملائمة لها.
وتؤكد أن "ما شجعني على ممارسة هذه المهنة هي ثقتي بنفسي وبإمكاناتي في مجال تبديل زيوت السيارات، وقناعتي بضرورة المساهمة في تخفيف الأعباء المعيشية، ومعاونة زوجي في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة"، موضحة أن "ما يهمني حالياً هو أداء مهنتي بدقة وتقديم خدمات أفضل للزبائن وكسب ثقتهم".
شادية، التي تحمل شهادة دبلوم محاسبة، لم تمارس وظيفة حكومية، لإيمانها بأن "العمل في القطاع الخاص يمكن المرأة من أداء دورها أفضل من الوظيفة الحكومية التي تقيد الإمكانات الفردية وتخضعها للقرارات والتعليمات والروتين الإداري".
وقبل أن تمارس شادية مهنتها هذه، كانت مسؤولة عن إحدى المنظمات الأهلية العاملة في مجال الأسرة، التي نظمت العديد من الفعاليات الاجتماعية والثقافية التوعوية، لافتة إلى أنها إلى جانب ذلك لديها مهام تربية أطفالها وأعمالها المنزلية.
وتؤكد حسن أنها ترشحت في الجولة الماضية للانتخابات البرلمانية لكنها لم تنل الأصوات الكافية، لافتة إلى أنها تستعد لخوض الجولة المقبلة للانتخابات. وأعربت عن أملها بالفوز، مشيرة إلى أن الناخب الكردي بدأ يعي أكثر أهمية انتخاب الشخص المناسب الذي يخدم المواطن.
من جانب آخر، قال أحد الزبائن المتواجدين في محل شادية، ويدعى آري نوزاد حمة، إنه يأتي إلى هذا المحل منذ نحو عام. وتابع "ترددت في البداية لأن المحل تديره امرأة، لكن تبين لي أن عملها متقن، لذلك آتي إلى هنا باستمرار".
ويشير حمة لـ"العربي الجديد" إلى أنه يتلقى خدمة ممتازة، فضلا عن تزويد سيارته بزيوت ذات جودة عالية.
وأقيمت في الآونة الأخيرة عدة مشاريع تجارية وصناعية صغيرة تدار من قبل النساء في مدن إقليم كردستان العراق. وبحسب مصادر مطلعة توجد أكثر من 60 سيدة أعمال تمتلك شركات تجارية واستثمارية في إقليم كردستان، فضلاً عن عدد كبير من النساء اللواتي يعملن في القطاعات الصناعية والتجارية والزراعية.
ويرى الخبير الاقتصادي، كاوه عبد العزيز، أن بإمكان المرأة أداء دور فعال في المجالات الاقتصادية، خصوصا أن مجتمعاتنا بحاجة إلى دور المرأة لتخفيف الأعباء عن كاهل الرجل الذي يتحمل المسؤولية الكاملة لتوفير احتياجات أسرته.
ويضيف عبد العزيز لـ"العربي الجديد"، "من الضروري تشجيع المرأة على العمل في القطاع الخاص لتسهم بدورها في تطوير هذا القطاع"، داعيا الجهات المعنية إلى تقديم دعم لمشاريع النساء الاقتصادية والتجارية لضمان استمرارها".