عندما يقضي العامل نهاره كله خارج البيت، لا بدّ من أن يتناول طعامه خارجه أيضاً. ولأن العمال غالباً ما يعانون من ضيق الحال، فإنهم يبتاعون الأطعمة الرخيصة إما من المطاعم المتنقلة أو من الباعة في الطرقات
على جوانب طرقات أفغانستان، تنتشر الأطعمة المعدّة للاستهلاك، لا سيّما في أزقة العاصمة كابول وشوارعها. وعلى الرغم من تأكيد الأطباء والمتخصصين أن تلك الأطعمة مضرّة إذ إن عارضيها لا يراعون أدنى معايير الصحة والسلامة، إلا أن الأفغان يُقبلون عليها نظراً لرخص ثمنها.
وتتوجه شريحة كبيرة من العاملين والموظفين في الأسواق وكذلك من سائقي السيارات العموميّة، في أوقات الغداء والعشاء، إلى المطاعم المتنقلة وإلى الباعة الذين يعرضون أطعمتهم على جوانب طرقات العاصمة. في هذه الأماكن، تتوفّر أنواع الطعام بأسعار جدّ مناسبة بالمقارنة مع الأطعمة التي تقدّمها المطاعم الراقية، التي تعجز تلك الشريحة عن تحمّل كلفتها.
محمد رفيق يعمل في بقالة قريبة من مسجد بول خشتي الشهير في كابول، يخبر أنه يبتاع طعام الغداء من إحدى عربات الطعام المتوقفة بالقرب من البقالة. وهو يقصد دائماً هذه العربة، "لأن الطعام رخيص هنا وراتبي المتواضع جداً لا يسمح لي بأكثر من ذلك". يقول: "أعرف جيداً أن هذا الطعام مضرّ وأن أصحاب المطاعم المتنقلة وهؤلاء الذين يعرضون الوجبات على الطرقات، لا يقدّمون الطعام وفق المعايير الصحية، ونحن لا ندري كيف تطبخ هذه الأطعمة. مع ذلك نأكلها ونفضلها على ما تقدّمه المطاعم القريبة من البقالة، لأنها رخيصة ونحن فقراء".
جنيد الله من إقليم ننجرهار (شرق) يبيع الخضر في منطقة ميوند وات في قلب العاصمة كابول. هو يعاني من مرض السكري ومن التهاب في المعدة، لكنه ما زال يشتري طعامه من عربة بالقرب من مكان عمله. يشعر بألم شديد في معدته عندما يتناول الطعام في الخارج، لذا غالباً ما يكتفي بالخبز مع شراب أو مع شاي أخضر. ويشير إلى أن الفقر ابتلاه بمرض المعدة، "إذ كنت آكل لسنوات طويلة في الأسواق، وأبحث عن الأطعمة الرخيصة على جوانب الطرقات". هو يقرّ بأن النظافة في تلك المطاعم المتنقلة شبه معدومة.
أما محمد رفيق، فيرى أن العناية بالنظافة شبه معدومة في الأطعمة المتوفرة على جوانب الطرقات. ويؤكد أن "ثمّة من يشوي اللحم ويطبخ أنواعاً مختلفة من الأطعمة في زيت لا يغيّره حتى ينشف. وهو ما يتسبب في كثير من الأمراض لدى المواطن، خصوصاً أمراض المعدة".
من جهتهم، يرفض أصحاب تلك المطاعم المتنقلة ذلك الكلام، ويشددون على أنهم يراعون صحة المواطنين ووضعهم المعيشي في آن واحد. شفيع واحد من هؤلاء ويسكن في مديرية شاردي في العاصمة كابول. هو يبيع اللحم المشوي واللوبيا، بالقرب من مسجد بل خشتي. يقول: "نحن نقدم الطعام بثمن رخيص، لكن هذا لا يعني أننا لا نراعي صحة المواطنين والنظافة. ويعود رخص الطعام إلى أننا لا نربح كثيراً، بالإضافة إلى أن مصاريفنا قليلة، فنحن لا ندفع إيجار دكان أو محل على عكس ما يفعله أصحاب المطاعم".
إلى ذلك، يلفت شير ولي، وهو أحد باعة الطعام السابقين في منطقة أرزان قيمت في ضواحي العاصمة، إلى أن "السبب الرئيسي في كون تلك الأطعمة رخيصة، هو أن باعتها يشترون الخضر وغيرها من مكونات الطعام ومستلزمات الطبخ غير الصالحة للاستخدام، بثمن زهيد". ويؤكد على أن أكثر اللحوم المشوية على جوانب الطرقات تُستورد من الدول المجاورة، وهي رخيصة مقارنة باللحوم الأخرى. بالتالي تقدّم إلى المواطنين في مقابل أسعار بسيطة. وكثر هم الذين لا يعرفون هذه الحقائق".
في الآونة الأخيرة، أطلقت وزارة الصحة الأفغانية حملة بين سكان العاصمة لبثّ الوعي في صفوفهم إزاء مضار الأطعمة المعروضة في الطرقات، بحسب ما يقول كنشكا حسين وهو أحد المعنيين في الوزارة. يضيف أنها "في الوقت الراهن، لا تعتزم إطلاق حملة ضد أصحاب تلك المطاعم، لأن جلّهم فقراء يكسبون رزق أولادهم بهذه الطريقة. كذلك، فإنهم وعلى الرغم من الثغرات، يوفّرون الطعام بأسعار زهيدة لشريحة كبيرة من المواطنين".
أما الطبيب المتخصص في أمراض الجهاز الهضمي الدكتور محمد صابر، فيقول إن "أمراض المعدة والتهاب الكبد الوبائي وغيرها تنتشر بسرعة في أفغانستان. والسبب الرئيسي هو عدم الاحتياط في الأكل والشرب، والأطعمة المعروضة في الطرقات من أبرز أسباب انتشارها". وينتقد صابر استراتيجية الحكومة في هذا الشأن، مشدداً على ضرورة أن تتخذ الحكومة جميع الخطوات التي من شأنها الحدّ من كلّ ما يهدد صحة المواطن. ويرى أن الأطعمة في الطرقات تهدّد صحة المواطنين. بالنسبة إليه، ما يزيد الأمور تعقيداً هو غياب أي خطوات حكومية لمراقبة هذه المطاعم المتنقلة والأطعمة المعروضة على جوانب الطرقات.
إقرأ أيضاً: لغز تسمّم أكثر من ألف تلميذة أفغانيّة
على جوانب طرقات أفغانستان، تنتشر الأطعمة المعدّة للاستهلاك، لا سيّما في أزقة العاصمة كابول وشوارعها. وعلى الرغم من تأكيد الأطباء والمتخصصين أن تلك الأطعمة مضرّة إذ إن عارضيها لا يراعون أدنى معايير الصحة والسلامة، إلا أن الأفغان يُقبلون عليها نظراً لرخص ثمنها.
وتتوجه شريحة كبيرة من العاملين والموظفين في الأسواق وكذلك من سائقي السيارات العموميّة، في أوقات الغداء والعشاء، إلى المطاعم المتنقلة وإلى الباعة الذين يعرضون أطعمتهم على جوانب طرقات العاصمة. في هذه الأماكن، تتوفّر أنواع الطعام بأسعار جدّ مناسبة بالمقارنة مع الأطعمة التي تقدّمها المطاعم الراقية، التي تعجز تلك الشريحة عن تحمّل كلفتها.
محمد رفيق يعمل في بقالة قريبة من مسجد بول خشتي الشهير في كابول، يخبر أنه يبتاع طعام الغداء من إحدى عربات الطعام المتوقفة بالقرب من البقالة. وهو يقصد دائماً هذه العربة، "لأن الطعام رخيص هنا وراتبي المتواضع جداً لا يسمح لي بأكثر من ذلك". يقول: "أعرف جيداً أن هذا الطعام مضرّ وأن أصحاب المطاعم المتنقلة وهؤلاء الذين يعرضون الوجبات على الطرقات، لا يقدّمون الطعام وفق المعايير الصحية، ونحن لا ندري كيف تطبخ هذه الأطعمة. مع ذلك نأكلها ونفضلها على ما تقدّمه المطاعم القريبة من البقالة، لأنها رخيصة ونحن فقراء".
جنيد الله من إقليم ننجرهار (شرق) يبيع الخضر في منطقة ميوند وات في قلب العاصمة كابول. هو يعاني من مرض السكري ومن التهاب في المعدة، لكنه ما زال يشتري طعامه من عربة بالقرب من مكان عمله. يشعر بألم شديد في معدته عندما يتناول الطعام في الخارج، لذا غالباً ما يكتفي بالخبز مع شراب أو مع شاي أخضر. ويشير إلى أن الفقر ابتلاه بمرض المعدة، "إذ كنت آكل لسنوات طويلة في الأسواق، وأبحث عن الأطعمة الرخيصة على جوانب الطرقات". هو يقرّ بأن النظافة في تلك المطاعم المتنقلة شبه معدومة.
أما محمد رفيق، فيرى أن العناية بالنظافة شبه معدومة في الأطعمة المتوفرة على جوانب الطرقات. ويؤكد أن "ثمّة من يشوي اللحم ويطبخ أنواعاً مختلفة من الأطعمة في زيت لا يغيّره حتى ينشف. وهو ما يتسبب في كثير من الأمراض لدى المواطن، خصوصاً أمراض المعدة".
من جهتهم، يرفض أصحاب تلك المطاعم المتنقلة ذلك الكلام، ويشددون على أنهم يراعون صحة المواطنين ووضعهم المعيشي في آن واحد. شفيع واحد من هؤلاء ويسكن في مديرية شاردي في العاصمة كابول. هو يبيع اللحم المشوي واللوبيا، بالقرب من مسجد بل خشتي. يقول: "نحن نقدم الطعام بثمن رخيص، لكن هذا لا يعني أننا لا نراعي صحة المواطنين والنظافة. ويعود رخص الطعام إلى أننا لا نربح كثيراً، بالإضافة إلى أن مصاريفنا قليلة، فنحن لا ندفع إيجار دكان أو محل على عكس ما يفعله أصحاب المطاعم".
إلى ذلك، يلفت شير ولي، وهو أحد باعة الطعام السابقين في منطقة أرزان قيمت في ضواحي العاصمة، إلى أن "السبب الرئيسي في كون تلك الأطعمة رخيصة، هو أن باعتها يشترون الخضر وغيرها من مكونات الطعام ومستلزمات الطبخ غير الصالحة للاستخدام، بثمن زهيد". ويؤكد على أن أكثر اللحوم المشوية على جوانب الطرقات تُستورد من الدول المجاورة، وهي رخيصة مقارنة باللحوم الأخرى. بالتالي تقدّم إلى المواطنين في مقابل أسعار بسيطة. وكثر هم الذين لا يعرفون هذه الحقائق".
في الآونة الأخيرة، أطلقت وزارة الصحة الأفغانية حملة بين سكان العاصمة لبثّ الوعي في صفوفهم إزاء مضار الأطعمة المعروضة في الطرقات، بحسب ما يقول كنشكا حسين وهو أحد المعنيين في الوزارة. يضيف أنها "في الوقت الراهن، لا تعتزم إطلاق حملة ضد أصحاب تلك المطاعم، لأن جلّهم فقراء يكسبون رزق أولادهم بهذه الطريقة. كذلك، فإنهم وعلى الرغم من الثغرات، يوفّرون الطعام بأسعار زهيدة لشريحة كبيرة من المواطنين".
أما الطبيب المتخصص في أمراض الجهاز الهضمي الدكتور محمد صابر، فيقول إن "أمراض المعدة والتهاب الكبد الوبائي وغيرها تنتشر بسرعة في أفغانستان. والسبب الرئيسي هو عدم الاحتياط في الأكل والشرب، والأطعمة المعروضة في الطرقات من أبرز أسباب انتشارها". وينتقد صابر استراتيجية الحكومة في هذا الشأن، مشدداً على ضرورة أن تتخذ الحكومة جميع الخطوات التي من شأنها الحدّ من كلّ ما يهدد صحة المواطن. ويرى أن الأطعمة في الطرقات تهدّد صحة المواطنين. بالنسبة إليه، ما يزيد الأمور تعقيداً هو غياب أي خطوات حكومية لمراقبة هذه المطاعم المتنقلة والأطعمة المعروضة على جوانب الطرقات.
إقرأ أيضاً: لغز تسمّم أكثر من ألف تلميذة أفغانيّة