منذ ثماني سنوات، كان لدينا أمل بإسقاط الأنظمة. سقطت رموز الأنظمة. لكن الأنظمة عادت وولدت رموزاً أخرى أكثر بطشاً. رموز استخدمت الدين والسياسة والتسلح والذكورية لتنتج قمعاً وإقصاءً وعنفاً وتمييزاً ممنهجاً بحق النساء.
بعد الثورات الأولى في الربيع العربي، قمعت الأنظمة النساء. في مصر، أقصيت النساء من الحيز العام باستخدام أشكال القمع والعنف الجنسي. في سورية، قُهرت النساء. استخدم الاغتصاب والتهجير كأسلحة حرب لتقويض النساء وإفقارهن ومنعهن من المشاركة في الساحة السياسية. في ليبيا، هُددت النساء ورُحّلن وأقصين، وفي العراق، قُتلن. أما في السودان فقيّدت حركة النساء وحبسن في المنازل، ورجمن وحوكمن وقتلن. وفي الجزائر، تعرضن للقمع باسم الدين والتطرف الديني وهددن وأقصين.
اليوم، وبعد ثماني سنوات، ثمة أمل نسوي يلوح في الأفق. أمل بإسقاط الأنظمة السياسية والديكتاتورية والذكورية والأبوية والدينية. اليوم، هو أمل أكثر صلابة من ذلك الذي جلب معه دفقاً من الأدرينالين في عام 2011. حينها، كان أملاً ساذجاً. اليوم، الأمل أكثر قرباً من الحقيقة.
في السودان يسقط بس. ليس البشير وحده، بل ومعه التطرف والقمع والتمييز والعنف بحق النساء. ثارت النساء، ولن يهدأن إلا بإزالة جميع رموز الأنظمة. تعلمن من تجربة مصر وسورية وغيرهما من البلدان. لن يرضين بأقل من حكم العدالة والقانون. في الجزائر، "سلمية، لا للعهدة الخامسة، قلنا لا يعني لا". المطالب سياسية والهدف ديموقراطية وسلام وكرامة إنسانية. لم تسترح الثائرات والثائرون في الجزائر بعد استقالة بوتفليقة. هم يريدون تنحي "الباءات الثلاث" بلعيز، وبن صالح، ونور الدين بدوي رئيس الحكومة كرموز للنظام. في السودان والجزائر، استفادت المتظاهرات والمتظاهرون من سقطات الربيع العربي. لن يهدأوا حتى تُقلع جذور الأنظمة وليس رؤوسها وحسب. في السودان والجزائر أمل بكتابة تاريخ نسوي جديد.
اقــرأ أيضاً
في الوقت الذي تسيطر فيه النساء في السودان والجزائر على الساحات العامة، ثمة مشهدية مقابلة للنساء في ليبيا وسورية والعراق حيث تنشط النساء في القرى والحارات. نساء ليبيا ينشطن في الحارات والقرى وينظمن أنفسهن لمنع تجنيد الأطفال ومنع زواج الفتيات ولوقف الاقتتال، ولدعم مبادرات السلام. نساء سورية بتن مسيطرات على مجال المجتمع المدني، بعد أن كانت معظم النساء "ربات منازل" قبل 2011. نشطت النساء في سورية اليوم وأسسن منظمات وحركات وشبكات وهيئات للاستجابة لاحتياجات النساء ولمنع العنف ولوقف التسلح وتجنيد الأطفال ومنع تزويج الطفلات، ولتقديم المساعدات. نساء سورية حاضرات على المستويات الوطنية والدولية والإقليمية لوقف النزاع وضمان مسار سلام نسوي.
نساء السودان والجزائر أعدن لنا الأمل. ونساء سورية وليبيا والعراق ومصر لم يفقدنه يوماً.
*ناشطة نسوية
بعد الثورات الأولى في الربيع العربي، قمعت الأنظمة النساء. في مصر، أقصيت النساء من الحيز العام باستخدام أشكال القمع والعنف الجنسي. في سورية، قُهرت النساء. استخدم الاغتصاب والتهجير كأسلحة حرب لتقويض النساء وإفقارهن ومنعهن من المشاركة في الساحة السياسية. في ليبيا، هُددت النساء ورُحّلن وأقصين، وفي العراق، قُتلن. أما في السودان فقيّدت حركة النساء وحبسن في المنازل، ورجمن وحوكمن وقتلن. وفي الجزائر، تعرضن للقمع باسم الدين والتطرف الديني وهددن وأقصين.
اليوم، وبعد ثماني سنوات، ثمة أمل نسوي يلوح في الأفق. أمل بإسقاط الأنظمة السياسية والديكتاتورية والذكورية والأبوية والدينية. اليوم، هو أمل أكثر صلابة من ذلك الذي جلب معه دفقاً من الأدرينالين في عام 2011. حينها، كان أملاً ساذجاً. اليوم، الأمل أكثر قرباً من الحقيقة.
في السودان يسقط بس. ليس البشير وحده، بل ومعه التطرف والقمع والتمييز والعنف بحق النساء. ثارت النساء، ولن يهدأن إلا بإزالة جميع رموز الأنظمة. تعلمن من تجربة مصر وسورية وغيرهما من البلدان. لن يرضين بأقل من حكم العدالة والقانون. في الجزائر، "سلمية، لا للعهدة الخامسة، قلنا لا يعني لا". المطالب سياسية والهدف ديموقراطية وسلام وكرامة إنسانية. لم تسترح الثائرات والثائرون في الجزائر بعد استقالة بوتفليقة. هم يريدون تنحي "الباءات الثلاث" بلعيز، وبن صالح، ونور الدين بدوي رئيس الحكومة كرموز للنظام. في السودان والجزائر، استفادت المتظاهرات والمتظاهرون من سقطات الربيع العربي. لن يهدأوا حتى تُقلع جذور الأنظمة وليس رؤوسها وحسب. في السودان والجزائر أمل بكتابة تاريخ نسوي جديد.
في الوقت الذي تسيطر فيه النساء في السودان والجزائر على الساحات العامة، ثمة مشهدية مقابلة للنساء في ليبيا وسورية والعراق حيث تنشط النساء في القرى والحارات. نساء ليبيا ينشطن في الحارات والقرى وينظمن أنفسهن لمنع تجنيد الأطفال ومنع زواج الفتيات ولوقف الاقتتال، ولدعم مبادرات السلام. نساء سورية بتن مسيطرات على مجال المجتمع المدني، بعد أن كانت معظم النساء "ربات منازل" قبل 2011. نشطت النساء في سورية اليوم وأسسن منظمات وحركات وشبكات وهيئات للاستجابة لاحتياجات النساء ولمنع العنف ولوقف التسلح وتجنيد الأطفال ومنع تزويج الطفلات، ولتقديم المساعدات. نساء سورية حاضرات على المستويات الوطنية والدولية والإقليمية لوقف النزاع وضمان مسار سلام نسوي.
نساء السودان والجزائر أعدن لنا الأمل. ونساء سورية وليبيا والعراق ومصر لم يفقدنه يوماً.
*ناشطة نسوية