مرة أخرى تحولت ساحة باب المجلس، في حي الجالية الأفريقية في القدس المحتلة، إلى ساحة اشتباك ومواجهة بين نشطاء وسكان الحيّ، بعد أن حاول جنود الاحتلال مصادرة هدايا جلبها نشطاء مقدسيون ومن الداخل الفلسطيني المحتل، لتوزيعها على حشود كبيرة من الأطفال المقدسيين كانوا على وشك تنظيم أطول سلسلة بشرية تشكلت داخل ساحات الأقصى على شكل قطار سارت حوله مساجده، القبلي، والمرواني، والصخرة المشرفة، وهي تهتف للمسجد الأقصى.
المواجهات والاشتباكات التي بدأت بمشادة كلامية ومناوشات خفيفة احتدمت وزادت عنفا بعد أن حطم جنود الاحتلال بعضاً من الهدايا وداسوها بأقدامهم، واعتدوا على ثلاثة من النشطاء بالضرب العنيف، كما اعتقلوا اثنين آخرين. في حين هاجم الشبان في المكان الجنود بما طاولته أيديهم من الألواح الخشبية، ما استدعى إرسال قوات إضافية لتنكل بالمواطنين هناك وتحطم بسطات الباعة الجائلين.
وقال سليمان قوس، ناشط حقوق الإنسان ومن سكان الجالية الأفريقية لـ"العربي الجديد"، إن الجنود تصرفوا بعنف غير مبرر مع المواطنين، واعتدوا عليهم من دون سابق إنذار، وطاولت اعتداءاتهم النساء والأطفال، قبل أن يتغولوا على النشطاء ويعتقلوا اثنين منهم، ويصيبوا بجراح ثلاثة آخرين.
وأشار قوس إلى أن تصرفات الجنود تعكس رغبتهم الانتقامية لما تعرضوا له من إهانات من حشود المواطنين خلال رباط هبّة الأقصى، لهذا باتوا يتصرفون بوحشية ويستفزون الشبان بالاحتجاز والتوقيف وأحياناً بالضرب من دون مبرر.
في المقابل، فشل الاحتلال في إحباط الفعالية الحاشدة للسلسلة البشرية لأطفال القدس والداخل الفلسطيني، والذين انتظموا في ساحاته بالآلاف من الأطفال وذويهم، وقدموا عروضاً فنية وثقافية وفقرات ترفيهية، وسط أناشيد الأطفال التي هتفت للمسجد الأقصى ولفلسطين. في وقت حاول جنود الاحتلال عبثاً التعرض لهذه الاحتفالات التي تواصلت حتى مساء اليوم، وشهدت أسواق البلدة القديمة، خاصة شارع الواد، حركة نشطة.