وذكر الإعلام الإيراني أن النيران اشتعلت في الطائرة بعد تحطمها، إلا أن تسجيل فيديو بثه التلفزيون الرسمي أظهر الطائرة وقد اشتعلت فيها النيران أثناء سقوطها.
وحث رئيس الوزراء الأوكراني، فلاديمير غرويسمان، على "عدم التكهن قبل تحديد سبب تحطم الطائرة في إيران رسميا"، ردا على سؤال حول احتمال سقوطها بصاروخ، مؤكدا على "بدء حظر الرحلات الجوية إلى إيران في 9 يناير/كانون الثاني".
وكتب وزير الخارجية الأوكراني، فاديم بريستايكو، في حسابه على "تويتر" أن الطائرة كانت تنقل على متنها 82 مواطنا إيرانيا و63 كنديا و11 أوكرانياً (بمن فيهم أفراد الطاقم) وعشرة سويديين وأربعة أفغان وثلاثة ألمان وثلاثة بريطانيين.
من جانبه، أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، خلال مؤتمر صحافي، اليوم الأربعاء، أنه تم العثور على الصندوق الأسود للطائرة الأوكرانية، مضيفا أنها سقطت بعد ثلاث دقائق من الإقلاع، وأن الضحايا هم 144 إيرانيا، و11 أوكرانيا، و10 أفغان، و9 كنديين، و4 سويديين، وبريطاني.
وأعلنت السلطات الإيرانية أن عددا من الضحايا هم من الطلاب الإيرانيين في الجامعات الأوروبية، وأن اثنين منهم ابنا مدير الشؤون الدولية بوزارة الصحة الإيرانية، كما أن 13 آخرين متخرجون من جامعة "شريف" الصناعية الإيرانية.
ويثير التضارب في المعلومات حول جنسية الضحايا بين الجانبين الإيراني والأوكراني علامات استفهام عدة، ويبدو أن عددا كبيرا منهم يحملون الجنسية الإيرانية وجنسية أخرى، خصوصا الجنسية الكندية، إذ إن الفارق في عدد الضحايا الكنديين كبير.
وتعيش في كندا جالية ايرانية كبيرة، وتعرض الخطوط الأوكرانية رحلات منخفضة الثمن نسبيا تربط بين تورونتو وطهران مع توقف في كييف.
ونشرت الخطوط الجوية الأوكرانية قائمة بأسماء وتواريخ ولادة الركاب، وأظهرت القائمة أن 25 على الأقل من الركاب هم دون 18 عاما. وصرح رئيس مجلس الأمن القومي الأوكراني، أولكسي دانيلوف، أن اثنين من المسافرين المسجلين على الرحلة لم يستقلا الطائرة قبل إقلاعها.
واستبعدت السفارة الأوكرانية في طهران، في وقت سابق، فرضية العمل الإرهابي، لكنها حذفت في بيان لاحق بشأن الطائرة المنكوبة الإشارة إلى أن السبب "عطل في المحرك".
في المقابل، قال المتحدث باسم منظمة الطيران المدني الإيرانية، رضا جعفر زاده، لوكالة "إيسنا"، إنه "لا يمكن الحديث عن أسباب تحطم الطائرة إلا بعد وصول تقرير فريق التحقيق المتواجد في مكان الحادث"، مؤكدا أنه سيعلن تفاصيل التقرير حين يصله.
وردا على سؤال إن كانت الطائرة احترقت، أو انفجرت قبل السقوط، أو أن الانفجار حدث بعد الاصطدام بالأرض، أكد المسؤول الإيراني أنه لم يردهم تقرير بهذا الشأن بعد.
وقال رئيس هيئة الطيران المدني، علي عابد زاده: "لن نعطي الصندوقين الأسودين للمصنّع (بوينغ) والأميركيين"، حسب ما نقلت عنه وكالة "مهر" للأنباء.
Twitter Post
|
وعلقت عدد من شركات الطيران العالمية الرحلات إلى إيران، وأصدرت موسكو توصيات لشركات الطيران الروسية بعدم التحليق فوق إيران والعراق والخليج العربي وخليج عمان، كما قررت الولايات المتحدة تعليق الرحلات إلى المنطقة أيضا.
وأكد رئيس شركة الخطوط الأوكرانية، يفغيني ديخني، في مؤتمر صحافي، أن الخطوط الأوكرانية ستشارك في التحقيقات حول أسباب الحادثة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن "الطائرة كانت بحالة جيدة، وكان يقودها طاقم ذو خبرة". وتم الكشف عن كون الطائرة المنكوبة من إنتاج عام 2016، وخضعت للصيانة الدورية يوم 6 يناير/كانون الثاني الماضي.
من جهته، أعرب الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، عن تعازيه لذوي الضحايا، وقطع زيارته إلى عمان عائدا إلى كييف.
وأجرى وزير الخارجية الأوكراني، فاديم بريستايكو، اتصالا هاتفيا بنظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، بشأن حادث تحطم الطائرة، وذكرت الخارجية الإيرانية في بيان، أن الوزيرين عبرا عن أسفهما "العميق" تجاه ما حدث، وأن "أسباب وقوع الحادث قيد التحقيق".
وتزامنت حادثة الطائرة الأوكرانية مع قصف إيراني على قاعدتين عسكريتين أميركيتين في العراق، في ظل موجة من التصعيد الأميركي الإيراني بدأت عقب مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني.
وفي مايو/أيار الماضي، خلصت لجنة تحقيق دولية إلى أن الطائرة الماليزية التي سقطت شرقي أوكرانيا عام 2014، في رحلة من العاصمة الهولندية أمستردام إلى كوالالمبور، أصيبت بصاروخ أطلقته كتيبة روسية في مدينة كورسك.
وقد قتل جميع ركاب الطائرة "بوينغ 777" وطاقمها، وعددهم 298 شخصا، عندما انفجرت في الجو، بينما نفت روسيا الأمر، وبينت صور بثتها الحكومة الأوكرانية ما تقول إنه نقل صاروخ روسي من نوع "بوك" عبر الحدود الروسية في يوم الحادث.