يأمل أهالي شهداء فلسطينيين يحتجز الاحتلال الإسرائيلي جثامينهم، أن تضغط المؤسسات الدولية العاملة في الأراضي الفلسطينية من أجل الإفراج عن الجثامين، بالتزامن مع رفضهم لكل القوانين العنصرية الإسرائيلية التي تحاول شرعنة احتجاز جثامين أبنائهم.
جاءت السيدة رائدة طرايرة، والدة الشهيد محمد طرايرة، من الخليل جنوب الضفة الغربية، اليوم الأربعاء، للمشاركة مع عشرات أهالي الشهداء، في وقفة صامتة نظمتها الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء والتجمع الوطني لأسر الشهداء، في ساحة الصليب الأحمر الدولي بمدينة البيرة.
وقالت والدة الشهيد الطرايرة المحتجز جثمانه منذ سنة وثمانية أشهر، لـ"العربي الجديد"، إنها تطالب كافة المسؤولين والجهات المعنية أن يضغطوا على الاحتلال الإسرائيلي حتى يسترجع الأهالي جثامين أبنائهم لدفنها بكرامة.
وتتشوق والدة الشهيد فادي قنبر، من جبل المكبر جنوب القدس، والتي شاركت في الوقفة، لمعرفة مصير جثمان ابنها، وتقول لـ"العربي الجديد": "نريد أن نعرف هل الجثمان محتجز في ثلاجات الاحتلال أم في مقابر الأرقام؟ تم احتجاز جثمانه عقب استشهاده في يناير/ كانون الثاني من العام الماضي".
قبل 17 عاما، احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي جثمان الشهيد مصطفى أبو سرية، من مخيم جنين شمال الضفة الغربية، عقب تنفيذه عملية فدائية في مدينة العفولة في الداخل المحتل، ولا تزال والدته السيدة أمل أبو سرية، تناشد من أجل الضغط على الاحتلال لتسليم جثمان ابنها المحتجز في مقابر الأرقام.
جاءت أمل أبو سرية، من مدينة جنين إلى مقر الصليب الأحمر في مدينة البيرة، للمشاركة في الوقفة، وتقول لـ"العربي الجديد": "أناشد كل الأمة العربية أن تضغط على الاحتلال لتسليم جثمان ابني مصطفى".
أما السيدة زهية القطري، من مخيم الأمعري جنوب مدينة رام الله، ورغم أن ابنها عيسى القطري، استشهد خلال مواجهات مع الاحتلال قبل أربع سنوات، ورغم أن جثمانه غير محتجز، إلا أنها جاءت للتضامن مع أهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم، كونها أم شهيد عانت من فقد ابنها، كما تقول لـ"العربي الجديد".
وتواصل الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء والتجمع الوطني لأسر الشهداء جهودهما مع عدة مؤسسات حقوقية لإطلاق سلسلة فعاليات قادمة للضغط على الاحتلال لاسترداد جثامين الشهداء، وجاءت الوقفة اليوم الأربعاء، أمام مقر الصليب الأحمر في البيرة، كرسالة لكل المؤسسات الدولية العاملة في فلسطين، كما قالت المنسق العام للحملة، سلوى حماد، لـ"العربي الجديد"، على هامش الوقفة.
وأشارت حماد، إلى أن "إقرار أو المصادقة على قوانين تسمح باحتجاز جثامين الشهداء من خلال الكنيست مرفوض، وهو يظهر التعنت من قبل السلطة التنفيذية الإسرائيلية التي تسيطر على التشريعات من خلال السلطة القضائية"، واتهمت القضاء الإسرائيلي بالمماطلة في عقد جلسات المحاكمة الخاصة بتسليم جثامين الشهداء، علاوة على أن ما تسمى محكمة العدل الإسرائيلية ترضخ لطلبات جيش الاحتلال.
من جانبه، قال الأمين العام للتجمع الوطني لأسر الشهداء، محمد صبيحات، لـ"العربي الجديد": "نعتقد أن هناك دورا أهليا وشعبيا في قضية استرداد جثامين الشهداء، ولكن هناك دورا رسميا مطلوبا من وزارة الخارجية الفلسطينية، من أجل تفعيل هذا الملف بشكل متواصل عبر الهيئات والمؤسسات الدولية المختلفة، وعبر السفارات والجاليات الفلسطينية".
وفي كلمة مقتضبة أمام أهالي الشهداء، قال رئيس مركز القدس للمساعدة القانونية، أمين عناب، إن "التصريحات الإسرائيلية حول قضية احتجاز جثامين الشهداء وما صاحبها من تحديد شروط لتسليم الجثامين، لن توقفنا عن العمل، وهي تعطينا مزيدا من الإصرار لمواجهتهم".
وتواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي احتجاز جثامين 18 شهيدا، ستة منهم من قطاع غزة والبقية من الضفة الغربية، أقدمهم الشهيد عبد الحميد أبو سرور، وتم دفن أربعة شهداء منهم في مقابر تابعة لجيش الاحتلال وهم (محمد الفقيه، ومحمد الطرايرة، وعبد الحميد أبو سرور، ورامي العورتاني)، بينما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي احتجاز جثامين 253 شهيدا فيما تسمى مقابر الأرقام الإسرائيلية منذ ستينيات القرن الماضي.