سيطرت علامات الصدمة والذهول والحزن على وجه الفتى وليد النمرة، شقيق الشهيد أمير النمرة الذي استشهد في قصف إسرائيلي إلى جانب الطفل لؤي كحيل، أمس السبت، خلال لعبهما في متنزه للعائلات في ساحة الكتيبة غربي مدينة غزة، خلال وقفة شارك فيها أطفال غزة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تتعمّد استهداف الأطفال.
"حسبي الله ونعم الوكيل"، كانت العبارة الأكثر ترديداً للفتى النمرة خلال مشاركته في وقفة لأطفال غزة، اليوم الأحد، داخل المتنزه المستهدف، ولم يستطع أن يتمالك دموعه وصدمته من هول الحادثة التي وقعت لشقيقه.
وشارك عشرات الأطفال الغزيين في وقفة داخل ساحة الكتيبة التي تعتبر بمثابة أحد المتنزهات للعوائل. ورفع المشاركون في الوقفة صوراً لأطفال استهدفهم الاحتلال خلال مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار وصور الطفلين الشهيدين كحيل والنمرة.
ويتساءل وليد النمرة في حديثٍ لـ "العربي الجديد" عن الذنب الذي اقترفه شقيقه حتى يقوم الاحتلال الإسرائيلي باستهدافه بهذه الطريقة الوحشية، لا سيما أنه كان يلعب داخل متنزه للعائلات اعتاد زيارته أسبوعياً.
ويشير إلى أن شقيقه اعتاد اللعب في ساحة الكتيبة وزيارة المكان مرات عدة خلال فترة الإجازة الصيفية، سواء مع أصدقائه أو حتى مع عائلته، قبل أن يباغته الاحتلال وصديقه بغارات أدّت إلى استشهادهما وإصابة آخرين بجراح متفاوتة ممن كانوا في المكان.
ويؤكد الفتى النمرة أنه بعد ارتقاء شقيقه شهيداً في المكان سيحجم عن زيارته تماماً، لأنه بات مرتبطاً بحادث مؤلم له ولعائلته، بعد أن كان المتنزه بالنسبة لهم مزاراً أسبوعياً للترفيه في ظل أوضاع غزة الصعبة.
أما الطفل محمد عمر فوقف إلى جانب عدد من الأطفال المشاركين، رافعاً العلم الفلسطيني وممسكاً بصورة الشهيد لؤي كحيل الذي قضى في التصعيد الإسرائيلي الأخير على القطاع، مساء أمس السبت، مردداً شعارات تطالب بحماية حقوق الطفل الفلسطيني.
ويقول الطفل عمر لـ"العربي الجديد" إن مشاركته وبقية الأطفال والفتية في الوقفة الاحتجاجية لأطفال غزة جاءت لمطالبة العالم بالعمل على حماية الأطفال في غزة من الإرهاب الإسرائيلي، واستهدافهم المتواصل في الآونة الأخيرة.
ويطالب الطفل الغزي العالم بالعمل على توفير حياة لأطفال فلسطين عموماً وأطفال غزة خصوصاً، شبيهة بتلك التي يعيشها أطفال العالم، بعيداً عن القصف الإسرائيلي الذي بات يتعمد التركيز على النيل من الأطفال.
من جانبها، قالت ممثلة تجمّع المؤسسات الحقوقية بغزة، أميرة شعت، إن الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية مدعوة لتحمل مسؤوليتها والعمل على حماية أطفال القطاع من الاستهداف المتكرر، وتقديم قادة الاحتلال للمحاكم الدولية.
وأضافت شعت، في كلمة لها خلال الوقفة التضامنية، أن استهداف الأطفال الذين كانوا في متنزه عام إلى جانب مبنى مدني يشكّل انتهاكاً جسيماً لقواعد حقوق الإنسان والقانون الدولي، مؤكّدة أن الاحتلال تعمّد في الفترة الأخيرة استهداف الأطفال.