طاولت نيران قذائف وصواريخ قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الأطفال أيضاً، رغم التنديد المحلي باستهداف قواته منشآت مدنية ومدنيين، في حربه على العاصمة الليبية طرابلس.
فخلال الساعات الماضية، أُعلن عن مقتل طفل وإصابة اثنين آخرين، جنوبي العاصمة الليبية طرابلس، وسط عجز دولي عن إصدار قرارات تصنف هذه الانتهاكات ضمن جرائم الحرب والجراتم ضد الإنسانية.
وأصبحت نيران الحرب التي أشعلها حفتر، في الرابع من إبريل/نيسان الماضي، ودخلت شهرها الثامن، شبحاً يطارد المدنيين أينما حلوا وارتحلوا، فتزامناً مع استهداف قواته لعدة أحياء جنوب العاصمة، سجّلت جهات حكومية مزيداً من نزوح المدنيين جراء القصف العشوائي.
وأكد "مركز الطب الميداني والدعم" التابع لوزارة الصحة بحكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً، وفاة الطفل محمد نقاصة، متأثراً بجراحه جراء إصابته بشظايا قذيفة سقطت، ليل أمس الاثنين، بالقرب من عيادة طبية بمنطقة السدرة في حي عين زاره المكتظ بالسكان جنوب طرابلس، مشيراً إلى أنّ القذيفة تسببت في أضرار أخرى، من بينها إصابة مواطن في قدميه وظهره، وتكسير زجاج سيارات مواطنين كانوا داخل العيادة الطبية.
Facebook Post |
وتناقلت وسائل إعلام محلية ليبية، أنباء عن سقوط قذيفة أخرى بمنطقة الهضبة على منزل أسرة متسببة في أضرار كبيرة فيه، كما أصابت شظايا القذيفة طفلاً من جيران الأسرة في اليدين والفخذ.
وفي حي عين زاره أيضاً، أصاب صاروخ منزل أسرة، ليل أمس الاثنين، ما أدى إلى إصابة طفل ثالث بإصابات بليغة، فيما نقل والداه لتلقي العلاج بأحد المستشفيات جراء إصابات طفيفة.
ولقيت آثار الحرب التي طاولت حياة الأطفال، تنديداً دولياً واسعاً، ففي العشرين من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حذرت منظمة "يونيسف" الأممية من تهديد عنف الحرب لحياة الأطفال.
وقالت المنظمة في تقرير، إنّ "العنف في طرابلس تسبب في خسائر فادحة بين الأطفال"، موضحة أن تقارير فرقها أكدت "مقتل ثلاثة أطفال وامرأتين عندما كانوا يستقلون سيارة على طريق سريع".
وأضافت "كما لقيت في 14 أكتوبر/تشرين الأول، ثلاث شقيقات مصرعهن وأصيبت والدتهن وشقيقتهن الرابعة بجروح بليغة جراء تعرض منزلهن الذي يقع جنوب العاصمة للهجوم"، وتابعت "وقبل ذلك بيوم قتل طفل في الثالثة عشرة من عمره بينما كان في منزله".
وبشأن تهديد الحرب للمدارس وإقفال العشرات لأبوابها، لاسيما في جنوب طرابلس، أشارت المنظمة إلى أنّ تعرض مدرسة في جنزور لضربة جوية، مطلع الشهر الماضي، "أدى إلى إصابة خمسة أطفال بجراح".
كل تلك الحوادث لم تلفت اهتمام الجهات الدولية المعنية بالتحقيق في جرائم الحرب واتخاذ قرارات لمنع استهداف المدنيين، لا سيما مجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية، التي طالبتها حكومة "الوفاق" في أكثر من خطاب ومناسبة، بضرورة إرسالها فرقاً للتحقيق العاجل في حوادث استهداف المنشآت المدنية والمدنيين في ليبيا.