أعلنت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين، اليوم الإثنين، أنه "لم تفلح كافة المراجعات والاستشارات الطبية التي أجراها الطفل محمد النوباني (14 عاما) ووالده، في إعطائه بصيص أمل بأنه يمكن أن يستعيد النظر في عينه اليمنى، التي أصيبت بعيار معدني مغلف بالمطاط في التاسع من شهر فبراير/ شباط الماضي".
وأوضحت الحركة في بيان لها اليوم، أن الطفل النوباني الذي يسكن مدينة البيرة، وسط الضفة الغربية، تنقل بين عدة مستشفيات، منها مجمع فلسطين الطبي برام الله، الذي نقل إليه يوم إصابته، ومستشفى رفيديا في نابلس، ومستشفى العيون في القدس، إضافة إلى عدة أطباء أخصائيي عيون في الأردن، وأخيراً إلى مستشفى "هداسا عين كارم" بالقدس، وكلهم أجمعوا على أن ضرراً بالغاً أصاب العين لا يمكن إصلاحه، لذا وجبت إزالتها وتركيب عين تجميلية مكانها.
والنوباني ليس أول طفل يفقد إحدى عينيه بسبب الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، أو الرصاص "الإسفنجي"، الذي تطلقه قوات الاحتلال الإسرائيلي باتجاه المتظاهرين الفلسطينيين.
وعن يوم إصابته، قال الطفل النوباني في إفادته للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، إنه "توجه يوم الجمعة في التاسع من شهر فبراير الماضي، مع مجموعة من أصدقائه للمتنزه الواقع قرب مدخل البيرة الشمالي، حيث كانت تدور مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف النوباني: "وقفت وأصدقائي نراقب المواجهات وكان الجنود يبتعدون عنا نحو 50 مترا، وبعد نحو ساعة من مكوثنا شعرت بشيء قوي جدا ضرب وجهي فأدركت أنني أصبت".
وتابع: "نقلت بواسطة مركبة إسعاف إلى مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله، وكنت بكامل وعيي لكني كنت أشعر بألم شديد، وهناك جرى تقديم الإسعافات الأولية لي وتصويري صورة طبقية، وأخبرني والدي بأن الصورة أظهرت إصابتي بعيار مطاطي أسفل عيني اليمنى، وبعد ثلاث ساعات جرى تحويلي إلى مستشفى رفيديا في نابلس".
بعد ذلك، خضع الطفل النوباني لعملية جراحية في مستشفى رفيديا استمرت نحو ساعتين لاستخراج الرصاصة "المطاطية" من أسفل عينه اليمنى. وجاء في التقرير الطبي الصادر عن مستشفى رفيديا، أن "الطفل النوباني وصل إلى المستشفى وهو يعاني من إصابة بعيار مطاطي أسفل العين اليمنى مع وجود كسر في قاعدة العين واستقرار العيار أسفلها، وتم إدخاله إلى غرفة العمليات وإجراء عملية جراحية له من قبل فريق اختصاصي بجراحة العيون وجراحة الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الوجه والفكين، حيث أزيل العيار الناري ورممت منطقة ما حول العين".
ووصف التقرير حالة الطفل النوباني بعد العملية بأنها "جيدة"، لكنه يعاني "من انعدام في الرؤية بالعين اليمنى".
وقال الطفل النوباني: "مكثت في مستشفى رفيديا خمسة أيام، وعند مغادرته أدركت أنني فقدت النظر في عيني اليمنى، وبعدها عدت إلى المنزل واصطحبني والدي إلى مستشفى العيون في مدينة القدس بهدف محاولة علاج ما تضرر، فلم يتم استئصال عيني المصابة بعد، ومكثت فيه أسبوعا لكن لم تكن هناك أي نتيجة".
وتابع: "عدت إلى المنزل وبقيت فيه 10 أيام لم أخرج خلالها وكنت أشعر بقلق شديد على وضع عيني، وبعدها اصطحبني والدي إلى الأردن وراجعنا عدة أطباء مختصين في العيون، لكن لم تكن هناك أي نتيجة لأن العين تضررت كثيراً، وأكدوا لنا أنه يجب استئصالها وتركيب عين تجميلية مكانها".
آخر مراجعة للطفل النوباني كانت في مستشفى هداسا عين كارم في القدس، في 27 مارس/ آذار الماضي، الذي أكد له أيضا أن لا أمل بعلاج العين، وأنه يجب استئصالها وزراعة عين تجميلية مكانها، وفق ما قاله الطفل النوباني.
"أنا متضايق جدا لأني فقدت عيني، كل حياتي اختلفت، غبت عن مدرستي كثيرا بسبب مراجعاتي الطبية، أصبحت أخاف أن أخرج مع أصدقائي للعب حتى لا أتعرض للأذى في عيني المصابة فتصبح الأمور أسوأ"، قال الطفل النوباني.
بدورها، أكدت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال أن إطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط على الرأس عمداً يعد جريمة بكل المقاييس. إذ حكم الجندي مطلق النار على الضحية بالإعاقة مدى الحياة، مستغلا سياسة الإفلات من العقاب وعدم المساءلة التي يتمتع بها جنود الاحتلال، التي تضمن لهم عدم معاقبتهم، حتى على القتل.