لا يزال نازحو ناحية عقيربات السورية يعانون حتّى الآن أوضاعاً مأساوية، بسبب اضطرارهم لترك ديارهم جراء هجوم قوات النظام على قريتهم منذ أواخر شهر أغسطس/آب الماضي، لطرد تنظيم "داعش" الإرهابي منها.
وتتكوّن ناحية عقيربات من 83 قرية ومزرعة، ويقطنها أكثر من 70 ألف شخص، كما تؤوي نازحين من حمص والرقة.
وشنّت قوات النظام السوري مدعومةً بمليشيات مسلحة أجنبية هجوماً على قرى الناحية بغية طرد "داعش" منها، ما أدّى إلى نزوح نحو 10 آلاف مدني إلى مناطق صحراوية قريبة.
وعلم "العربي الجديد" من مصادر مطلعة اليوم الاثنين، أن 700 مدني من نازحي عقيربات المُحاصرين في منطقة وادي العذيب الصحراوية، تمكّنوا من الوصول إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية في ريف حماة.
وأضافت المصادر، إن نصفهم تقريباً وصلوا إلى مراكز إيواء تشرف عليها منظمات مدنية في مناطق المعارضة، في حين سينقل البقية إلى منازل أقاربهم ليتوزعوا عليها في ريفي حماة وإدلب.
وأشار المجلس المحلي في قرية سروج إلى استقبال 160 عائلة نازحة من منطقة عقيربات، بينهم 85 طفلاً و47 امرأةً و28 أرملة، توزعوا على قرى سروج، والشيحة، وأبو كهف الواقعة في الريف الشرقية لمحافظة حماة.
وأوضح ناشطون، أن منطقة وادي العذيب التي تضم النازحين المحاصرين، محاطة بحواجز قوات النظام التي تسيطر فعلياً على منطقة الوادي، لكنها لم تتوجّه إلى مكان حصار النازحين.
وقال الناشط الإعلامي محمد الحموي لـ "العربي الجديد": "إن هناك نحو 15 ألف مدني ما زالوا محاصرين في المناطق التي سيطر عليها التنظيم، إضافةً للآلاف الذين نزحوا".
وأضاف الحموي، أن "النازحين كانوا يأملون بالتوجّه إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية في ريف إدلب الجنوبي، غير أن الألغام الكثيفة التي زرعها النظام على طريقهم حالت دون قدرتهم على التوجّه إلى هناك، ويُضاف إلى الألغام كثافة القصف الجوي الذي يستهدف طرقات النزوح"، موضحاً أنهم حالياً في منطقة صحراوية دون أية مساعدات إنسانية.
وأشار إلى أن المنطقة التي نزحوا إليها لا تحتوي على أدنى مقوّمات الحياة ومنها المياه والأغذية والرعاية الصحية، لافتاً إلى وجود عدد كبير من الجرحى بينهم.
— عُ فْ (@rfioduc) ٣٠ أغسطس، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن المدنيين البالغ عددهم نحو 10 آلاف عالقون الآن في منطقة وادي العذيب، القريبة من عقيربات.
وأضافت المصادر أن اتفاقاً كان يجري التحضير له بين قوات الأسد وتنظيم "داعش" يقضي بتوجّه النازحين من وادي العذيب نحو إدلب وحماة، إلّا أنه لم ينجح.
ووادي العذيب هو عبارة عن منطقة صحراوية غير صالحة للعيش، واضطر المدنيون للمكوث فيها وسط غياب أماكن للنوم كالخيام، وأي من الأدوات البسيطة للحياة.
ويحمّل ناشطو محافظة حماة قوات النظام المسؤولية عن وضع النازحين الحالي، التي شنّت الهجوم على الناحية دون أي إنذار للمدنيين، كما أنّها زرعت الألغام في طريقهم وحاصرتهم في الصحراء.
وكان "مجلس محافظة حماة الحرة"، والمجلس المحلي لناحية عقيربات، ناشدا منظمات الأمم المتحدة لتحمّل مسؤولياتها في الضغط علی نظام الأسد، لفتح ممرات آمنة للمدنيين المحاصرين الذين يرزحون تحت وطأة القصف.