محمد الصفدي شخص فلسطيني معوّق من مخيم برج البراجنة، في ضاحية بيروت الجنوبية. هو واحد من الأشخاص المعوقين الذين يتعلمون مهنة النجارة في مركز "أمان" داخل المخيم. لديه إعاقة ذهنية متوسطة، وقد تسنى له من قبل أن يتابع دروسه في مدرسة متخصصة. لكنّه، اليوم، وهو في الخامسة والعشرين من عمره يعمل وينتج ويرفض مثله مثل زملائه، أن يمدّ يده للآخرين.
تعلم محمد، حتى الآن، حف الخشب، وبات يتقاضى راتباً صغيراً يشعره بالسعادة، خصوصاً أنّه يحب العمل في المركز والمجيء إليه. وبات يخصص وقتاً لهوايته العزف على العود بعد العمل. حتى أنّه رش عوده بالطلاء اللامع في العمل وبات أجمل كحالة محمد النفسية.
تأسس المركز بمبادرة فردية. ويشرف عليه خليل محمد كايد، أبو جابر. وهو الذي عمل في دار الأيتام الإسلامية طوال 28 عاماً كعامل متخصص مع الأشخاص المعوقين.
يقول أبو جابر: "الشخص المعوق يتعلم في المؤسسة مهنة النجارة، ويحصل على شهادة، تخرج كمساعد نجار". ويتابع: "في المخيم لطالما واجهنا مشكلة في توظيف الشخص المعوق، فإذا عمل شهراً طرد بعد ذلك، ولا ضمان أو تأمين أو تعويض له. فصاحب العمل يفضل شخصاً غير معوق في دورة الإنتاج الخاصة به".
ويضيف: "من هنا جاءت فكرة تأسيس المركز، والعمل على تعليم الأشخاص المعوقين مهنة النجارة، حتى يشعروا بكيانهم، ويحسوا بأنهم كغيرهم من البشر منتجون أولاً وأخيراً. بدأنا العمل من خلال هبات قُدمت من بعض أهالي المخيم الميسورين، وتابعنا بعدها من خلال المعارض التي نقيمها".
تتراوح أعمار التلاميذ المعوقين في المركز بين 15 عاماً و50. ولا يقتصر عمل المركز على تعليم هؤلاء المهنة، بل أيضاً رد الإساءات عنهم وتعزيز ثقافة الشخص المعوق المنتج، وقبوله كجزء أساسي في المجتمع، شأنه شأن غير المعوقين.
يقول أبو جابر: "مجتمعنا لا يرحم. ولدى خروج الشخص المعوق إلى الشارع يتعرض للضرب والاستهزاء والاستضعاف كونه مختلفاً عن الآخرين. وفي أحسن الأحوال يشفق عليه أحدهم، ويقدم له القليل من المال كأنّه متسول. لذلك اخترنا أن يكفل المركز حقوق الأشخاص المعوقين من خلال تأهيلهم وتشغيلهم".
يركز الأشخاص المعوقون في المركز على العمل الحرفي. ومن ذلك خريطة فلسطين الخشبية، والتذكارات الصغيرة. وكلّ واحد منهم يعطي بحسب قدرته، خصوصاً أنّ بعض الأعمال تتطلب وقتاً طويلاً وجهداً أكبر.
ويقول أبو جابر: "بحسب خبرتي مع الأشخاص المعوقين، بتّ أعرف قدرات كلّ منهم. كما أعلم أنّهم يفضلون العمل الجماعي، كي لا يشعر أحدهم بأيّ نقص. فالجميع يتعاون في صنع كرسي مثلاً، أو علبة مناديل ورقية. وكلّ شخص له مهمة خاصة في العمل مدفوعة بمهارته الخاصة".
ويشير أبو جابر إلى موهبة وقدرة هؤلاء الأشخاص، ويقول: "أحياناً نجد قطعة خشب في المنشرة القريبة تنتظر التلف، فنأخذها ويعمل الفريق عليها حتى تتحول إلى قطعة مفيدة".
يعرض المركز منتجات أعضائه ويبيعها في معرض خاص، وهو مصدر التمويل الرئيسي حالياً، خصوصاً أنّ أسعار الخشب المخصص لصنع الكراسي وصلت، هذا العام فقط، إلى 600 دولار أميركي.
أما ما يبقى من مال فيخصص للأشخاص المعوقين في المركز، الذين يتلقى كلّ منهم 7 دولارات أميركية أسبوعياً. وهو مبلغ رمزي بسيط بحسب أبو جابر، يهدف إلى عدم مدّ يدهم لأحد، ويشعرهم أنّهم منتجون.
تطلب المؤسسات، وخصوصاً المدارس من المركز قطعاً من إنتاج الأشخاص المعوقين. وقد جاء هذا خصوصاً بعد إطلاق المركز "معرض التحدي الكبير"، أخيراً، الذي عرّف الأهالي على القدرات الحقيقية للأشخاص المعوقين. ويقول أبو جابر: "أشعر بأنني حققت الهدف الذي عملت عليه، فاليوم لدي 11 شخصاً معوقاً منتجاً يشعرون بالفارق بأنفسهم، وكذلك يشعر أهلهم. وتنتشر أخبار المركز إلى أبعد حد، ويأتي أساتذة المدارس والتلاميذ للتعرف على أعمال الأشخاص المعوقين، الذين حميناهم من التسول، ومن نظرة الآخرين التمييزية القاصرة تجاههم".
إقرأ أيضاً: الشلل لم ينتصر على جواهر
تعلم محمد، حتى الآن، حف الخشب، وبات يتقاضى راتباً صغيراً يشعره بالسعادة، خصوصاً أنّه يحب العمل في المركز والمجيء إليه. وبات يخصص وقتاً لهوايته العزف على العود بعد العمل. حتى أنّه رش عوده بالطلاء اللامع في العمل وبات أجمل كحالة محمد النفسية.
تأسس المركز بمبادرة فردية. ويشرف عليه خليل محمد كايد، أبو جابر. وهو الذي عمل في دار الأيتام الإسلامية طوال 28 عاماً كعامل متخصص مع الأشخاص المعوقين.
يقول أبو جابر: "الشخص المعوق يتعلم في المؤسسة مهنة النجارة، ويحصل على شهادة، تخرج كمساعد نجار". ويتابع: "في المخيم لطالما واجهنا مشكلة في توظيف الشخص المعوق، فإذا عمل شهراً طرد بعد ذلك، ولا ضمان أو تأمين أو تعويض له. فصاحب العمل يفضل شخصاً غير معوق في دورة الإنتاج الخاصة به".
ويضيف: "من هنا جاءت فكرة تأسيس المركز، والعمل على تعليم الأشخاص المعوقين مهنة النجارة، حتى يشعروا بكيانهم، ويحسوا بأنهم كغيرهم من البشر منتجون أولاً وأخيراً. بدأنا العمل من خلال هبات قُدمت من بعض أهالي المخيم الميسورين، وتابعنا بعدها من خلال المعارض التي نقيمها".
تتراوح أعمار التلاميذ المعوقين في المركز بين 15 عاماً و50. ولا يقتصر عمل المركز على تعليم هؤلاء المهنة، بل أيضاً رد الإساءات عنهم وتعزيز ثقافة الشخص المعوق المنتج، وقبوله كجزء أساسي في المجتمع، شأنه شأن غير المعوقين.
يقول أبو جابر: "مجتمعنا لا يرحم. ولدى خروج الشخص المعوق إلى الشارع يتعرض للضرب والاستهزاء والاستضعاف كونه مختلفاً عن الآخرين. وفي أحسن الأحوال يشفق عليه أحدهم، ويقدم له القليل من المال كأنّه متسول. لذلك اخترنا أن يكفل المركز حقوق الأشخاص المعوقين من خلال تأهيلهم وتشغيلهم".
يركز الأشخاص المعوقون في المركز على العمل الحرفي. ومن ذلك خريطة فلسطين الخشبية، والتذكارات الصغيرة. وكلّ واحد منهم يعطي بحسب قدرته، خصوصاً أنّ بعض الأعمال تتطلب وقتاً طويلاً وجهداً أكبر.
ويقول أبو جابر: "بحسب خبرتي مع الأشخاص المعوقين، بتّ أعرف قدرات كلّ منهم. كما أعلم أنّهم يفضلون العمل الجماعي، كي لا يشعر أحدهم بأيّ نقص. فالجميع يتعاون في صنع كرسي مثلاً، أو علبة مناديل ورقية. وكلّ شخص له مهمة خاصة في العمل مدفوعة بمهارته الخاصة".
ويشير أبو جابر إلى موهبة وقدرة هؤلاء الأشخاص، ويقول: "أحياناً نجد قطعة خشب في المنشرة القريبة تنتظر التلف، فنأخذها ويعمل الفريق عليها حتى تتحول إلى قطعة مفيدة".
يعرض المركز منتجات أعضائه ويبيعها في معرض خاص، وهو مصدر التمويل الرئيسي حالياً، خصوصاً أنّ أسعار الخشب المخصص لصنع الكراسي وصلت، هذا العام فقط، إلى 600 دولار أميركي.
أما ما يبقى من مال فيخصص للأشخاص المعوقين في المركز، الذين يتلقى كلّ منهم 7 دولارات أميركية أسبوعياً. وهو مبلغ رمزي بسيط بحسب أبو جابر، يهدف إلى عدم مدّ يدهم لأحد، ويشعرهم أنّهم منتجون.
تطلب المؤسسات، وخصوصاً المدارس من المركز قطعاً من إنتاج الأشخاص المعوقين. وقد جاء هذا خصوصاً بعد إطلاق المركز "معرض التحدي الكبير"، أخيراً، الذي عرّف الأهالي على القدرات الحقيقية للأشخاص المعوقين. ويقول أبو جابر: "أشعر بأنني حققت الهدف الذي عملت عليه، فاليوم لدي 11 شخصاً معوقاً منتجاً يشعرون بالفارق بأنفسهم، وكذلك يشعر أهلهم. وتنتشر أخبار المركز إلى أبعد حد، ويأتي أساتذة المدارس والتلاميذ للتعرف على أعمال الأشخاص المعوقين، الذين حميناهم من التسول، ومن نظرة الآخرين التمييزية القاصرة تجاههم".
إقرأ أيضاً: الشلل لم ينتصر على جواهر