قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، اليوم الجمعة، إن السلطات المصرية مستمرة في احتجاز الطالب المصري، أنس البلتاجي، نجل القيادي المعارض محمد البلتاجي، بشكل تعسفي، وتعريضه للتعذيب والحرمان من المحاكمة العادلة بعد تلفيق جملة من القضايا له.
وفي إفادتها للمنظمة، قالت سناء عبد الجواد، زوجة محمد البلتاجي ووالدة أنس: "تم اعتقال نجلي (مواليد 26 فبراير/شباط 1993) من شقة أحد أصدقائه بمدينة نصر بالقاهرة أثناء استعداداتهم للامتحانات في 31 ديسمبر/كانون الأول 2013، دون إذن من النيابة العامة، واقتادوه إلى مبنى الأمن الوطني بمدينة نصر، وهناك تم تعريضه لأبشع أنواع التعذيب من تعليق وصعق بالكهرباء وركل ولكم، بالإضافة إلى التعذيب النفسي وإجباره على التواجد في غرف يُعذب بها معتقلون آخرون، وذلك بعد أن رفض التصوير أمام أحراز وأجهزة بث ومبالغ مالية، وأن يقر أنه ممول لجماعة الإخوان المسلمين ويعمل لصالح قناة الجزيرة القطرية".
وأوضحت المنظمة أن والدة أنس، تمكنت من زيارته بعد يومين من القبض عليه، وكان باديا عليه آثار الضرب والتعذيب، حيث ظهرت تورمات في وجهه، ولم يكن قادراً على تحريك ذراعيه، ثم استمر احتجازه وتعذيبه لـ20 يوماً أخرى داخل قسم مدينة نصر، قبل ترحيله إلى سجن أبو زعبل في القليوبية، واحتجازه في زنزانة انفرادية دون مبرر.
وتضيف عبد الجواد: "كنا نحرم من زيارته معظم الوقت، وفي المرات القليلة التي كنا نزوره فيها كنا نتعرض لمعاملة مهينة، مع رفض إدخال أية أطعمة أو مياه له، وظل محتجزاً في سجن أبو زعبل عدة أشهر تعرض خلالها لعمليات تعذيب وتنكيل متكررة لمجرد أنه نجل محمد البلتاجي، جميع الضباط الذين تناوبوا على تعذيبه أخبروه بهذا صراحة، كما أن أوراق القضايا التي لفقت له كانت تذكر اسمه كنجل البلتاجي، وهو ما كان يناديه به القضاة أيضاً".
وفي وقت لاحق، تم نقل أنس إلى سجن استقبال طرة ومنه إلى سجن ليمان طرة، وكانت إدارة السجنين تخبر أسرته صراحة أن كونه نجل البلتاجي، فإن هذا يعطيه امتيازاً سلبيا عن بقية المعتقلين، ونتيجة لذلك تم احتجازه في زنزانة فردية، يتعرض بداخلها للتعذيب والتنكيل والحرمان من التريض والطعام والشراب حتى ساءت حالته الصحية دون توفير أي رعاية طبية، بحسب بيان المنظمة الصادر اليوم.
ورغم تبرئة أنس من قضيتين لفقتا له، وهما قضية الاعتداء على أحد الموظفين بسجن العقرب أثناء زيارة والده، والتي وقعت قبل اعتقاله بعدة أيام، والثانية هي القضية المعروفة إعلامياً بقضية "خلية الماريوت"، إلا أنه وفي أكتوبر/تشرين الأول 2015، حكم عليه بالسجن خمس سنوات في قضية ثالثة اتهم فيها بحيازة سلاح، دون تقديم أي دليل على ذلك، سوى المقطع المصور الذي أجبر هو وشقيقه على تصويره.
وتقدم محاموه بعدة طلبات استشكال على الحكم، إلا أنها جميعاً قوبلت بالرفض، كما أن محكمة النقض لم تقم بتحديد موعداً لطلب الطعن على الحكم الذي تقدمت به هيئة الدفاع عنه حتى الآن.
وحرم أنس من استكمال دراسته بعدما رفضت كافة الطلبات التي تقدمت بها أسرته ومحاميه لحضور الامتحانات، حيث أنه طالب بكلية التربية النوعية بجامعة عين شمس، كما أن إدارات السجون التي تنقل بينها لم تسمح له بإدخال كتبه الدراسية أو أية كتب أخرى، بالإضافة إلى انتهاك حقه وحق أبيه في أن يحتجزا سوياً، وفقاً لما ينص عليه قانون لم الشمل.
وأشارت المنظمة إلى أن عمليات العقاب الجماعي طاولت أغلب أفراد أسرة البلتاجي، حيث سبق أن اعتقلت القوات المصرية شقيقه الأصغر خالد البلتاجي، في 22 سبتمبر/أيلول 2015، والذي كان قاصرا في هذا الوقت، لأكثر من شهرين دون مبرر، وقامت بتعريضه لذات صنوف التعذيب التي تعرض لها أنس.
كما تعرضت سناء عبد الجواد، زوجة البلتاجي، للحكم عليها بالحبس ستة أشهر في 29 مارس/آذار 2015، وبتاريخ 11 أكتوبر/تشرين الأول 2015، قضت محكمة جنح مستأنف المعادي بإلغاء حبسها وتغريمها 200 جنيه.
ويعد محمد البلتاجي، من أبرز المعارضين المصريين، وتعرض للاعتقال بتاريخ 29 أغسطس/آب 2013، ووجهت له عشرات الاتهامات وحكم عليه ثلاثة أحكام بالإعدام، والسجن لأكثر من 170 عاما، وتعرض منذ اعتقاله لشتى أنواع التعذيب البدني والنفسي، ومن جملة التعذيب التنكيل الجماعي بأسرته، خاصة بعد إصراره على اتهام قيادات النظام المصري بقتل ابنته أسماء في مجزرة رابعة العدوية.