ترمضينة... مغاربة يتخاصمون في رمضان
في الأسبوع الأول من شهر رمضان، اهتز المجتمع المغربي على وقع أكثر من ست جرائم قتل، دون احتساب جرائم أخرى لم تصل أخبارها إلى وسائل الإعلام، كما تتناثر أخبار الاعتداءات والسرقات والمشاحنات بين المواطنين، سواء في الأحياء أو الحافلات أو أماكن العمل أو بين الجيران.
وعرفت مدينة طنجة شمالي المغرب، جريمة قتل بشعة ذهب ضحيتها شاب في عقده الثاني، طعنه الجاني بسكين في عنقه، بسبب شجار حول إيجار البيت.
وفي مدينة برشيد، انهال شاب على آخر بسكين فأرداه قتيلا على الفور قبل أن يلوذ بالفرار، فيما عرفت مدينة الدار البيضاء في الأيام القليلة الماضية من شهر رمضان أكثر من جريمة قتل.
وتتحول شوارع كثير من مدن المغرب إلى ساحات عراك بين المارة، تتجلى في الصراخ والسباب والشتائم، والتي تتطور أحيانا إلى عراك بالأيدي، وتتوقف أحيانا أخرى عند العنف اللفظي.
ويسمي أهل المغرب هذه الحالة العصبية في نهار رمضان، بـ"الترمضينة"، بمعنى الحالة النفسية والعصبية التي تنتاب الصائمين، وتجعلهم يفقدون أعصابهم ويدخلون في مشاحنات لأتفه الأسباب.
ولا يكاد يمر يوم في المغرب دون معاينة آثار وتداعيات هذه "الترمضينة" في سلوك الناس، فسائقو السيارات لا يكفّون عن إطلاق أبواق سياراتهم بسبب وبدون سبب، والمارة لا يتورعون عن شتم السائقين، الشيء الذي يجعل من شوارع البلاد فضاءات تنبت فيها العصبية.
ويقول المعالج النفسي، لحسن أكورام لـ"العربي الجديد"، إن ظاهرة العصبية الزائدة التي تسمى "ترمضينة" لا علاقة بها بشهر رمضان في الحقيقة، لأن مقاصد هذا الشهر تدعو في الأصل إلى الهدوء والسكينة والرحمة.
وأوضح أن "التفسير الذي يمكن أن يسوغ حالات العصبية والشحناء التي تصل إلى ارتكاب جرائم وجنح في رمضان، يتمثل في مشكلة الإدمان بمختلف أنواعه وصفاته، حيث يتعرض الانقطاع عن المادة المدمَنة على حالة نفسية وعصبية قد تبلغ الهستيريا أحيانا".
ويشرح أكورام أن الإدمان ليس فقط على شرب السجائر أو تناول المخدرات أو المشروبات الكحولية، ولكن الإدمان قد يكون أيضا على شرب القهوة أو الشاي، والذي يؤدي انقطاع وتيرتها اليومية إلى حالة من التشنج العصبي وعدم تحمل الآخرين.