وأوضحت المنظمة، في تقرير بعنوان "لا مكان للذهاب"، أن الأطفال الذين يعيشون في المنطقة التي تعاني من العنف في شمال العراق يتعرضون بانتظام للهجوم مع استمرار الحرب التي دامت ثلاث سنوات بين حكومة البلاد وتنظيم "داعش".
وقال بيتر هوكينز، ممثل "يونيسف" في العراق: "في جميع أنحاء العراق، لا يزال الأطفال يشهدون رعبا شديدا وعنفاً لا يمكن تخيله. لقد قتلوا وجرحوا واختطفوا وأجبروا على إطلاق النار والقتل في واحدة من أكثر الحروب الوحشية في التاريخ الحديث".
وذكرت المنظمة أن الأطفال يتعرضون في الموصل للاستهداف والقتل على يد "داعش" لمعاقبة الأسر ومنعها من الفرار.
وقال التقرير إن آلاف الأطفال قد انفصلوا عن عائلاتهم، وإن الملايين غير قادرين على الالتحاق بالمدرسة بشكل منتظم. وكثيرا ما تستهدف المباني المدرسية والمستشفيات أو يتم القبض عليهم في تبادل لإطلاق النار. ومن بين حوالي 20 مليون طفل في العراق، يحتاج أكثر من 5 ملايين طفل إلى مساعدات إنسانية.
وقال محمد موفق (12 عاما)، الذي قتل والده قبل ثلاث سنوات: "كانت حياتنا جيدة حتى جاء "المقاتلون"، وبدأت الحرب. كنا نذهب إلى المدرسة، ولكنهم دمروا المدارس. لقد دمروا كل شيء. الناس تموت جوعا، وحتى من يحاول الفرار من العراق نادرا ما يحالفه الحظ ويخرج حيا".
وأشار إلى محاولاته الفاشلة للفرار من المدينة المحاصرة التي مزقتها الحرب، كما تحدث عن محاولة الهروب الرابعة حيث احتجزه عناصر تنظيم "داعش" ووضعوا سكينا على عنقه وهددوه بإنهاء حياته، قبل أن يتمكن أخيرا من الفرار من الموصل مع ابن عمه. وقال إنهم أطلقوا النار وقذائف الهاون عليهم قبل الوصول إلى مكان آمن.
وبعد أشهر، فرّت أم موفق من المدينة مع أطفالها الآخرين، وبمساعدة من اليونيسف ومنظماتها الشريكة، التمّ شملها مع ابنها. وقد تم حجب الموقع الحالي للأسرة لحماية سلامتهم.
وقالت في وقت لاحق لـ"يونيسف": "أنا لا أعرف حتى كيف هربنا. كان ذلك مثل قصة من كتاب".
وتشير تقديرات منظمات دولية إلى أن أكثر من 100 ألف مدني نصفهم أطفال محاصرون في ظروف بالغة الخطورة في وسط المدينة القديمة آخر منطقة لا تزال تحت سيطرة المتشددين في الموصل.
وقالت إن أكثر من 1000 طفل قتلوا وأصيب أكثر من 1100 منذ 2014 عندما سيطر تنظيم "داعش" على مساحات واسعة من العراق، كما انفصل أكثر من 4650 طفلا عن أسرهم.
وقد تسبب النزاع فى نزوح 3 ملايين شخص نصفهم من الأطفال. وكشف التقرير أن الفتيان والفتيات في مدن الموصل والفلوجة والرمادي غالبا ما يحاصرون مع التعرض للعنف، فتتحول طفولتهم إلى كوابيس من الوحشية والتشريد والخسارة، ويتركون عرضة لآثار الفقر والاستغلال".
وقامت الأطراف المتحاربة، بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، بتجنيد الأطفال في الموصل للمشاركة في القتال. وتتراوح أعمار هؤلاء الجنود والمتدربين من سن 3 إلى 16 سنة.
وقال العديد من الأطفال لـ"يونيسف" إنهم لا يستطيعون الذهاب إلى المدرسة لأن عليهم أن يكونوا مرفوقين بأسرهم.
وقال صبي يبلغ من العمر 12 عاما، يعرف فقط باسم فارس: "أتمنى أن أعود إلى المدرسة، ولكن عائلتي ليس لديها أي شخص آخر يدعمهم. سأكون سعيدا أن أكون في المدرسة. أصدقائي هناك. أريد أن أعود وأتعلم القراءة والكتابة".
(العربي الجديد)