حين كان في الثانوية العامة، لم يخطر في بال رضا رفعت أن ينجح في الامتحان الشامل ويدخل الجامعة يوماً ما. لكنّه استطاع، بعدما أكمل الثانوية العامة، دخول الجامعة، بل حل في المرتبة الأولى في الامتحان الشامل على مستوى البلاد، نتيجة الإصلاحات التي أدخلتها الحكومة في نظام الامتحان والتسجيل وترتيب النتائج.
رضا رفعت (18عاماً) من سكان إقليم باميان. كان يعمل في حياكة السجاد بعد الظهر. وفي الصباح، يدرس في إحدى المدارس الحكومية. والده عوض خان يعمل كناساً في البلدية. وعلى الرغم من كونه أمّياً، كان يحب التعليم ويرغب في أن يكون إبنه طبيباً في يوم من الأيام.
دخل رضا الامتحان الشامل العام الماضي واحتلّ المرتبة الأولى على مستوى البلاد ليلتحق بكلية الطب في جامعة كابول.
يقول رضا: "بسبب الفقر، لم أتمكن من الحضور إلى المدرسة بشكل منتظم، أو أحصل على دروس التقوية على غرار أقراني. ولم أكن أملك كل الكتب لأدرس. غير أنني كنت أجتهد مستخدماً كل أنواع الوسائل المتاحة، وها أنا الآن سأدرس الطب بفضل جهدي وسعي والدي".
اقــرأ أيضاً
في هذا الإطار، نجح معاذ الله ابن سائق سيارة الأجرة والتحق في كلية الطب في جامعة جلال أباد هذا العام. في فصل الصيف، يبيع الثلج. وفي الشتاء، يعمل في المحال التجارية المختلفة مقابل أجر يومي. قبل عامين، لم يكن معاذ يرغب حتى في متابعة الدراسة لأن أباه فقير ولا يمكنه دفع الرسوم في الجامعات الخاصة، ولم يكن يتوقع أن يلتحق بالكلية التي يرغب فيها في الجامعات الحكومية، لأن المقاعد تباع وتشترى. لكنّ بعد الإصلاحات الأخيرة في نظام امتحان القبول للجامعات خلال العامين الماضيين، تشجع معاذ وراح يدرس بانتظام، وكان لديه بارقة أمل في الوصول إلى الكلية التي يرغب فيها.
قبيل الامتحان، حين كان الطلاب الآخرون يدرسون في إطار دورات التأهيل الخاصة، كان معاذ يعمل في أحد المحال التجارية، وقد توقف عن العمل قبل الامتحان بأسبوع. يقول: "منذ كنت في المرحلة المتوسطة، لطالما حلمت بدراسة الطب، ولم أكن أتوقع تحقيق حلمي، لأن المقاعد في كلية الطب كانت تباع في الأسواق، وكان سعر المقعد الواحد يتراوح ما بين 4000 و6000 دولار". أما الوالد نصير الله، ففرحته لا توصف، ويشكر الحكومة وتحديداً رئيس الجمهورية أشرف غني الذي كان يشرف على إجراء الإصلاحات في الامتحان الشامل، وقد طلب من الوزراء الثلاثة الذين عينوا خلال السنوات الثلاث الماضية العمل بنزاهة.
اقــرأ أيضاً
في وقت سابق، كانت المقاعد في بعض الكليات ككلية الطب والهندسة تباع في مقابل مبالغ مالية ضخمة. ومن الأمور الرائجة، أن يجري شخص الامتحان محل ذلك الوارد اسمه، عدا عن نجاح أبناء أصحاب النفوذ في الكليات من دون الحاجة إلى إجراء امتحانات. يقول أحد الموظفين في قطاع التعليم، عنايت الله عادل: "النظام الجديد للقبول في الجامعات خطوة أساسية في عملية التعليم في أفغانستان، وكان هذا أحد أهم إنجازات الحكومة الأفغانية. على أساسه، يدخل الطلاب إلى الجامعات".
ويشير إلى أن عدداً كبيراً من الطلاب دخلوا إلى الكليات بذريعة أو بأخرى في السابق، لكنهم لم يتمكنوا من المتابعة. وقلّما يدخل أبناء الفقراء إلى الكليات التي يرغبون في الدخول إليها. لكن في الوقت الحالي، لا فرق بين الفقراء والأغنياء، وتُصحح أوراق الامتحانات بنزاهة. كما لا يمكن أن يحل شخص مكان آخر. إذ تُعطى البطاقات على أساس بصمات الأصابع، وتفحص قبل الدخول إلى قاعة الامتحان. كما تُغيّر أرقام الأسئلة حتى في القاعة الواحدة. من هنا، لا يمكن الغش أو التزوير أو المساعدة من الخارج. بالتالي، الفرصة متاحة لكل من درس واجتهد وتعلم. كما لا يمكن بيع المقاعد لأن الأمور كلها أصبحت إلكترونية وموزعة بين إدارات عدة وعليها مراقبة قوية.
رضا رفعت (18عاماً) من سكان إقليم باميان. كان يعمل في حياكة السجاد بعد الظهر. وفي الصباح، يدرس في إحدى المدارس الحكومية. والده عوض خان يعمل كناساً في البلدية. وعلى الرغم من كونه أمّياً، كان يحب التعليم ويرغب في أن يكون إبنه طبيباً في يوم من الأيام.
دخل رضا الامتحان الشامل العام الماضي واحتلّ المرتبة الأولى على مستوى البلاد ليلتحق بكلية الطب في جامعة كابول.
يقول رضا: "بسبب الفقر، لم أتمكن من الحضور إلى المدرسة بشكل منتظم، أو أحصل على دروس التقوية على غرار أقراني. ولم أكن أملك كل الكتب لأدرس. غير أنني كنت أجتهد مستخدماً كل أنواع الوسائل المتاحة، وها أنا الآن سأدرس الطب بفضل جهدي وسعي والدي".
في هذا الإطار، نجح معاذ الله ابن سائق سيارة الأجرة والتحق في كلية الطب في جامعة جلال أباد هذا العام. في فصل الصيف، يبيع الثلج. وفي الشتاء، يعمل في المحال التجارية المختلفة مقابل أجر يومي. قبل عامين، لم يكن معاذ يرغب حتى في متابعة الدراسة لأن أباه فقير ولا يمكنه دفع الرسوم في الجامعات الخاصة، ولم يكن يتوقع أن يلتحق بالكلية التي يرغب فيها في الجامعات الحكومية، لأن المقاعد تباع وتشترى. لكنّ بعد الإصلاحات الأخيرة في نظام امتحان القبول للجامعات خلال العامين الماضيين، تشجع معاذ وراح يدرس بانتظام، وكان لديه بارقة أمل في الوصول إلى الكلية التي يرغب فيها.
قبيل الامتحان، حين كان الطلاب الآخرون يدرسون في إطار دورات التأهيل الخاصة، كان معاذ يعمل في أحد المحال التجارية، وقد توقف عن العمل قبل الامتحان بأسبوع. يقول: "منذ كنت في المرحلة المتوسطة، لطالما حلمت بدراسة الطب، ولم أكن أتوقع تحقيق حلمي، لأن المقاعد في كلية الطب كانت تباع في الأسواق، وكان سعر المقعد الواحد يتراوح ما بين 4000 و6000 دولار". أما الوالد نصير الله، ففرحته لا توصف، ويشكر الحكومة وتحديداً رئيس الجمهورية أشرف غني الذي كان يشرف على إجراء الإصلاحات في الامتحان الشامل، وقد طلب من الوزراء الثلاثة الذين عينوا خلال السنوات الثلاث الماضية العمل بنزاهة.
في وقت سابق، كانت المقاعد في بعض الكليات ككلية الطب والهندسة تباع في مقابل مبالغ مالية ضخمة. ومن الأمور الرائجة، أن يجري شخص الامتحان محل ذلك الوارد اسمه، عدا عن نجاح أبناء أصحاب النفوذ في الكليات من دون الحاجة إلى إجراء امتحانات. يقول أحد الموظفين في قطاع التعليم، عنايت الله عادل: "النظام الجديد للقبول في الجامعات خطوة أساسية في عملية التعليم في أفغانستان، وكان هذا أحد أهم إنجازات الحكومة الأفغانية. على أساسه، يدخل الطلاب إلى الجامعات".
ويشير إلى أن عدداً كبيراً من الطلاب دخلوا إلى الكليات بذريعة أو بأخرى في السابق، لكنهم لم يتمكنوا من المتابعة. وقلّما يدخل أبناء الفقراء إلى الكليات التي يرغبون في الدخول إليها. لكن في الوقت الحالي، لا فرق بين الفقراء والأغنياء، وتُصحح أوراق الامتحانات بنزاهة. كما لا يمكن أن يحل شخص مكان آخر. إذ تُعطى البطاقات على أساس بصمات الأصابع، وتفحص قبل الدخول إلى قاعة الامتحان. كما تُغيّر أرقام الأسئلة حتى في القاعة الواحدة. من هنا، لا يمكن الغش أو التزوير أو المساعدة من الخارج. بالتالي، الفرصة متاحة لكل من درس واجتهد وتعلم. كما لا يمكن بيع المقاعد لأن الأمور كلها أصبحت إلكترونية وموزعة بين إدارات عدة وعليها مراقبة قوية.