وقال سفير فلسطين في تونس، هايل الفاهوم، إنّ "قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لفلسطين، خروج عن الإرادة الدولية والشعبية، ويضاعف من التحديات المطروحة على الشعب الفلسطيني والعربي"، مضيفا أن هذا القرار سيكون مآله الأرشيف ومزابل التاريخ، فالشعب الفلسطيني لن يفارق عهده في مواصلة النضال والصمود والثبات.
وبيّن أن اللحظة التاريخية تتطلب مراجعة عميقة لأساليب العمل وقراءة الآخر والتحسب له، من أجل وضع تصورات عملية تساند القضية الفلسطينية.
وقال الفاهوم لـ"العربي الجديد"، إنّ فلسطين صامدة رغم كل الأحداث التي ساهمت فيها الدول العظمى المهيمنة على العالم، معتبرا أن هذه الاستراتيجية الهادفة إلى الاستعمار المباشر وغير المباشر للأمة العربية ستتهاوى من داخلها وسيبقى الشعب الفلسطيني على أرضه، وسوف تحيا فلسطين وتثبت جذورها في الجغرافيا والتاريخ.
من جهته، أوضح أستاذ القانون الدولي وأمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، حنا عيسى، لـ"العربي الجديد"، أن يوم الأرض الذي يوافق 30 من مارس/آذار 1976 سقط فيه 6 شهداء آنذاك وعشرات الجرحى والمعتقلين، معتبرا أن القدس تهود بها إسرائيل منذ 1967 لطمس الهوية العربية الإسلامية وإقامة ما يسمى بالقدس الكبرى.
وأضاف عيسى أن فلسطين التي تبلغ مساحتها 125.156 كلم مربع هوّد منها 95 بالمائة إلى حد الآن، مبينا أن إسرائيل تسعى إلى تهويد الأراضي الفلسطينية، وطمس المعالم العربية وإقامة ما يسمى بإسرائيل الكبرى، ولكن أمام هذه التحديات لابد على الأمة العربية الوقوف إلى جانب الفلسطينيين، وأن يكون هناك موقف واضح لصد الهجمة الشرسة التي تقوم بها سلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته وتراثه وحضارته.
وأشار إلى أن يوم الأرض الخالد، هو يوم تولت إسرائيل مصادرة جميع أراضي الشعب الفلسطيني في المثلث الفلسطيني، وهبّ الجميع رفضا، واستشهد شهداء، وبالتالي فإن هذا اليوم هو استمرار للحفاظ على الأرض والبقاء فيها، مبينا أن إسرائيل تتخوف من البناء والانتشار الفلسطيني، ولهذا ضيقت الخناق على الفلسطينيين، ومع ذلك مازال الشعب الفلسطيني صامدا ويتضامن مع بعضه البعض، كما تتضامن الشعوب العربية مع الفلسطينيين.
بدوره، أكد وزير الثقافة التونسي، محمد زين العابدين، أن تونس تحيي مع أشقائها الفلسطينيين ومع سائر البلدان العربية والإسلامية ذكرى يوم الأرض رمزا للصمود البطولي في مواجهة عمليات مصادرة الأراضي الفلسطينية، مبينا أن هذه الذكرى ارتبطت بالقرار الذي أصدرته سلطات الاحتلال سنة 1976 لتحرم أصحاب الحق من مساحات شاسعة من أراضيهم، فواجهوه بالإضراب العام والاحتجاجات التي أعلنت عن الإرادة الصلبة للفلسطينيين للمحافظة على حقوقهم وأرضهم.
وأضاف أن تونس تؤكد مساندتها المطلقة لنضالات الشعب الفلسطيني، وأنّ العزائم التي عبرت عن النضال والصمود في 1976 مازالت محافظة على نفس الإصرار إلى اليوم، مشيرا إلى أن التونسيين مازالوا محافظين على نفس الدعم والتضامن، إلى أن تجد القضية الفلسطينية طريقها إلى الحل العادل والممتثل لقرارات الشرعية الدولية.
وقال لـ"العربي الجديد" إنّ تونس ملزمة بالقضية الفلسطينية وبالسعي في التعريف بها، وهذه المناسبة من شأنها تسليط الأضواء على القضية وإعطاؤها نفسا ودينامكية جديدة، ففي ذكرى الأرض لابد من التفكير في هذه القضية العادلة، إنها قضية الشعب الفلسطيني والعربي، وما لوحظ من تخاذل عربي غير مقبول.
أما مدير عام الألكسو، سعود هلال الحربي، فقد قال لـ"العربي الجديد" إنّ القضية الفلسطينية محور السلام، ولن يمر أي سلام في العالم إلا عبر بوابة القضية الفلسطينية، ونحن ساعون إلى دعمها، من منطلق الواجب الأخلاقي والحضاري، وإعادتها إلى الواجهة، ودعم فكرة أن تكون فلسطين حاضرة في المواد الثقافية والتعليمية.
في المقابل، قال الداعية الفلسطيني، الشيخ عطا الله ناصر، لـ"العربي الجديد"، إنه بمناسبة الذكرى الأليمة لسلب الأراضي الفلسطينية وطرد أهلها الشرعيين، فإنه ما من محنة إلا وبعدها الفرج، مبينا أن النصر والثبات سيكون لفلسطين شعبا وقيادة. وأضاف أن الاحتلال لم يؤثر على العقول والثقافات في فلسطين، وهناك التزام بالعادات والقيم، ومن يزور القدس سيتأكد من ذلك.