وأوضح الوزير على هامش زيارته للمدينة التابعة لمحافظة البحر الأحمر، أن مصر لم تسجل أي حالات وفاة بحمى الضنك حتى الآن، منذ بدء استقبال المستشفيات لمرضى يشتبه في إصابتهم بالمرض يوم 13 سبتمبر/أيلول الماضي.
وأضاف بحسب ما ورد في بيان لوزارة الصحة، أن "مصر لا يوجد فيها وباء على الإطلاق أو تفشٍ للمرض" مضيفاً أن أعداد المرضى في "تناقص مستمر".
وكشف مسؤولون في محافظة البحر الأحمر، الأسبوع الماضي، أن مئات الأشخاص يترددون يومياً على المستشفيات والوحدات الصحية بالقصير ومراكز وعيادات طبية خاصة منذ أسابيع، للعلاج من أعراض مصاحبة لمرض حمى الضنك.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن مدينة الغردقة تواجه خطر الوباء بعد انتشار مرض حمى الضنك، وأن المحافظة تسعى بإمكاناتها المحدودة للسيطرة على انتشار المرض الذي انتقل إلى سائح ألماني يتلقى العلاج حالياً في الغردقة.
وأوضحت المصادر أن الوباء انتقل إلى مناطق أخرى منها "شلاتين" الحدودية مع السودان، وأكدت مصادر طبية في أسوان، أن مديرية الصحة بالمحافظة رصدت ثلاث حالات من حمى الضنك لدى أشخاص قادمين من الغردقة، واحتجزتهم في المستشفى العام تحت الملاحظة.
كما أشارت مصادر طبية أخرى من محافظة قنا، إلى تحويل خمس حالات من البحر الأحمر للعلاج في مستشفيات قنا، نظرًا لتوفر الإمكانات لديها.
ولفتت مصادر بوزارة الصحة إلى إمكانية تجنّب الإصابة بالمرض، عبر إجراءات وقائية أهمها نظافة المياه، لأن إهمالها يؤدي إلى خطر الوباء، خصوصًا مع اقتراب الشتاء وموسم السيول في البحر الأحمر، والتي تنذر بالخطر.
وكان خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة، الأسبوع الماضي، إن ظهور المرض بالمدينة نجم عن انتشار بعوضة (إيديس إيجيبتي) المسببة والناقلة للمرض، وأن القصير تعاني من نقص في إمدادات مياه الشرب، مما يدفع السكان لتخزينها لفترات طويلة فضلا عن أن أكثر من 80 في المائة من خزانات المياه بها مكشوفة أو متآكلة، وهو ما يتسبب في ركود المياه وفي نمو وانتشار البعوضة الناقلة للمرض.
وأثر ظهور المرض على الحياة في مدينة القصير التي يقطنها نحو 70 ألف شخص، وقال سكان ومسؤولون إن نسبة الغياب في المدارس وصلت إلى مستويات كبيرة بسبب خوف الأهالي على أبنائهم، رغم تأكيدات الأطباء على أن المرض لا ينتقل إلا عن طريق البعوض، وليس عن طريق الاختلاط بالمصابين، وفق رويترز.
وقالت مصادر، إن سكان المدينة نظموا خلال الأسابيع الماضية أكثر من مظاهرة ووقفة احتجاجية متهمين الحكومة بالتقصير في التعامل مع ظهور المرض. وتنفي السلطات أي تقصير. ويشكو سكان بالمدينة من تردي الخدمات، وقال بعضهم إن المناطق التي انتشر فيها المرض تعاني من عدم وجود شبكات صرف صحي.
وتقول منظمة الصحة العالمية، إن حمى الضنك أحد أسرع الأمراض انتشارا في العالم ومتوطنة في 100 دولة وتصيب 390 مليون شخص سنويا. وينقذ التشخيص المبكر والعلاج الأرواح حتى عندما تكون الإصابة شديدة ولا سيما في الأطفال.
وبحسب وزارة الصحة، فإن حمى الضنك ظهرت في مصر من قبل، وتحديدا في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2015، عندما اكتشفت حالات إصابة في محافظة أسيوط بصعيد البلاد، لكن جرى احتواء المرض خلال شهر واحد دون وقوع وفيات.
(العربي الجديد)