وذاعت أسماء ناشطات ينتمين إلى الريف عبر منصات الاحتجاج، بينهن نوال بن عيسى، والتي تقول لـ"العربي الجديد"، إنها لا تعتبر نفسها نجمة أو بطلة، بل إن الواقع أجبرها على النزول إلى الميدان للإدلاء برأيها وإعلان قناعاتها.
وترى بن عيسى أن المرأة الريفية معروفة بحشمتها، وابتعادها ما أمكن عن مواطن الزحام حفاظا على كرامتها، لكنها في الاحتجاجات فرضت نفسها ووقفت إلى جانب الرجل لإسماع صوتها وصوت المهمشين.
وشددت على أن مطالب أهل الريف اجتماعية بالأساس، وقالت إن أكثر ما تتألم منه كون النساء المريضات لا يمكنهن دفع مصاريف العلاج، ويضطررن إلى السفر مئات الكيلومترات صوب العاصمة طلبا للعلاج.
ولم تمنع مسؤوليات الأسرة وتربية الأبناء بن عيسى من الخروج إلى الشارع لترفع صوتها بالمطالب الاجتماعية، والتأكيد على تمسكها بالسلمية، والنأي عن العنف والفتنة.
وبن عيسى هي ربة بيت، وزوجها يعمل سائق أجرة، ولديها أربعة أطفال، تراوح أعمارهم بين 4 و13 سنة، وليس لديها انتماءات سياسية ولا حزبية، وهي تؤكد أن انتماءها ينحصر في منطقتها وبلدها.
سليمة الزياني، الملقبة بـ"سيليا"، ناشطة أخرى برز اسمها بقوة في احتجاجات الحسيمة، وهي شابة في عقدها الثاني، وتعمل كمغنية في إحدى الفرق الغنائية الريفية، كما أنها تمارس التمثيل المسرحي.
وتمسكت سيليا بالغناء منذ الصغر، حين كان طموحها أن تكسر صورة الفتاة الريفية المعروفة بأنها لا تتخذ مبادرة في أي مجال، وتترك ذلك للرجال، وعرفت سيليا بكونها من دعاة تحرير الفتاة الريفية من قيود المجتمع وأغلال العادات والتقاليد التي تعتبر أن مكان البنت هو بيت والديها ثم منزل زوجها.
وجاءت احتجاجات الريف لتمنح المغنية الشابة فرصة للظهور والخروج إلى الشارع ورفع صوتها عاليا للمطالبة بالحرية وتحقيق المطالب المختلفة، لكن كان الاعتقال لها بالمرصاد.
وانضمت ياسمينة الفارسي إلى قائمة ناشطات الريف اللواتي ظهرن بقوة في احتجاجات مدينة الحسيمة، حيث كانت تقف وسط الجموع بقوة، قبل أن تتوارى إلى الخلف بسبب خلافاتها مع بعض قادة الحراك.