وقالت الوزارة في بيان تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، إنّ " العدد الكلّي لنازحي الموصل منذ انطلاق المعركة وصل إلى 103362 نازحاً في مخيمات الوزارة التي أنشئت على أطراف المدينة قبيل انطلاق العمليات العسكرية".
وأضاف البيان أن" مناطق تلكيف وكراج الحويجة والكنوص وتل عبطة شهدت اليوم نزوح 2470 مدنياً، توجهوا نحو مخيمات حسن شام وديبكة في أربيل ومخيم قيماوة في دهوك ومخيمي جدعة ومدرج المطار في مدينة القيارة ومخيم ليلان في كركوك".
ولفت البيان إلى أن" الوزارة قدّمت عبر فرقها المتخصصة مساعدات إنسانية وغذائية وعينية وصحية للنازحين بعد وضع خطة عمل طارئة بهذا الصدد منذ بدء عمليات تحرير نينوى".
ويتزامن البيان مع تحذيرات أطلقها ناشطون وحقوقيون من وقوع كارثة إنسانية بسبب اكتظاظ مخيمات النازحين وعدم قدرتها على استيعاب مزيد من موجات النزوح المستمرة.
وما زال في الموصل مئات الآلاف من المدنيين لم يخرجوا من المدينة حتى الآن، ويجهلون مصيرهم في حال اقتراب المعارك من مناطقهم السكنية لعدم وجود مخيمات إضافية لاستقبالهم.
وناشد مدير منظمة الرحمة المهداة الإنسانية، فيصل الشمري، عبر "العربي الجديد" الأمم المتحدة والحكومة العراقية توفير مزيد من المخيمات والمساعدات الإنسانية لاستيعاب موجات النزوح الجديد".
وأضاف الشمري لـ"العربي الجديد"، أنّ" الحكومة العراقية والأمم المتحدة لم تقدما شيئاً للنازحين، في وقت لا نستطيع فيه تقديم المزيد من المساعدات بسبب اعتمادنا في ما نقدمه لهم على المتبرعين فقط، وهذا يعني كارثة إنسانية قادمة لا محالة، ونناشد الجميع بالتدخل لإنقاذ النازحين من الهلاك".
ويقف النازحون في المخيمات في طوابير طويلة منذ ساعات الصباح الأولى حتى المساء، رجالاً ونساءً، للحصول على القليل من الطعام وبعض مياه الشرب لسد رمق أطفالهم، الذين يفتك بهم البرد والجوع والمرض.
من جانبهم، أطلق ناشطون ونازحون نداءات استغاثة عبر "العربي الجديد" طالبوا فيها المجتمع الدولي والمتبرعين بالتدخل الفوري لإنقاذ أرواح النازحين، وتوفير الغذاء والدواء والمخيمات الكافية لاستيعاب موجات النزوح الجديدة.
وقال الناشط المدني، سليم الدليمي: "نناشد الحكومة العراقية والمتبرعين بالتدخل العاجل والفوري لإغاثة النازحين من الموصل، فقد اكتظت المخيمات ولم تعد هناك أي مخيمات إضافية لاستيعاب النازحين الجدد والطعام شحيح، فضلاً عن عدم توفر وسائل التدفئة في ظل موجة البرد الشديدة التي تضرب البلاد منذ نحو شهر".
وبيّن الدليمي لـ"العربي الجديد" أن العديد من النازحين أغلبهم أطفال فارقوا الحياة بسبب الجوع والبرد والمرض، ولعدم وجود ما يكفي من المخيمات اتجهت مئات الأسر نحو الحدود العراقية السورية وأصبحت تقطن في حفر صغيرة وسط الصحراء بلا غذاء أو وقاية من البرد".
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت نهاية عام 2015 توقف برنامجها الإنساني لإغاثة النازحين العراقيين، لقلة الدعم المالي من الدول المانحة حسب بيان سابق للمنظمة، فيما تواجه الحكومة العراقية انتقادات لاذعة من قبل ناشطين وحقوقيين بالتعامل مع النازحين بطائفية وإهمال عشرات الآلاف منهم وعدم توفير مخيمات كافية لاستيعابهم.
ويتخوف مراقبون من استمرار معركة الموصل لأمد طويل دون حسم، مما يعني وقوع ما وصفوها بالكارثة الإنسانية غير المسبوقة في تاريخ البلاد.
ويفتقر النازحون في المخيمات إلى أبسط مقومات العيش البشري بدءاً من الملابس الشتوية والأفرشة والأغطية والغذاء وانتهاء بالمخيمات، التي لم تعد تتسع لموجات نزوح جديدة لما زالت مستمرة من المناطق التي تشتد فيها المعارك حول الموصل.
وكانت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية قد أعلنت قبل انطلاق معركة الموصل عن استعدادها لاستقبال 100 ألف نازح فقط، في وقت يجهل فيه مئات الآلاف من المدنيين داخل الموصل مصيرهم إذا امتدت المعارك إلى وسط المدينة واضطروا إلى النزوح.