استعداداً للقمة العربية المرتقبة أواخر شهر يوليو/ تموز المقبل، بدأت السلطات الموريتانية خلال الأسابيع الماضية أعمال إصلاح وترميم تشمل طرقات عديدة فى العاصمة نواكشوط. لكنّ تلك الأعمال تسبّبت في شلل مروري في وسط العاصمة وفي عدد من مناطقها الرئيسية، وسط شكاوى المواطنين من زحمة السير التي تسببت فيها.
سيد أحمد الفقيه سائق أجرة، يشكو قائلاً لـ "العربي الجديد": "من هنا، لا نستطيع الوصول إلى سوق الهواتف المحمولة (في وسط العاصمة) وأنا أتوقّف على بعد 40 متراً من السوق، بسبب الحواجز. أما الزبائن، فيقطعون تلك المسافة على أقدامهم". المشكلة الأكبر بالنسبة إليه هي "الزحمة. أحياناً تحتاج إلى ساعة لتصل إلى وسط العاصمة. والحرّ بدأ وأمن الطرقات غير متوفّر في كلّ الشوارع. وحيث لا يتوفّر الأمن، تقع الشجارات والمشاكل بين السائقين". ويرى أنّ من الأفضل لو أنّ السلطات عملت على إصلاح طرقات العاصمة على مراحل، بدلاً من تنفيذها في وقت واحد".
خديجة بنت السالم كانت تغادر سوق العاصمة المركزي (شمال غرب نواكشوط) عندما التقتها "العربي الجديد"، فتشكو قائلة إنّ "سائقي الأجرة لا يريدون الذهاب إلى منطقة سيتي معاوية حيث أسكن، لأنّ الطريق يخضع للترميم، والزحمة هناك شديدة". لكنّها تؤكّد تفهّمها الأمر، "لأن البلد سوف يستقبل ضيوفاً، ولا بدّ من أن يظهر بصورة تليق به". تضيف أنّ "المهم هو الإسراع في إنهاء العمل بالطرقات، إذ إنّ العمل بطيء والطريق مغلق منذ أكثر من شهر".
من جهته، انتقد الكاتب الصحافي محمد محمود أبو المعالي على صفحته على موقع "فيسبوك"، "إغلاق شوارع نواكشوط دفعة واحدة وفي وسط المدينة خلال أيام الدوام، بحجة الترميم والتوسيع وعلاج زحمة المرور".
وكانت وزارة التجهيز والنقل قد أطلقت الجزء الأوّل من مشروع إعادة تأهيل وترميم نحو ثمانية كيلومترات من الطرقات الحضرية فى العاصمة نواكشوط. وتأمل السلطات إنجاز المشروع قبل منتصف يوليو/ تموز المقبل، وكلّ ذلك في إطار الاستعدادات لاستقبال أوّل قمة عربية في البلاد. يُذكر أنّ الرئيس محمد ولد عبد العزيز كان قد أكّد على تصميم موريتانيا عقد القمة على أراضيها ولو "تحت الخيام".
تجدر الإشارة إلى أنّ موريتانيا تعاني من شبكة طرقات قديمة ومن نقص، إذ ثمّة مناطق عديدة في العاصمة من دون طرقات معبّدة. وعلى الرغم من تنفيذ الحكومة مشاريع عديدة خلال الأعوام الأخيرة، إلا أنّ ذلك لم يكن كافياً.