مداهمة مقاهي النرجيلة تثير سجالاً في المغرب
العربي الجديد
تشنّ السلطات الأمنية المغربية منذ بداية الشهر الجاري حملات بين الفينة والأخرى ضد مقاهي النرجيلة (الشيشة)، حيث تتم مداهمة هذه المقاهي فجأة، ويتم حجز معدات تدخين الشيشة، كما يتم أحياناً توقيف صاحب المقهى والشباب المدخنين أيضاً.
وداهمت السلطات المختصة عدداً من المقاهي بشكل متفرق في كل من الدار البيضاء وطنجة ومراكش وفاس، ومدن مغربية أخرى، كانت تتيح لروادها من الجنسين تدخين الشيشة.
وتتواصل الحملات الأمنية ضد مقاهي الشيشة بعدد من مدن المملكة، في وقت يمكن الحديث فيه عن فراغ قانوني في هذا الصدد، إذ لا يوجد قانون يمنع صراحة تدخين الشيشة في المقاهي والفضاءات العامة.
بالمقابل، سبق أن طرح حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة مشروع قانون ما زال لم يصادق عليه بعد، ينص على "معاقبة الاتجار في الشيشة أو عرضها إما للبيع أو الاقتناء بالحبس من سنة إلى خمس سنوات، وبغرامة من حوالى ألفي دولار إلى خمسة آلاف دولار".
وبحسب مشروع القانون ذاته، يعاقب مستهلك الشيشة بالسجن من 6 أشهر إلى 3 سنوات، وغرامة مالية تتراوح بين ألف وألفي دولار.
وفي خضم هذه التجاذبات والمداهمات الأمنية، سجّل مراقبون ارتفاع عدد مقاهي النرجيلة في عدد من مدن المملكة، منها الدار البيضاء على سبيل المثال التي يتم الحديث فيها عن أزيد من 3 آلاف مقهى تتيح "خدمة تناول النرجيلة".
مصدر أمني قال، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ عناصر الأمن عندما تداهم مقهى معينا يقدم الشيشة، لا يفعلون ذلك إلا بعد توصلهم بشكايات من مواطنين حيال أوضاع غير لائقة تتم داخل المقهى المعني.
وزاد موضحا أن بعض رواد المقاهي، خاصة من الشباب ذكورا وإناثا، لا يكتفون بتدخين الشيشة، وإنما يرافقون ذلك بالصراخ والصياح، وبإحداث جلبة وضوضاء، مما يستدعي تدخل الأمن.
وبخصوص توقيف الأمن أحيانا لربّ المقهى وروادها ممن يُضبطون وهم يتناولون الشيشة بمختلف نكهاتها، أفاد المتحدث بأن الأمر يتم عندما يرافق تدخين الشيشة ممارسات مشينة ولا أخلاقية في ردهات المقهى، مما يستدعي ضبطهم ومساءلتهم.
ومن جهة أخرى يشتكي أرباب مقاهٍ من مداهمات وتوقيفات الأمن لرواد الشيشة في مقاهيهم، وقال أحدهم، وقد فضل عدم الكشف عن هويته، إنّ هذه الحملات تضر كثيرا بمداخيل المقاهي، كما أنها تقطع أرزاق عدد من الشباب الذين استثمروا في المقاهي.
وتساءل المتحدث إن كانت المداهمات تتم أيضا في الفنادق المصنفة والفخمة التي تقدم خدمات الشيشة أيضا للسياح ولرواد الفنادق، مضيفا أنه "يتعين سن قانون واضح يمنع الشيشة، وحينها ننضبط للقانون"، على حد تعبيره.